تفاصيل زيارة جون كيري للجامعة الأمريكية بالقاهرة
ألقى جون كيري، مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون المناخ، أمس الإثنين، خطابا عن سبل مواجهة التغير المناخي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وذلك في إطار استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27 المقرر عقده في نوفمبر القادم في مدينة شرم الشيخ ضم الحضور عدد من المسؤولين في الحكومة المصرية وكبار الشخصيات العامة والدولية.
وألقى كل من جوناثان كوهين سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة والدكتور أحمد دلّال رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة كلمة ترحيبية بكيري.
قال دلّال في كلمته: "احتفى هذا الحرم الجامعي وقاعة إيوارت خصيصًا لأكثر من قرن باستقبال قادة الفكر في العالم، وكانا دائما المنبر الذي يشهد مناقشة القضايا الهامة في عالمنا المعاصر." وأكد دلّال أن قضية التغير المناخي هي القضية الأهم في عصرنا الحالي، فهي قضية كبيرة بشكل غير مسبوق وتأثيرها يمس العالم ككل. فعلى غرار الوباء الذي اجتاح العالم مؤخرًا، فإن التحديات التي تفرضها قضية التغير المناخي تعد تجربة عالمية تتخطى تأثيراتها حدود الدول.
ومع استعداد مصر لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27، تحرص الجامعة الأمريكية بالقاهرة على دعم هذه المبادرة الهامة. قال دلّال قام علماؤنا بصياغة مبادرة التغيير المناخي والتي نعتزم مشاركتها مع الجامعات الشقيقة في مصر وحول العالم، حيث تلعب الجامعات دورًا خاصًا في إيجاد الحلول وخلق الشراكات لتتحقق هذه الحلول على أرض الواقع."
وفي خطابه، قال كيري وزير الخارجية السابق: "إنه لشرف كبير أن أكون هنا، وأن أقف على نفس المسرح الذي عزف عليه لويس أرمسترونج فنان الجاز المعروف. وكمثال آخر على ريادة هذه المؤسسة منذ أكثر من قرن لقضايا مثل قضية المناخ، كانت الجامعة هي الأولى في المنطقة في قياس البصمة الكربونية في مركز الجامعة للأبحاث التطبيقية حول البيئة والاستدامة."
وناقش كيري أيضا تحديات الحفاظ على كوكب الأرض لينعم بالصحة والنظافة والأمان ويكون أقل تلوثا، مع التأكيد على ضرورة تعاون الدول للعمل معا بشكل فوري لتجنب أسوأ عواقب لأزمة المناخ. وتطرق إلى الحاجة للتحلي بالصدق "بشأن حقيقة أننا كمسئولين مقصرون بشكل كبير." كما شارك كيري الحضور العديد من الحقائق والأرقام المثيرة للقلق حول تغير المناخ وتأثيره على الإنسان والبيئة، وأكد أن الشهور القادمة مليئة بالوعود والتحديات، "من الضروري أن نبذل - جميعًا - كل ما في وسعنا من أجل تحقيق العديد من التزامات مؤتمر جلاسكو COP26."
وأضاف كيري أنه ليس هناك ما هو أفضل من أن نلتقي لنناقش هذا الأمر في مصر "أم الدنيا". وقبيل خطاب كيري بالجامعة، التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، رئيس الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27، حيث أعلنا عن تدشين مجموعة العمل المصرية الأمريكية المعنية بشئون المناخ. وقال في خطابه بالجامعة: "نحن على استعداد للعمل مع جميع الأطراف والتعاون مع رئاسة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27، لضمان أن برنامج جلاسكو- شرم الشيخ حول الهدف العالمي بشأن التكيف سيؤتي ثماره بشكل فعال ويسهم في التشغيل الكامل لشبكة سانتياغو."
وتطرق كيري لنتائج مؤتمر جلاسكو، حيث تحدث عن اجتماع ما يقرب من 200 دولة واتخذاهم خطوات غير مسبوقة في قضية المناخ للحد من زيادة ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية، كما وافقت تلك الدول على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45٪ على الأقل وذلك بحلول عام 2030، والوصول بالانبعاثات الكربونية إلي صفر بحلول عام 2050.
كما ذكر أن القطاع الخاص قدم التزامات غير مسبوقة للعمل المناخي مشيرا إلى أن الأمر متروك لجميع الدول للاستفادة من الفرص المتاحة في جلاسكو، ولكن يظل التعهد بتلك الالتزامات هو عنصر النجاح الأساسي.