دكتور شريف بهجت يكتب ..الطريق الي النهضه .. التسامح وتجديد الخطاب الديني ”الجزء الأول”
استكمالا لسلسلة مقالات الطريق الي النهضه، فاننا سوف نلقي نظره علي التسامح الديني والذي لا ينفصل بدوره عن تجديد الخطاب الديني .فحتي يتقبل أحدنا الاخر يجب علينا ان نعرف ان ذلك من اساس الدين الإسلامي ،بل هو اساس كل الاديان السماوية. وكما قلنا فيما سبق انه لا نهضه بلا تعليم وصحه وثقافه .فأيضا لا نهضه بدون تجديد المفاهيم المغلوطة في الدين والفهم الصحيح له دون غلو او مغالاة .إن تاريخ الإنسانية منذ الألفية الثانية قد استخدم الاديان السماوية اسواء استخدام بل ان الإنسانية لم تجسد المعني الحقيقي للدين فهي إما رافضه له لو مستغله .
يقول العلمانيين في الغرب ان الدين هو سبب تأخر الشعوب بينما يقول الاصوليون المتشددون في الشرق ان البعد عن الدين هو سبب تأخرنا .ولكن وان نظرنا نظره متانيه للعلمانية او الأصولية لن تجد ان اي منهما وصل بالإنسانية الي الغاية المنشودة سواء من الدين او من الحياه .فبالرغم من ان العلمانية الأوروبية كان لها نتائج ايجابيه علميه وحضارية منذ الثورة علي الحكم الكنسي والتحكم البابوي في شؤن الحياه الدنيوية وتكفير العلماء والفلاسفة.
ولكن من قال ان العيب كان في الدين حتي يعتبره العلماء سبب تأخرهم .ان العيب كان في تطبيق الدين وليس الدين .كان في استغلال الدين لتحقيق مصالح سياسيه . ان الهدف من تحكم الباباوات قديما في شئون الحياه و مباركه الملوك والأباطرة وتكفير اصحاب النظريات العلمية لم يكن ديني مطلقا بل كان دنيويا وسياسيا في المقام الأول.
ان الحملات الصليبية كلها لم يكن سببها تحرير بيت المقدس ورفع لواء الصليب، وانما كان طمعا في خيرات الشرق بعد مرحله فقر مرت بيها اوروبا كلها وكان ذلك بتخطيط بابوي مائه في المائة .وبهذا الاستخدام السيء للدين اصبح الدين من وجهه نظر العلماء والساسة والمفكرين الاوروبيين معطل، وازدادت النزعات الإلحادية في اوروبا وظهر الفلاسفة الماديون امثال ماركس الذي اعلن في مقولته الشهيره ان الدين افيون الشعوب يستغله الحكام والرأسماليين للسيطره علي طبقه العمال او البروليتاريا ونيتشه الذي قال ان الاله قد مات في روايته الشهيرة هكذا" تكلم زرادشت" واعلن بدايه عصر الانسان السوبرمان دليلا علي ان القوه هي اساس الحياه ولا حاجه للضعفاء وكانت اراء نيتشه ملهمه للثورات وخاصه الثوره الفرنسيه وكذلك الوحوديه والعبثيه وما نشترته من اراء ومسرحيات الحاديه حتي النخاع سيطرت علي المسرح الاوروبي وتمتصديرها حتي الي الشرق امثال مسرحيات سارتر وصمويل بكيت والبير كامو وغيرها .وسنجد انه بالرغم من التطور العلمي والثفافي والحضاري بوجه عام الذي يشهده الغرب الان، الي اننا نجد ان الفرد الغربي اصبح اله خاليه من الروح والحياه وطغت الماديه علي الإنسانية الغربية لدرجه افقدت الحياه معناها فغابت الفطره وظهر الشذوذ وازدادت معدلات الانتحار. وكان ذلك بسبب الفهم السئ للدين و استغلال الدين لأغراض دنيوية افقدت الدين معناه وأصبح الدين دليلا علي التاخر واصبح هناك تضاد بين العلم والمدنيه من ناحيه والدين من ناحيه اخري مع انه من يتمعن في الاديان يجدها تحث في المقام الأول علي الحرية والعلم والبحث والتحضر.
كاتب المقال دكتور شريف بهجت دكتوراه إدارة الاعمال -جامعه القاهره