مسرحية ”ليالى بيت الدمية” تعرض لأول مرة.. لماذا كتب هنريك أبسن نهايتين؟
منذ 142 عاما تم عرض مسرحية "ليالى بيت الدمية" للكاتب هنريك أبسن، وكان ذلك على المسرح الملكى فى كوبنهاجن، يوم 21 ديسمبر من عام 1879م، وتعد المسرحية واحدة من أهم النصوص فى القرن التاسع عشر، والتى تم تسجيل مخطوطتها فى منظمة اليونسكو بسجل ذاكرة العالم فى عام 2001، تقديرًا لقيمتها التاريخية، وأدرجتها مكتبة بوكلوبن العالمية فى قائمتها لأفضل 100 عمل أدبى على مر العصور.
وتكمن أهمية النص المسرحى فى الموقف الحاسم الذى اتخذته تجاه أعراف الزواج فى القرن التاسع عشر، حيث أثارت جدلًا واسعًا آنذلك، فالعمل ينتهى بترك البطلة "نورا" زوجها وأبناءها بحثًا عن ذاتها.
و"بيت الدمية" مسرحية نثرية مكونة من ثلاثة فصول وتدور أحداثها حول "نورا هيملت" وهى امرأة عادية، زوجة لرجل مرموق وأم لثلاثة أطفال، وكانت حياتها عادية للغاية، فهى زوجة لطيفة جميلة مطيعة لزوجها الذى ربما يحبها وربما لا، ولكنه بالتأكيد يعتبرها إحدى أغلى ممتلكاته.
و"نورا" امرأة سعيدة بحياتها - أو هكذا تظن - لأن علاقتها الهادئة بزوجها لم تمر بأى اختبار حقيقى، ولكن حين جاء وقت الاختبار انكشف زيف هذا الحب الذى يزعم زوجها دومًا بأنه يكنه لها، فهي "غاليته، وطفلته، وعصفوره المغرد" ما دامت لم تخالف أوامره ولم تتخط الحدود التى وضعها لها، وهكذا ينكشف لنورا بالنهاية أن حب زوجها، تورفالد هيلمر، مرهون بكون نورا تلك "الدمية الجميلة" التى يحركها كيف يشاء حتى استطاعت هى فك تلك القيود وإعادة النظر فى علاقتها بزوجها، بل وفى حياتها برمتها.
واضطر الكاتب هنريك أبسن لتغيير النهاية الأصلية التى رأى أنها لا تتناسب مع المسرح الألمانى آنذاك، ولهذا كتب نهاية بديلة حتى تجد القبول فى المجتمع، وفى النهاية تذهب نورا لأطفالها بعد أن تتشاجر مع تورفالد، فتنهار بعد رؤيتهم، ثم يسدل الستار.
وفيما بعد علق هنريك قائلا : إن هذه النهاية عار على المسرحية الأصلية ويسميها "الغضب البربرى"، لكن معظم إصدارات المسرحية فى الوقت الحالى تستخدم النهاية الأصلية كما هو الحال مع إصدارات الأفلام منها.