أحمد حسن الباحث السياسى يكتب لبوابة الدولة الاخبارية..الشباب من سوتشى إلى شرم الشيخ... رسالة السلام والتنمية


الشباب هم عصب أية دولة وأداة قوتها وعناصر بنائها، وقضاياهم تظل محور اهتمام مختلف الحكومات والمسئولين، حيث تقع هذه الفئة العمرية التى تتراوح ما بين (18-35) عاما فى قلب عملية البناء التى تستهدفها الدول وتسعى إليها الحكومات، وهو ما كان موضع اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه مقاليد المسئولية، عبرت عن ذلك كثير من الدلائل والشواهد أبرزها فكرة تخصيص عام للشباب (2016)، وكذلك فكرة تنظيم مؤتمر وطنى للشباب تحت رعايته مباشرة، بحيث يُعد هذا المؤتمر منصة فعالة للحوار المباشر بين الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة وأجهزتها المتعددة، وبين الشباب المصري الساعى بسواعده وبأفكاره وبجهوده لبناء مستقبل افضل لوطنه وأهله.
وغنى عن القول إن الاساءات او التلميحات التى قد يذكرها البعض بشأن تقاعس هذا الشباب وعدم جديته وعدم قدرته على تحمل المسئولية، ليست صحيحة فى مجملها، إذ اثبت الشباب المصرى دوما انه لا يقل كفاءة ولا مهارة ولا علم ولا معرفة عن الشباب فى مختلف بلدان العالم، يدلل على ذلك المشاركة الناجحة لوفد الشباب المصرى فى مهرجان الشباب والطلبة التاسع عشر الذى استضافته مدينة سوتشى الروسية خلال النصف الاول من اكتوبر الجارى (2017)، إذ كان للوفد المصرى الذى ضمن (102) شابا، منذ اليوم الاول للمهرجان تواجدا فعالا برز من خلال المشاركة بجناح متميز ضم المواد الاعلامية الترويجية عن مصر وحضاراتها وتاريخها ونجاحاتها الراهنة، كما كان له دورا فاعلا فى كافة الفعاليات التى شهدها المهرجان بدءا من الندوات العلمية والادبية والفنية، مرورا باللقاءات السياسية والاقتصادية، وصولا إلى احراز نجاحات فى المسابقات التى عقدت خلال المهرجان، حيث فاز الفنان المصرى احمد عبد الفتاح ضمن أفضل 30 موهبة شابة فى العالم وتم تكريمه من قبل الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين". ولم يقتصر الامر على ذلك فحسب، بل نجح رئيس الوفد المصرى شريف جاد فى عقد العديد من اللقاءات مع المسئولين الروس لتبادل الاراء حول كثير من القضايا المهمة بين البلدين.
اضافة إلى كل ما سبق، مثّل تنظيم جلسة خاصة ضمن جلسات المهرجان بعنوان "انجازات عام الشباب فى مصر" واحدة من أبرز ما قام به الوفد المصرى فى سوتشى، إذ تم خلالها تقديم عرض متميز باللغتين العربية والروسية عما حققته مصر من نجاحات وانجازات خلال الفترة الماضية على كافة المستويات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وكذلك جهودها المضنية فى محاربة الارهاب ومواجهته بكل جسارة واقتدار.
وفى ذات السياق، تم تقديم عرض عن "منتدى شباب العالم" باللغتين العربية والروسية والذى سيعقد فى مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر القادم، ذلك المنتدى الذى يمثل خطوة مهمة على طريق التواصل المستمر بين شباب مصر وشباب العالم اجمع، لينقل إليهم رسالة سلام وتنمية ومحبة من أرض الكنانة والحضارة مصر، إذ يعتبر هذا المنتدى فرصة حقيقية للشباب من جميع دول العالم، للحوار الجاد والمباشر سواء مع بعضه البعض أو مع صناع القرار والمسئولين حول العالم. حيث يتم من خلاله مناقشة كافة القضايا التى تهم الشباب، بهدف الوصول لصيغة حوار مشتركة تُسهم فى جعل العالم مكاناً أفضل.
ما اود التأكيد عليه أن الرسالة التى حملها وفد مصر فى مهرجان سوتشى تمثل عنوانا رئيسيا لمنتدى شباب العالم، وهى ان السلام والامن والتنمية ومحاربة الارهاب لن تتحقق إلا بالحوار المتبادل وبالمناقشة الجادة وباحترام الاخر واحترام خصوصيته دون فرض وصايا او املاءات، وكذلك دون التدخل فى الشئون الداخلية للآخرين، وهى المرتكزات الرئيسية للسياسة المصرية والتى يحملها شبابها إلى الجميع ليعى قدر مصر ومكانتها ودورها الحضارى والتنموى ليس فقط فى المنطقة العربية وإنما فى مختلف ربوع المعمورة.