الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. مجلس الشيوخ وقضية المناخ
تتطلب عملية تقيم ممارسات وأداء المجالس النيابية قدرا كبيرا من المتابعة الدقيقة لعمل هذه المجالس، وايضا معرفة الظروف المحيطة بها فى المجتمع، وكذلك رؤى الكتل السياسية والحزبية داخلها، وبصفة خاصة كتلة الاغلبية التى تلعب دورا رئيسيا فى ادارة العمل داخل هذه المجالس، وتحديد الموضوعات التى تدرج على جدول الاعمال لمناقشتها.
وأهم معيار فى عملية التقييم هو مدى قدرة المجلس على ادراج الموضوع المناسب فى الوقت المناسب، وهو ما طبقه مجلس الشيوخ برئاسة المستشار الجليل عبد الوهاب عبد الرازق، فى قرار ادراج اول طلب للمناقشة العامة فى جدول اعماله، والمقدم من نائبي دمياط وليد التمامي ومحمد ابو حجازي وثمانية عشرعضوا آخرين، والمتعلق بتاثيرات المناخ وخطط الحكومة لمواجهة ذلك.
وجاء قرار ادراج هذا الموضوع متزامنا مع التقلبات المناخية الشديدة فى مصر، وحالة عدم الاستقرار فى الطقس، ما تسبب فى صدور قرارات حكومية بتعطيل الدراسة فى ٧ محافظات، منها القاهرة والجيزة رغم انهما ليستا من المحافظات الساحلية.
وقد جاء قرار مجلس الشيوخ فى الوقت المناسب، وهو ما اكسبه اهمية كبيرة ورغبة من جانب الرأى العام في متابعة مناقشات المجلس لهذا الموضوع، ومعرفة كيف استعدت الحكومة لذلك، وهو ما يسعى اليه النائبان وليد التمامي ومحمد ابوحجازي وباقي النواب الموقعين على طلب المناقشة العامة.
ويبعث قرار رئيس مجلس الشيوخ بادراج طلب المناقشة العامة، والخاص بتاثيرات المناخ برسالة مهمة للرأي العام المصري، بان المجلس هدفه التصدي للقضايا الحيوية التى تتطلب دراسات وابحاثا وليس القضايا الهامشية، وأن ما يصدر عنه من قرارات ليست مجرد تصريحات ومسكنات، بل طلبات إلى الحكومة بان تقدم رؤية متكاملة ومقنعة، لان طلب المناقشة ليس هدفه محاسبة الحكومة او احراجها، ولكن هدفه مساعدتها.
فقضية التأثيرات المناخية تمثل اختبارا مهما لمجلس الشيوخ فى مسيرته البرلمانية، وتبين مدى قدرته على تقديم دراسات جادة تذكرنا بما حققه مجلس الشورى الملغي فى بداية عمله، حيث قدم تقارير كانت مرجعا للعديد من رسائل الدكتوراه الجامعية بالجامعات المصرية. بل كانت مرجعا لخطط الحكومة فى تنفيذ الكثير من المشروعات القومية وبرامج الإصلاح الاقتصادي.
وبصفتي عميدا للمحررين البرلمانيين، ومتابعا للممارسة البرلمانية منذ عام ١٩٧٦ وحتى الان، فانني اوجه تحية لرئيس مجلس الشيوخ المستشار الجليل عبد الوهاب عبدالرازق وهيئة المكتب، على قرار ادراج طلب المناقشة العامة فى جدول اعمال المجلس، وايضا اوجه التحية لمقدمي طلب المناقشة نائبي دمياط وليد التمامي ومحمد ابو حجازي، وباقي الاعضاء الموقعين على الطلب، الذى يسجل لهم فى مضابط مجلس الشيوخ وانتظر ان تستجيب الحكومة الى مطالب وتوصيات مجلس الشيوخ، خاصة ان مناخ مصر لم يعد حارا جافا صيفا، دافئا ممطرا شتاء، كما يكتب فى الكتب المدرسية، بل اصبح حارا نارا صيفا ورعدا وعواصف وسيولا شتاء.
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع
مقالات قد تهمك:-
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. أغنى وريث فى مصر أضغط هنا
الكاتب الصحفي محمودنفادي يكتب.. ”أوميكرون كورونا” و”أوميكرون الإخوان” اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. من أشجع وزير فى مصر؟ اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. السلطة ليست كخة ! اضغط هنا
الكاتب الصحفى .. محمود نفادى يكتب .. قبل الجمهورية الجديدة.. أسحبوا تراخيص هذة الاحزاب أضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. تخاريف والسلام.. المتحور اوميكرون جى جى اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. قضية ”نواب التجنيد”.. ظاهرها القانون وباطنها السياسة اضغط هنا