المستشار أســـــامة الصعيدى -يكتب - بعد الإطلاع .. أحذروا خراب العقول
دعونا نعيش سوياً في دهاليز العقل البشري، فهو أفضل النعم التي منحها الله سبحانه وتعالى إلي الانسان، به يعرف ربه ويميز الخطأ من الصواب. فالعقل هو مناط تكليف الإنسان في تمييزه بين الخير والشر وبواسطته يعيش الإنسان في بيئتة الاجتماعية ويحقق ما يصبوا اليه من أهداف.
ويعرف العقل في علم النفس بأنه الجزء الذي يفكر ويختبر المشاعر كالاستمتاع والانزعاج والقلق والحب والكره وهو يختلف عن الغريزة الحيوانية التي تستجيب الي اي محفز مادي، فمعظم الاستجابات البشرية تكون تحت سيطرة العقل.
ويختلف الدماغ عن العقل، فالدماغ يعتبر جزء مرئي وهو العضو المادي الأكثر ارتباطاً بالعقل والوعي، اما العقل فهو غير ملموس، وهو عالم يتجاوز حدود الفكر والشعور والسلوك والأعتقاد والخيال، ويتمتع العقل بقدرة هائلة علي التحكم في جميع انظمة الجسم.
وإذا كان ما سبق هو معايشة لمفهوم العقل وأهميتة فدعونا نعرج سوياً إلي فكرة المقال وهي الحذر كل الحذر من خراب العقول ، وهذا الخراب يكون بترك العقل والتخلي عنه فريسة للغير سواء كان ذلك الغير فرداً أو تنظيماً من أجل تشويه الواقع الذي يعيشه المجتمع بقصد تحقيق اطماع يصبوا اليه هؤلاء، وبخاصة التنظيمات الإرهابية ومنها جماعة الاخوان الإرهابية فهذه الجماعات الإرهابية تسرق العقول وتسعى إلي خرابها قاصدة من ذلك، ضعف الثقة العامة او فقدانها، وإنهيار القيم الاخلاقية للفرد والمجتمع، وطمس الهوية المصرية وضرب الثوابت الأساسية في المجتمع المصري.
واذا كان المطلوب هو الحذر من خراب العقول فهذا لن يتحقق من وجهة نظري الا من خلال الوعي وهو الفهم والإدراك لما يحدث وضرورة تحكيم العقل في إطار الحس الوطني ، وأن نعي جيدا ما يواجه الوطن من تحديات وتهديدات ومخاطر.
وإذا كان الوعي هو بوصله الافكار التي توجه العقل نحو الطريق الصحيح، فهذا الوعي هو مهمة وطنية، ولا تقتصر أهمية الوعي بالخطاب الديني علي الازهر فقط، بل مسؤلية المثقفين ومؤسسات المجتمع المدني هذا بخلاف الوزارات المعنية وبخاصة التعليم والثقافة والشباب و الرياضة والاعلام .
وفي النهاية "علموا أولادكم الحفاظ علي عقولهم والحذر من خرابها وعدم السماح لأحد بأن يستخدمها ضد وطنهم، أو آداة لعرقلة التنمية أو لتشويه المجتمع وبث الفتن، واحذروا التعامل مع العقول المتعصبة والمتحجرة والجاهلة والرجعية"