هيئة كبار العلماء: الأزهر كان وما يزال الوعاء الحافظ للغة العربية
قال الدكتور حسن الشافعى عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر رئيس اتحاد المجامع اللغوية، إن الأزهر الشريف كان ولا يزال الوعاء الحافظ للغة العربية، وراعيًا لها فى كل العصور التى تلت وجوده.
وأضاف الشافعى ـ فى كلمة اليوم الثلاثاء أمام الملتقى الثامن الذى نظمته هيئة كبار العلماء، فى رحاب الجامع الأزهر للتعريف بمكانة اللغة العربية- أن العربية هى لغة العلم العالمى نتيجة للإسهامات التى قدمها علماء العرب للبشرية والتى دُونت بلغتهم، حتى قيل: "كأن العلم يتكلم العربية"، وقال بعضهم: "من أراد أن يتعلم العلم فليتعلم العربية".
وأوضح أن الكثير من علماء الغرب فى القرون الوسطى تتلمذوا على يد علماء العرب، وأخذوا من مؤلفاتهم العربية، كما أن "عادا وثمود"، ورحلات الشرق والغرب، والمعلقات السبع من الشعر العربى، أثبتت عظمة لغة العرب وأثبتت ثراء مفرداتها، وأن التاريخ يحوى العديد من المكتبات التى تثبت ثراء هذه اللغة عن غيرها من اللغات.
بدوره، أكد رئيس جامعة الأزهر الأسبق الدكتور أحمد عمر هاشم، أن الأزهر هو صانع مجد اللغة العربية وحاميها من محاولات الاستعمار لهدمها وطمس هويتها، كما فعل بلغات الأقطار الأخرى التى كانت تحت سيطرته، موضحا أن اللغة العربية قد اكتسبت عالميتها ومكاناتها من كونها لغة القرآن الكريم، مشيدا باهتمام الدولة المصرية بمراكز ومجامع اللغة العربية.
وبدوره، استعرض رئيس جامعة الأزهر الأسبق الدكتور إبراهيم الهدهد، مكانة اللغة العربية فى العالم الرقمى، مطالبا الشباب بأن يعتزوا بلغتهم ويحافظوا عليها من الضياع فى عالم شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعى، داعيا أثرياء العرب بالاستثمار فى المجالات التى تخدم اللغة العربية فى العالم الرقمى، والسعى لوضع نسخ إلكترونية من الكتب والملفات العربية التراثية على شبكة الإنترنت.
وفى نهاية الملتقى استفتح الدكتور أحمد معبد، قراءة كتاب "الأخبار المروية فى سبب وضع العربية" للإمام جلال الدين السيوطى، واستكمل القراءة عددا من الباحثين بهيئة كبار العلماء، تذكيرا بميراثنا من العربية، وبيان مكانتها وفضلها الذى وثقه أحد أفذاذ علماء الأزهر فى علم اللغة، وفى نهاية تدارس الكتاب، تم منح إجازة فى الكتاب للحاضرين على يد أعضاء هيئة كبار العلماء.
شارك فى الملتقى الدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور أحمد معبد، أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر، والدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعدد من قيادات الأزهر الشريف، وبدأ بعرض فيلم تسجيلى عن اللغة العربية ودورها فى صناعة الحضارة الإسلامية، وفضلها على سائر اللغات، وتفردها وغزارة مفرداتها، وبراعة العلماء الأوائل فى استخدامها، وفضلها على العلم من خلال توثيق العلوم القديمة بها، التى كان للعرب السبق فيها.
يذكر أن ملتقى هيئة كبار العلماء العلمى، الذى تشرف عليه وتنظمه الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر، انطلق فى عام 2018 م، ويهدف إلى بث كل ما يساعد على بناءُ العقول وغرس القيم، انطلاقًا من قيام الأزهر الشريف بدوره فى تقديم الرؤية الصحيحة فى كل القضايا التى تهم الإنسانية.