مشاركون بجلسة «مستقبل العمل أثناء وما بعد الجائحة» بمنتدى الشباب: الرقمنة ساعدت مصر على تجاوز تداعيات كورونا
أشارت مهندسة هدي منصور مدير التحول الرقمي بإحدي الشركات متعددة الجنسيات العاملة في البرمجيات الخاصة بالشركات الناشئة إلى أن التحول الرقمي كان موجود قِبل كورونا ولكن الجائحة سرعت من دخوله وتطبيقه، ووجود الرقمنة في مصر ساعد على عدم توقف الانشطة في مصر بعكس دول أخرى.
وأضافت خلال حديثها امام جلسة "مستقبل العمل وريادة الاعمال أثناء وما بعد الجائحة" ضمن أعمال المنتدى الرابع لشباب العالم المنعقد حاليا في شرم الشيخ ، أن مصر استفادت من الإمكانات المتاحة لدعم رقمنة خدمات التعليم والرعاية الصحية، فضلاً عن توفير فرص عمل بديلة للشباب ممن فقدوا وظائفهم، وبالتالي كانت مصر أفضل من غيرها من دول المنطقة.
وقالت هدى منصور، إن الشركات العاملة في مصر كان لها دور في تحمل المسئولية الاجتماعية، ومنها مثلا ما قامت به شركتها من تطوير تطبيقات تكنولوجية تسهم في ادماج ذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين في العمل والاستفادة من طاقاتهم.
وأشارت المهندسة هدى منصور، إلى أن في ظل جائحة كورونا كانت الدول التي لديها بنية تكنولوجية جيدة مثل مصر تأثرت ايجابيا وليس سلبيا، بل زادت ساعات العمل في ظل الاغلاق في بعض الاحيان.
وشددت على ضرورة تحقيق المساواة في الوصول الى الخدمات التكنولوجية وخاصة في الدول النامية، أما الدول الاقل حظا فقد واجهت العديد من المشكلات وبالطبع يمكن للتكنولوجيا ان تساعدنى تجاوز هذه الصعوبات.
وأضافت هدى منصور، أن الشركات الناشئة عززت مشاركتها في قطاعات الصحة والزراعة والامن الغذائي، لافتة الى ان الشركات الناشئة تبحث عن ايجاد حلول للمشكلات القائمة في المجتمع حتى تستطيع النجاح. ودعت الى تطوير التعليم لاكساب الطلاب المهارات اللازمة لمواجهة الازمات وايجاد حلول للمشكلات القائمة في مجتمعاتهم.
وأكدت أهمية توافر البنية الاساسية التكنولوجية للشركات الناشئة وبسعر مناسب وبشكل يشمل كافة المناطق الجغرافية لضمان عدم اقصاء اي طرف بعم من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
ودعت هدى منصور إلى استمرارية التعليم والاستفادة من تجارب الفشل لمعاودة النجاح والتحلي بالقدرة على الصمود والمقاومة للوصول إلى تحقيق الهدف الذي يحتاج الى الكثير من الجهد والتكيف واستخدام التكنولوجيا.
ونوهت بأن هناك في مصر دعم كبير لخلق فرص لرواد الاعمال ليكون لهم دور حيوي في المشروعات التي يتم تنفيذها في البلاد، لافتة إلى سرعة تطور وتغير التكنولوجيا، مما يطلب دعم الشباب لوصول إلى أحدث التقنيات بتكاتف من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
من جانبه، قال خوسيه مانويل مسئول ريادة الاعمال بمنظمة العمل الدولية إن جائحة كوفيد أثرت على الكثير من دول العالم بأشكال مختلفة من تخفيض ساعات العمل أو الاستغناء عن نسبة من العمل ربما وصل عددها إلى ٢٥٥ مليون فقدوا وظائفهم في العالم خاصة في المشاريع الصغيرة التي تواجه تحديات في الامن والصحة في ظل الازمة. واشار خوسيه مانويل الى ان هناك تفاوت في الدول التي تأثرت ، كما تأثر التعليم في الكثير من الدول وزادت البطالة واتجه البعض الى الابتكار والتكنولوجيا، كما تأثرت المرأة بشكل كبير في قطاعات المصانع والمستشفيات والسياحة وغيرها، فضلا عن تأثر تقديم الخدمات بشكل كبير. واضاف ان وسائل التكنولوجيا قدمت العديد من الخدمات عن بعد.
وأضاف خوسيه مانويل ان العالم يعيش فترة صعبة ويري انه يحتاج الى وقف اي انتهاكات لحقوق الانسان بدعم من الحكومات والمنظمات الدولية، وحاجة لعمل مشترك لدعم التنمية المستدامة ونشر اللقاحات بصورة كبيرة للحفاظ على مسيرة الانتاج وخاصة في الدول النامية مع تعزيز الحماية الاجتماعية. ودعا الى وضع إجراءات من شأنها تسهيل واعادة هيكلة العمل، ربما من خلال الرقمنة على سبيل المثال.
وقال خوسيه مانويل إنه يجب دعم الشباب في الكثير من الخدمات من خلال تطوير برامج وخدمات اكثر مرونة لهم، وهناك موارد محلية يمكن استخدامها في هذا الشأن.
وأشار إلى أن رواد الاعمال خلاقون في إيجاد الحلول لدعم واستثمار من الحكومات للمساعدة في تخطي الازمات مع ايجاد اطر عمل اكثر استفادة على المدى الطويل وزيادة الانتاجية والاستثمار في قطاعات جديدة، مع عدم ترك احد يتخلف عن الركب والصمود في مواجهة الازمات، مع زيادة نسب مساهمة السيدات والشباب في ظل سياسات تشمل الجميع.
وأكد خوسيه مانويل، أن الفترة القادمة ستشهد اختفاء وظائف وظهور وظائف جديدة في سوق العمل، وبالتالي يجب أن يستجيب التعليم لتطور سوق العمل وتغير احتياجاته والمهارات المطلوب اكتسابها من خلال التعليم المستمر.
ودعا خوسيه مانويل رواد الاعمال، إلى التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني من خلال منصات لمواجهة التحديات، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي يمكنها أن تحقق قيمة مضافة في المجتمع.
ومن جانبه، أشار المهندس أمير شريف رائد اعمال مصري والشريك المؤسس لموقعي " أوظف" و"فرصنا " إلي اختلاف طبيعة الشركات الناشئة وأنه مع كل الازمات العالمية الكثير يفقد وظائفهم ويلجأون لريادة الاعمال وجائحة كورونا ساهمت في زيادة الاهتمام بشركات التكنولوجيا أو التي تعتمد عليها والدول النامية لديها فرصة اكثر من اي وقت مضي وخصوصا للدول التي لديها اعداد اكبر من الشباب.
وأكد الشريف أن دور الحكومات كبير في مجال ريادة الاعمال إلي جانب الجامعات والقطاع الخاص وخاصة أن التحديات كبيرة لدي رواد الاعمال للعثور علي مصادر تمويل واستثمار وتوفي. البنية التحتية و نشر الوعي، و التجارب الناجحة حول العالم ارتبط بالحوار البناء بين الحكومات ورواد الأعمال للأستماع إلي مشاكلهم وتوافر القناعة لدي الدولة ذاتها وصدق رغبتها في دعم هذا القطاع.
وأضاف المهندس أمير الشريف: هناك فجوة عالمية تتسع بين مخرجات التعليم وما يحتاجه سوق العمل والفجوة تتزايد في الدول النامية وعدد خريجي الجامعات لايتنازل مع سوق العمل ولذلك هناك وظائف ستنتهي وتموت مع الوقت و هناك حرب عالمية علي المواهب وخصوصا في التكنولوجيا وأكبر المشاكل في التعليم وليس فقط في الجامعي ولكن ايضا يجب تغيير منهجية التعليم والعقليات بداية من المدارس بدلا من الانتظار لتأهيلهم بعد التخرج.
وأعتبر الشريف أن ريادة الاعمال قائمة بالكامل علي التحديات وأكثرها شيوعا هي العثور علي التمويل في البدايات وهناك حلول لذلك مثل حاضنات الاعمال وتتوسع الان وخصوصا بعد كوفيد وهناك دول كثيرة عالمية تحسن موشرات سهولة العمل بها لجذب الشركات الناشئة و رحلة رائد الاعمال مليئة بالتحديات تحتاج مثابرة، وكلما سعت الشركات الناشئة التكنولوجية الي فكرة جديدة يجب ان تتوقع الفشل وهذا امر معروف عالمية و لكن لكي ينجح رائد الاعمال يجب أن يتطور بمساعدة المجتمع كله و كثيرا ما تعرضنا لمشاكل، ومن المهم أن يتعلم تعظيم فرص النجاح باقل الموارد.
وقال أمير الشريف: علي مستوى العالم هناك مؤسسات مجتمع مدني كثيرة تساعد رواد الاعمال في الدول النامية و جميع الدول تحاول خلق مناخ او بيئة اعمال شبيه بوادي السيلكون بالولايات المتحدة وكلما خلقنا مجتمعات مشابهة، ومصر حققت ضعف التمويل في هذا القطاع خلال العام الماضي فقط لتصل الي ٤٠٠ مليون دولار و هذا ما يعكس التطور الذي حققته مصر، وخلال جائحة كورونا من كان مستعدا اكثر هو من حقق مكاسب اكبر وكل شركات التكنولوجيا استفادت من كورونا وعلي الجانب الاخر افريقيا لديها فرص اكبر اذا قامت الحكومات بدعم الشركات الناشئة و تشجيعها لتقليل الفجوة مع الدول المتقدمة.
ولفت عدنان عجيل رائد اجتماعي متخصص في إيجاد حلول التنمية المستدامة من المغرب إلي أن فكرة الابداع الاجتماعي والريادة الاجتماعية ترتبط دائما بحل مشكلة المرأة والطفل و في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا نحن الاقل استفادة من الانواع الجديدة من الاستثمار و نحن نحتاج إلي علاقة مختلفة مع الحكومات والمؤسسات الدولية و الافراد، وبعد ظهور كوفيد اصبح هناك حاجة إلي زيادة معدلات الوعي من خلال الاعلام والتعليم ويمكن وضع مناهج خاصة للاطفال من سن ١٤ ولايمكن الحديث عن المستقبل فقط للوظائف الثابتة مثل الطبيب والمهندس ويجب أن نتحدث عن القطاعات المختلفة.
وأضاف عجيل: الموضوع ليس فقط موضوع وقمرة لان الرقمنة من غير تفكير أزمة والامر لابد أن يقترن بالمهارات المطلوبة وتغير العقلية ويجب أن تصنع المناهج التعليمية للمستقبل ويجب أن تعمل علي خلق الروح الابداعية والريادة وإتاحة فضاءات جديدة لبناء مجتمع متكامل يحفز جميع أفراده وتوفير الحاضنات المحفزة كفكرة مكملة للتنمية.
وأوضح عدنان، أن جميع دول العالم لديهم رغبة في خلق فرص عمل للأفراد وأفضل وسيلة لتحقيق ذلك هو تأهيل الافراد وخلق الشخص المؤهل للتفكير بطريقة مختلفة وليس فقط من خلال الرقمنة لابد أن نغير طريقة تفكير المؤسسات.
وأشار إلي أن الشركات الناشئة شركات لديها القدرة علي التأقلم مع المتغيرات بشكل اكثر مرونة والازمات سوف تأتي بسرعات مختلفة في المستقبل، موضحا أن بريطانيا اجرت تجارب في التسعينات لدمج الموسسات الربحية مع الدولة و التحدي في تأسيس منظومة تشريعية جديدة ومتكاملة لتحقيق ذلك مما يمكن للدولة أن تصدر سندات تأثير أجتماعي ويمكن تطبيق ذلك علي القطاعات المختلفة تبعا لطبيعة وتركيبة الاقتصاد بكل دولة.
ونصح عدنان رواد الاعمال بالبحث عن تأثير كبير في مجتمع وأن يلتزم بالصبر وأنه بالفعل مفتاح الفرح وأن حياته لن تكون سهلة وخصوصا في البدايات وبعد النظر والتفكير لاربعين وخمسين عاما للامام، وأن يتمتع بالثقة، مشددا عليه دور الاعلام والتعليم لتأهيل المجتمعات والافراد وتغيير عقلياتهم لاستيعاب أهمية ريادة الاعمال ومن الضروري أن يكون هناك تفكير عميق مستقبلا بشأن ذلك، مؤكداً أن إفريقيا ممكن أن تكون بيئة خصبة لشركات التنمية الاجتماعية وهناك شركات بغرب افريقيا نجحت في ذلك وتحصل علي تمويلات بمليارات الدولارات من دول متقدمة مثل أمريكا لديها قوانين تسمح بتوفير هذا النوع من التمويلات، وهناك الأن عشرات الالاف من الشباب في مصر ومختلف الدول الإفريقية لديهم اهتمام بهذا القطاع.