احتفالية عيد الشرطة تعرض فيلما تسجيليا يكشف جهود وزارة الداخلية خلال 2021
عرضت احتفالية عيد الشرطة الـ 70 بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار رجال الدولة، فيما تسجيليا تضمن جهود وزارة الداخلية في عام 2021 في العديد من القطاعات.
تراجع الإرهاب ووجهت ضربات مؤثرة لجماعة الاخوان الإرهابية وضبط عدد من الشبكات القائمة على نشر الشائعات والتحريض على العنف، حيث تم ضبط 120 بؤرة إرهابية و 290 قطعة سلاح الى – خرطوش – جرينوف – سلاح آر بي جي، 38 عبوة تفجير وحزام ناسف وقنابل يدوية ومفجر وكمية من الذخائر وقذائف آر بي جي، وضبط العديد من اللجان المالية القائمة ، إدارة مصادر التمويل وبحوزتهم 153 مليون جنيه، ضبط 77 كيان تجارى متورط في تقديم الدعم المادي لتنظيم الاخوان الإرهابي بقيمة سوقية تقدر بـ 3 مليار جنيه.
وحول ضبط الجرائم الجنائية، فقد انخفضت معدت معدلات ارتكاب الجرائم بنسبة 13.2 %، وتم ضبط 1776 تشكيل عصابي، وتنفيذ 24.5 مليون حكم قضائي من بينها 111.6 الف حكم جنائي، وضبط 51.3 الف قطعة سلاح ناري منها 4505 بندقية الية، 25 جرينوف و 74 ورشة لتصنيع الأسلحة النارية.
وعن جهود ضبط جرائم المخدرات، تم ضبط 90.7 ألف قضية، و21.2 طن لمخدر الحشيش، و2391 كيلو جرام لمخدر الهيروين، و308.7 طن لمخدر البانجو، و805 كيلو لمخدر الاستروكس، و24 مليون قرص لعقار الكبتاجون، وتقدر القيمة المالية للمواد المخدرة المضبوطة 5 مليار و834 مليون جنيه، وقيمة المبالغ المالية لجرائم غسل الأموال المتحصلة من الاتجار بالمواد المخدرة 3 مليار و38 مليون جنيه.
وحول جرائم الأموال العامة، فقد تم ضبط 1953 قضية في جال النصب والتزوير، و343 قضية اتجار في النقد وتحويلات غير مشروعة.، و 600 قضية توظيف أموال ورشوة واستغلال نفوذ و 261 قضية اختلاس واستيلاء على المال العام.، ليصل اجمالى المبالغ التي تم ضبطها نقديا ومستنديا اخطرت الجهات القضائية لاتخاذ الإجراءات القانونية الى 4.652 مليار جنيه.
وحول جرائم التهرب الضريبي والجمركي، وصلت قيمة تعاملات مالية مخفاة الى 152.37 مليار جنيه.
وعن جرائم سرقات التيار الكهربائي، تم سداد أكثر من 3.163 مليار جنيه لصالح خزينة الدولة.
وبدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة، وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغت فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة، التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل إكسهام وقواته يحاصران المدينة.
هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى.. بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة، والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى، وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تهدمت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة، لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة، فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة.
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لى إنفيلد) ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة 56 شهيدا و80 جريحا، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير 1952.
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.