وكالة شينخوا: مصر تنفذ خطة طموحة لتطوير البحيرات وتنمية الثروة السمكية
سلطت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية الضوء على الخطة الطموحة التى تنفذها الحكومة المصرية، لتطوير البحيرات، التى تعرضت لإهمال جسيم على مدار العقود الماضية، أدى إلى تدهور أوضاعها، وذلك كخطوة نحو تنمية الثروة السمكية.
وأشارت "شينخوا" إلى أنه توجد فى مصر عدة بحيرات، هى "مريوط وإدكو والمنزلة والبرلس والبردويل" فى شمال القاهرة، و"التمساح والمرة" فى محافظة الإسماعيلية شرق العاصمة، و"قارون والريان وبحيرة السد العالى" جنوبا.
وقالت الوكالة الصينية فى تقرير اليوم الخميس: "إن مياه بعض هذه البحيرات تعد عذبة مثل مريوط وإدكو، بينما مياه بعضها الآخر عذبة ومالحة مثل بحيرتى المنزلة والبرلس، فى حين مياه بحيرات مثل البردويل والتمساح مالحة"، مشيرة إلى أن هذه البحيرات تنتج نحو 12% من إجمالى إنتاج مصر من الثروة السمكية.
ونقلت الوكالة الصينية عن الدكتور صلاح مصيلحى رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية، قوله إن البحيرات فى مصر تشهد حاليا تطويرا كبيرا وعلى مستوى عال، وذلك من خلال التعاون بين هيئة الثروة السمكية وهيئة قناة السويس وبعض الشركات الخاصة، متوقعا أن يتم الانتهاء من تطوير بعض البحيرات مثل البردويل والبرلس والمنزلة فى نهاية العام الجارى، على أن ينتهى تطوير بحيرة مريوط خلال العام القادم، وتختلف تكلفة التطوير من بحيرة لأخرى، ووصلت تكلفة مشروع تطوير بحيرة المنزلة فقط، التى تبلغ مساحتها 250 ألف فدان، مليارى دولار حتى الآن بحسب تصريح سابق لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى.
وأكد مصيلحى أن تطوير البحيرات سيؤثر بشكل إيجابى على الثروة السمكية فى مصر، مشيرا إلى أن مردود هذا التطوير بدأ يظهر إلى حد ما على الرغم من عدم انتهاء أعمال التطوير، واستدل على ذلك بإنتاج بحيرة مثل المنزلة الذى بلغ 82.5 ألف طن من الأسماك فى عام 2020 مقابل 60 ألف طن فى عام 2017.
ولفت إلى أن نتائج تطوير البحيرات لن تظهر بشكل واضح إلا بعد انتهاء أعمال التطوير، إذ مازالت المعدات موجودة فى البحيرات لإزالة التعديات والحشائش وتعميق بعضها، مشيرا إلى أن إنتاج البحيرات حتى الآن وقبل انتهاء تطوير الجزء الأكبر من الإنتاج السمكى للمسطحات المائية، تبلغ 20% من الأسماك فى مصر، فيما يبلغ إنتاج البحيرات 12% من إجمالى الإنتاج السمكى فى البلاد، ونهر النيل 4%، والبحر الأحمر 2%، والبحر المتوسط 2%.
وكشف مصيلحى عن أن إنتاج بلاده من الأسماك تخطى 2.2 مليون طن فى عام 2020، وتوقع أن يفوق حجم إنتاجها فى العام 2021 نظيره فى العام الأسبق، وارتفع نصيب المواطن من الأسماك إلى حوالى 20.5 كيلو جرام سنويا، مقارنة بـ 16 كيلو جراما فى الفترات الماضية، وطبقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) فإن المستوى العالمى للفرد 21.5 كيلو جرام فى السنة.
واعتبر مصيلحى، أن نصيب الفرد فى مصر من الإنتاج السمكى "متميز جدا"، وتوقع أن يصل إنتاج مصر السمكى فى عام 2025 إلى 2.5 مليون طن، وهو ما يفوق احتياجات المستهلك المصرى.
ونوه بأن الثروة السمكية فى مصر تشهد نهضة كبيرة فى ظل الدعم المباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، الذى وجه بإنشاء العديد من مشاريع الاستزراع السمكى حيث تنتج المزارع السمكية نحو 80% من إنتاج مصر السمكى.
وقال إن مصر افتتحت خلال السنوات الماضية عدة مشروعات كبيرة فى مجال الاستزراع السمكى مثل مشروع بركة غليون فى محافظة كفر الشيخ، ومشروع الفيروز فى محافظة بورسعيد "الذى يعد الأكبر من نوعه فى الشرق الأوسط"، ومشروع ثالث فى قناة السويس، واصفا هذه المشروعات بأنها "عملاقة"، وتوقع أن تضيف 500 ألف طن من الأسماك بمجرد أن تبدأ الإنتاج بالشكل الأمثل.
واعتبر أن "الاستزراع السمكى فى مصر مجال واعد جدا ومصادره متاحة ويعتبر من الصناعات الهامة لمصر".. مشيرا إلى أن مصر تحتل المركز الأول فى أفريقيا والسادس عالميا فى مجال الاستزراع السمكى.
فى الوقت نفسه، أوضح مصيلحى أن مصر ستعلن قريبا عن مشروع قومى كبير للأقفاص البحرية، حيث تم اختيار 21 موقعا منها 12 موقعا فى البحر المتوسط، و9 مواقع فى البحر الأحمر، مشيرا إلى أن هذه المواقع سوف تكون مصدرا كبيرا جدا للإنتاج السمكى فى مصر.