الدكتور جمال حماد يكتب.. للعقلاء فقط
التأمل سمة العقلاء، والتحليل سمة الأنقياء، فكن منهم متأملا محللا ماترى من واقع مؤقت...ولاتنسى دائما...عند رحيلك، ينشغل الأحياء بالأحياء ، ولن يتذكرك فى كل الأحوال ألا من كنت له أليفا مطيعا مخلصا، وغالبا ستشغله أحداث الحياة...
وسأحيلك...إلى لقطة واحدة..ونحن ندفن الموتى ( وكلنا أموات )..الكل لحظة دفنك، القليل منهم من ينتظر غلق باب القبر، والنادر منهم من يتبقى للدعاء وأنت تُسأل..والكل ينشغل بمن حضر ومن غاب....
هذه اللقطة وحدها كفيلة بأن تعيد حساباتك مع مسرحية الحياة الهزلية، والتي نستهلك فيها طاقات بشعة للمهاتية والغضب وكل السلبيات....
ياسيدي....ستُنسى في لحظة...إذا لماذا محرقة الأعصاب؟!!!!
لماذا العذاب؟!!!!...لماذا التشبث بكل التوافة؟!!!!!....اخلع نعليك وقدميك، وأفكارك من كل هذا السواد....
ونصيحتي لنفسي، وإن جاز لي السمع....أعد حساباتك، لا عيب ولا ضرار، واترك كل المتروك قبل أن يتركك وحيدا بلا سند....
لن يبقى معك إلا ( أعمالك )..أو ذرية طيبة أكلت من حلال وكنت سبب في تقواها تدعو لك...
إلا كلمة صادقة لاتبتغي بها إلا وجه الكريم عز وجل....
إلا سنة صادقة جعلتها ابتغاء مرضاة الله...
ياسيدي...التأمل والتحليل.من سمة العقلاء...أما الإرادة فهي من سمة النبلاء.
أعد حساباتك ولتكن عاقلا قويا منصفا...
جدد إرادتك وكن على يقين بأن المصير دائما وابدا الفراق..وقتها...ستصغر وستتلاشى حسابات الدنيا العقيمة أمامك بكل جبروتها الطاغي......وبكل ماتحمله من شر....
ليس ذلك مدعاة للاستسلام أبدا أبدا...فأنا من العاشقين لهذه الحكمة...
((اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا...واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا)).....
هو الحلم..والعقل.والإرادة..والبساطة ياصديقى....تخلى دائما عن المتروك...سيتبعك حيث الاحتياج...يوم لا ينفع الندم....ودائما....تدوم...الباقيات الصالحات....
كن عاقلا....تنجو....
كاتب المقال الاستاذ الدكتور جمال حماد استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية