غداً الاثنين الذكرى ألـ 61 على رحيل شيخ الملحنين.. زكريا أحمد
«أنا في انتظارك والآهــات وحبيبى يسعد أوقاته وأهل الهوى والأوله في الغرام وعن العشاق وقوللى ولا تخبيش وغنى لى شوى والأمل والورد جميل وهوه صحيح الهوى غلاب وحلم» هذا بعض مما لحنه الشيخ زكريا أحمد لأم كلثوم، الذي بدأ تعاونه الفنى معها في 1931. ولحن لها في البداية تسعة أدوار منها هو «ده يخلص من الله» و«عادت ليالى الهنا» إلى أن وقع خلاف بينهما في 1947، واستمر حتى 1960 ثم عاد ولحن لها آخر روائعه وهى أغنية هو صحيح الهوى غلاب، وتوفى بعدها بعام واحد تحديداً في مثل هذا اليوم 14 فبراير 1961.
وفي عام 1923 اتجه بعد ذلك إلى تلحين قالب “الطقاطيق” الذي يعد من رواده؛ فقد أضاف إليه الكثير ونقله من الجملة اللحنية الواحدة والمقام والإيقاع الواحد إلى جمل عدة في أكثر من مقام وإيقاع، غير أنه في بدايته استغل هذا القالب في تلحين أغان اتهمت بالخلاعة، مثل “ارخي الستارة اللي في ريحنا أحسن جيرانك تجرحنا”، التي لعنته الصحف بسببها ووصفته بأنه من دعاة الخلاعة والفساد. وقد تغنت بهذه الأغنية مطربتان، هما “منيرة المهدية” و”نعيمة المصري”.
وقد وصف شيخ الملحنين تجربته معهما وغيرها مثل “اوعى تكلمني بابا جاي ورايا”، قائلاً: “أصابني الكثير من اللعنات بسبب هذه الأغاني، وكنت أبرر ذلك بقولي إن هذا ليس ذنبي، وبسبب هذه الأغنيات أنشيء قلم الرقابة على الأغاني، كما أنها كانت سببًا في اعترافهم بي كملحن، وفي ذلك الوقت كنت شابًا في الثانية والعشرين، وكنت أشتري عشرات الصحف عندما تصفني بالموسيقار زكريا أحمد فهذا اللقب كان يسعدني جدًا”.
أما عن سيرته فتقول إنة واحد من كبار الموسيقيين فى مصر فى القرن العشرين ،ولد في 6 يناير 1896 لأب حافظ للقرآن، وهاوٍ لسماع التواشيح، ثم التحق زكريا بالكتاب ثم بالأزهر، وذاع صيته بين زملائه كقارئ ومنشد متميز ثم درس الموسيقى على يد الشيخ درويش الحريرى، الذي ألحقه ببطانة إمام ورائد الإنشاد والتلاوة الشيخ على محمود.
كما درس على يد الشيخ المسلوب وإبراهيم القبانى، وفى 1919 بدأ رحلته كملحن بعدما قدمه الشيخان على محمود والحريرى لإحدى شركات الأسطوانات.
في 1924 بدأ التلحين للمسرح الغنائى، ولحن لمعظم الفرق الشهيرة مثل فرقة على الكسار ونجيب الريحانى وعكاشة ومنيرة المهدية وغيرها، وبلغ عدد المسرحيات التي لحنها 65 مسرحية تزيد ألحانها على ستمائة لحن، وكان أول أوبريت يلحنه في 1924 لفرقة على الكسار، ثم لفرقة عكاشة، ثم لفرقة صالح عبدالحى.
لقد استطاع زكريا أحمد بذكائه وعبقريته، وصفاء نفسه، وحلاوة شخصيته، أن يقيم مملكة واسعة دائمة كل ما فيها من حياة وحلاوة وصفاء ليست ملكا لصاحبها وحده بل للوطن الذى كان يقدسه، وللفن الذى كان من أخلص خدامه وللإنسانية التى كان هو نفسه من أقوى الأدلة على ما تمتلئ به من حب وصفاء ونقاء وعزة وكرامة.