تفاصيل معركة سهير البابلي التى انهزمت فيها
لو كنت من مواليد السبعينات فأكيد قد عاصرت تلك الواقعة الشهيرة، واذا كنت من مواليد بعد ذلك فنحن ننقل تلك المعركة التاريخية بالتفاصيل، الزمن هو عام 1989 والمكان هو خشبة المسرح، والحدث هو عرض مسرحية " نص أنا نص أنتي" بطولة الفنانة الكبيرة سهير البابلي، وكان من الحضور المطربة الكبيرة صباح وكان يجلس بجانبها الكاتب الصحفي المعروف ورئيس جريدة الأخبار وقتها موسى صبري، وكانت هناك شائعات كثيرة تقول أن هناك ارتباط عاطفي بين صباح وصبري بل صرح بعد ذلك الملحن الكبير حلمي بكر أنهم قد تزوجو بالفعل، وكعادة سهير البابلي على خشبة المسرح وكما اعتاد جمهورها، قامت فجأة بالخروج على النص عندما نظرت لصباح وقالت " ازيك يا شحرورة" ثم نظرت لموسى صبري وقالت " وأنت ازيك يا شحرور" فضج المسرح بالضحك، وهنا شن بعدها الكاتب موسى صبري حملة صحفية ضدها اتهمها فيها بأنها حولت المسرحية لنكت سوقية وافيهات مبتذلة وكتب عدة مقالات بجريدة الأخبار التى يرأس تحريرها هاجم فيها البابلي واصفا أياها أنها تسخر من الوزراء والمسؤولين في الدولة وقدم بلاغ للنائب العام وللرقابة متهما سهير بإهانة رموز الدولة.
وصرحت سهير البابلي فى حوارها مع جريدة الوفد بتاريخ 12 أكتوبر عام 1989 قائلة: “ إنها كانت بتهزر معاه ومتعرفش انه اخد الموضوع جد كده، وفضل كاتم فى قلبه غضبه من اللى هي قالته لحد مسرحيتها الجديدة نص انا نص انتى وشن عليها حملة شرسة في الأخبار، قال فيها ان سهير حولت المسرحية لنكت وحركات سوقية لغرزة".
وسميت سهير البابلي فى الصحافة بملكة المسرح بعد نجاحها الكبير كوميديانه بتشيل مسرحيات باسمها، كان آخرهم مسرحية على الرصيف اللى شاركها البطولة فيها حسن عابدين واحمد بدير بدأ حملة شرسة ضد سهير البابلى من جريدة الأخبار من خلال مقاله وكتب أنه يقدم بلاغ للرقابة ضد تجاوزات سهير البابلي ضد المسؤولين في مسرحيتها.
وقال:" إنه يرفض إهانة الرموز السياسة بالشكل ده، مما جعل رئيس الرقابة وقتها يحضر المسرحية بشكل يومي وقال فى تقريره أنه لم يجد أى إهانة للرموز السياسية في البلد، ولما شعر موسى بالهزيمة كتب مقالا جديدا يوجه فيه نداءا للنيابة العامة لتقوم بحبس سهير البابلي لأن الرقابة لم تأخذ موقفا حاسما معها، هنا أشتعلت التصريحات الصحفية بينهم.
وقالت سهير إنها لم تكن تعرف أن موسى قد أخذ مزحتها بكل تلك الإهانة وأنها لم تقصد أن يحدث بينهم كل هذا واتهمته بممارسة الإرهاب على حرية الإبداع وأن الموضوع شخصي للغاية وليس له علاقة بالفن، أما صبري فقال إن المعركة ليست بسبب مزحتها وليست معركة شخصية ولكن من واجبه كصحفي عندما يجد خلل فى المجتمع أن يشاور عليه.
ودخل على الخط مشاهير وأصبحت طرف فى تلك المعركة، وأصبح كل طرف يحشد من أجل الفوز على الآخر، فوقف سمير غانم وأحمد بدير وسعيد صالح مع سهير البابلي فى حرية الارتجال على المسرح، بينما وقف فؤاد المهندس ومحمد صبحي وعبد المنعم مدبولي مع موسى صبري وفكرة الالتزام بالنص، وظلت المعركة مستمرة حتى قام المنتج سمير خفاجي بوقف المسرحية وانتصر فى النهاية موسى صبري ولكن لأخر يوم لها على خشبة المسرح لم تتوقف أبدا سهير البابلي عن الارتجال والخروج عن النص.