رحيل سيد القمني.. العدو التاريخي للمتشددين في المنطقة
توفى منذ قليل الدكتور سيد القمني أحد المفكرين القلائل الذين أثاروا الجدل خلال العقود الماضية، عن عمر يناهز الـ 75 عاما بحسب تأكيدات العديد من الناشطين في الفكر التنويري، الذين أكدوا الخبر نقلا عن ابنته الدكتورة إيزيس القمني.
سيد القمني من مواليد 13 مارس 1947 بمدينة الواسطى في محافظة بني سويف، درس الفلسفة في جامعة عين شمس، وبعد تخرجه عام 1969 ذهب لتدريس الفلسفة في دول الخليج ثم في جامعة القديس يوسف بلبنان.
يعرف سيد القمني أنه كاتب ومفكر علماني، واهتم دائما في أعماله بالتفكير النقدي، وكان مناهضًا شديدا وعدوًا شرسًا لتيارات الإسلام السياسي بمختلف ألوانها وقناعاتها طوال العقود الماضية، كما كان داعمًا طوال مسيرته لفصل الدين عن السياسة ورافضا في المطلق لمشروع إحياء الخلافة الذي تتبناه التيارات الدينية.
جائزة الدولة التقديرية
نال سيد القمني في عام 2009 جائزة الدولة المصرية التقديرية في العلوم الاجتماعية وهي الأعلى في مصر، وحصل القمني على 37 صوتًا من أصل 48 تؤهله للجائزة من أصوات هيئة التحكيم، الأمر الذي رفضه العديد من رموز الأزهر، ودعاة الفكر السلفي المناوئ لأفكار القمني، وأطلقوا حملة قضائية وإعلامية للمطالبة بسحب الجائزة بزعم محاربة كتابات الرجل للإسلام والمسلمين.
شن الإخوان بسيد القمني دائما حروب شرسة وصدامات مستمرة، وكانوا ضمن الرافضين لحصول القمني على جائزة الدولة التقديرية، وتقدم عدد من نواب الجماعة في البرلمان أنذاك بشكوى ضد وزارة الثقافة، بعد حصول المفكر العلماني على الجائزة، وطالبوا بسحبها منه ومعها قيمتها المادية التي كانت تبلغ أنذاك 200 ألف جنيه.
وعلى مدار السنوات الماضية، كان القمني وأفكاره جزء من حالة الصراع التي اشتعلت بشدة في مصر والمنطقة العربية والإسلامية بعد إسقاط الإخوان والإسلاميين عن الحكم في العديد من بلدان المنطقة.
خرج سيد القمني على الفضائيات والصحف يناظر العديد من المؤيدين للإسلام السياسي، وهاجم بشدة مشروع الأسلمة، وخلط الديني بالسياسي، وحذر دائما من تأهب التيارات الديني للعودة مرة آخرى، إذا لما تدعم البلدان العربية تأسيس تيار مدني قوي وحقيقي.