وفد مساعدى أعضاء الكونجرس يشيد بتحقيق اقتصاد مصر نموا رغم جائحة كورونا
أشاد وفد من مساعدى أعضاء الكونجرس الأمريكى من الحزبين الجمهورى والديمقراطى الأمريكى بجهود مصر خلال تفشى جائحة كوفيد-19، والصمود الذى أبداه الاقتصاد المصرى خلال العام الماضى وقدرته على تحقيق نمو رغم انكماش معظم اقتصاديات المنطقة.
وأكد الوفد الأمريكى أهمية العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية بين كل من جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، إذ أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أن محفظة الشراكة بين الطرفين منذ عام 1978 تبلغ نحو 30 مليار دولار أمريكى، كما أن محفظة التعاون الإنمائىيمع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تسجل نحو 900 مليون دولار أمريكى منذ عام 2014، يتم من خلالها دعم العديد من المشروعات فى عدة قطاعات منها التعليم الأساسى، والتعليم العالى، والصحة، والحوكمة، والقطاع الخاص، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
واستهلت وزيرة التعاون الدولى اللقاء باستعراض دور وزارة التعاون الدولى بصفتها الوزارة المنوط بها إدارة محفظة التمويلات الإنمائية لمصر، والتى تبلغ قيمتها نحو 25 مليار دولار أمريكى، وتضم 377 مشروعا تتوزع فى محاور التنمية بالدولة، وذكرت المشاط أن وزارة التعاون الدولى تعمل، من خلال مبادئ "الدبلوماسية الاقتصادية"، على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع شركاء التنمية الثنائيين ومتعددى الأطراف، لدعم رؤية الدولة التنموية وسعيها نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر2030.
وعلق مساعدو أعضاء الكونجرس الأمريكى على الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التى تنفذها مصر، وخطواتها للتحول إلى اقتصاد أخضر ومستدام؛ وأوضحت "المشاط"، أن هذه الإصلاحات مكنت الدولة من التحول من عجز فى الطاقة إلى تصديرها للدول المجاورة وتنفيذ خطط الربط الكهربائى مع دول العراق وليبيا والسودان والمملكة العربية السعودية وقبرص واليونان، نتيجة الإصلاحات التى تم تنفيذها فى القطاع، إلى جانب وضع استراتيجية الطاقة المستدامة التى تستهدف الدولة من خلالها زيادة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة المولدة لتصل إلى 42% بحلول عام 2035، وفى هذا الإطار يتم تنفيذ العديد من المشروعات الممولة من شركاء التنمية وبمشاركة القطاعين الحكومى والخاص، من بينها مشروع بنبان للطاقة الشمسية؛ والذى يعد أكبر مزرعة طاقة شمسية فى المنطقة وإحدى أكبر المحطات فى العالم، إلى جانب خطط الاستفادة من الهيدروجين الأخضر، الأمر الذى يسهم فى تعزيز القدرة التنافسية للأعمال وتحفيز التجارة والاستثمار.
وتطرق اللقاء إلى استعداد مصر لاستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ العام المقبل (COP27)؛ حيث أشارت المشاط إلى كونه فرصة لخلق شراكات دولية تدفع جهود الدولة للتحول الأخضر، وعرض ما تحقق حتى الآن فى مجالات الطاقة المتجددة والمياه والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والرقمنة، مؤكدة أن مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية تحتاج استثمارات حكومية كبيرة، وهنا تأتى أهمية التمويلات المبتكرة والتمويل المختلط لدفع وتنفيذ هذه المشروعات.
وخلال اللقاء، استعرضت وزيرة التعاون الدولى جهود الدولة للتحول إلى مركز إقليمى للطاقة وتدشين منتدى غاز شرق المتوسط، بالإضافة إلى جهود تطوير التعليم ورقمنته، وكذلك خطط التوسع فى برامج الحماية الاجتماعية، والتوسع فى مشروعات المياه والصرف الصحى بما يحافظ على الموارد المائية للدولة ويعزز استدامتها، كما أشارت إلى جهود الدولة لزيادة إيرادات السياحة باعتبارها قطاعا حيويا للعملة الأجنبية.
وفى سياق متصل، أكد الوفد اهتمامه بالتعرف على الجهود المبذولة نحو تعزيز دور المرأة وتمكينها؛ حيث أشارت المشاط إلى الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، منوهة بأن وزارة التعاون الدولى أطلقت مع المجلس القومى للمرأة والمنتدى الاقتصادى العالمى "محفز سد الفجوة بين الجنسين"، الأول من نوعه بقارة أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بهدف العمل على دعم جهود الدولة لسد الفجوة الاقتصادية بين الجنسين.
وأشارت المشاط إلى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التى تعد أضخم مشروع قومى فى تاريخ مصر، يستهدف تحقيق التنمية المتكاملة لأكثر من نصف السكان على مستوى الجمهورية، من خلال تدخلات البنية التحتية والاستثمار فى رأس المال البشرى، مستهدفة المجتمعات الريفية الأكثر احتياجا.
وفى ختام اللقاء، أثنى وفد الكونجرس الأمريكى على الإجراءات التى اتخذتها مصر فى ملف الإصلاح الاقتصادى، كما أشاد الوفد بمبادرة حياة كريمة، معربا عن تقديره لاهتمام الدولة المصرية بالمشروعات التنموية الضخمة التى تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطنين المصريين.