الرعاية الصحية: توقيع خصومات مالية على عدد من الإداريين ومدير مستشفى 30 يونيو لهذا السبب
تسببت مباراة نهائي كرة القدم بين منتخبي مصر والسنغال، في نهائي كأس الأمم الإفريقية، في توقيع خصومات مالية كبيرة على عدد من الإداريين، ومدير مستشفى 30 يونيو التابع لمنظومة التأمين الصحي الشامل الجديد، بمحافظة الإسماعيلية.
بدأت الواقعة عندما رصدت كاميرا المتابعة لقسم الطوارئ بالمستشفى، انتظار مريض «كورونا» أمام مدخل الطوارئ لمدة تجاوزت نصف الساعة، بينما كان الطبيب المناوب وفرد الأمن الإداري يتابعان مباراة المنتخب خلال تلك الفترة دون الالتفات للمريض الذي استمر طويلا دون أي متابعة أو تدخل طبي لاستقباله.
خلال تلك الفترة، استطاع الدكتور أحمد السبكي رئيس هيئة الرعاية الصحية إحدى هيئات منظومة التأمين الصحي الشامل، رصد الموقف من خلال نظام المتابعة المركزي لعدد كبير من المستشفيات التابعة للمنظومة الجديدة، وعلى الفور قام برصد الموقف ومتابعته خلال تلك الفترة لمعرفة آلية التعامل مع المريض منذ دخوله حتى انتظاره دون أي تدخل طبي.
وقال السبكي، خلال لقائه الدوري بالصحفيين، مساء أمس، إنه فور التأكد بنفسه من الواقعة، ومتابعتها عبر كاميرات المراقبة، اتخذ عدة إجراءات رادعة ضد المسئولين عن المستشفى، شملت خصم راتب شهرين من حافز التأمين الصحي من المدير المناوب، وخصم راتب شهر من مدير المستشفى، والاستغناء الفوري عن مشرف الأمن والاستقبال المسئول عن الطوارئ.
وأكد رئيس هيئة الرعاية الصحية، أن قيمة حافز التأمين الصحي التي تم خصمها من المسئول عن المستشفى كبيرة، وتصل قرابة 24 ألف جنيه، مؤكدًا أنه لا يتم الاكتفاء بالعقوبة المالية فقط بل يتم المتابعة المستمرة، وفي الحال التكرار يتم الاستغناء الفوري أو إنهاء التعاقد من الطبيب، وأضاف قائلا: "إحنا في المنظومة الجديدة قطتنا جمل، ولن نسمح بالأخطاء".
وشدد رئيس هيئة الرعاية الصحية، على أهمية تغيير ثقافة مقدم الخدمة الطبية، وأيضا متلقي الخدمة، في المنظومة الجديدة التي تستهدف الدولة تعميمها على جميع المحافظات خلال 9 سنوات، حيث نسعى لتنميط المجتمع تجاه الشكل الجديد للخدمة الصحية المقدمة في التأمين الصحي، مؤكدًا أن المحافظات التي شهدت تطبيق المنظومة الجديدة في مراحلها الأولى، شهدت طفرة حقيقة في المنظومة الصحية المقدمة، وتم رصد ذلك من خلال استحداث إدارة تسمى "رضاء المنتفعين" عن مستوى الخدمة، والتي رصدت نسب رضاء كبيرة تتجاوز الـ90% في المحافظات الثلاث التي يتم فيها تطبيق المنظومة.
وأكد الدكتور أحمد السبكي، أن إنجاز مشروع التأمين الصحي الشامل الجديد على رأس أولويات أجندة عمل الحكومة المصرية، والذي أعاد صياغة المشهد الصحي في مصر، وكسب ثقة المواطنين في الخدمات الصحية الحكومية، لقدرة النظام الصحي الجديد على تلبية الاحتياجات الصحية لهم، مشيرًا إلى نجاح التجربة في بورسعيد والأقصر والإسماعيلية، والتي حظيت بإشادة شركاء التنمية الدوليين بما يعكس نجاح تحقيق المستهدفات المنشودة من تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، وتخفيف الأعباء المالية للمرض من على كاهلهم، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على هذه المكانة الدولية المتميزة.