”الخليج”: قضية المهاجرين لا يمكن حلها بالتصعيد بل بالتضامن
أكدت صحيفة (الخليج) الإماراتية الصادرة اليوم الجمعة، أن أزمة المهاجرين التي تشغل أوروبا واستقطبت مواقف دولية على نطاق واسع، بدأت تخرج من سياقها كظاهرة اجتماعية لها أسباب وأهداف لتصبح قضية تتقاذفها أهواء السياسة وتتجاذبها المصالح والحسابات.
وأشارت الصحيفة - في افتتاحيتها بعنوان "المهاجرون وأهواء السياسة" - إلى أن ما يحدث الآن بين فرنسا وبريطانيا إثر غرق زورق في بحر المانش، وما هو مستمر بين بيلاروسيا وبولندا على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي يؤكدان ذلك ويدمغانه بالأدلة، وفي كلا الوضعين هناك أزمة إنسانية وتوتر بلغ في بعض الأحيان حد التلويح بالحرب.
وأضافت أن المقامرة بورقة المهاجرين في عالم السياسة ليست جديدة، وقد تكون من أقدم وسائل الضغط والابتزاز، ولكن ما يجري اليوم أخطر مما سبق، رغم أن عدد العالقين بين بيلاروسيا وبولندا لا يتجاوز7 آلاف شخص، وبين فرنسا وبريطانيا لا يوجد معسكر مهاجرين لكن هناك محاولات تهريب بشر بين الفينة والأخرى عبر القناة الإنجليزية إلى المملكة المتحدة. ومع ذلك اتسع الجدل سريعا بين البلدين اللذين يعيشان خلافات مزمنة جراء تداعيات "بريكست" وتباينات بشأن قضايا عدة من الدفاع إلى منح تراخيص الصيد.
وشددت صحيفة (الخليج) - في ختام افتتاحيتها - على أن قضية المهاجرين المثيرة للجدل، شأنها شأن التحديات العالمية الكبرى، لا يمكن حلها بالتصعيد والتنصل من المسؤوليات، بل بالتضامن وتفعيل قيم العدالة في الدفاع عن المصالح وحقوق الإنسان بمفهومها الشامل.