كلمة وزيرة التضامن خلال افتتاح معرض ديارنا واختيار النوبة ضيف شرف
بدأت وزير التضامن الاجتماعي كلمتها، خلال افتتاح معرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية بمقطوعه غنائية، للفنان النوبي العالمي حمزه علاء الدين .
مشتاقين يا ناس للخير.. بالحب الكبير والشوق الكتير في معرض ديارنا بكايرو فيستيفال... وضيف الشرف "النوبة" أرض الذهب والخير
لو جيت في يوم ارسمك هارسم أمل بسّام
أرسم حضارة، ومدن وأبراج حمام ويمام...
أنا كل يوم هارسمك تصويرة لونها جديد
هرسم كفاحك عمل وأرسم صمودك إيد
وقالت القباج أبدأ كلمتي بمقطوعة غنائية للفنان النوبي العالمي حمزة علاء الدين، وأبدأ حديثي عن هذه النسخة الفريدة لمعرض ديارنا بالحديث عن "النوبة" ضيف الشرف البديع والأصيل والراقي والجسور.
من عبق النوبة العطر، ومن قلبها الدافئ الحنون، ومن أصالة معدنها الذهب، ومن كرم نيلها الجاري، ومن خير نخلها الباسق، ومن دفء شمسها الساطع، ومن جمال فنها المتفرد؛ تتحدث أيادي سيدات النوبة البارعات ورجالها الأصلاء في 38 قرية نوبية، ويشارك بعضها في معرض ديارنا... "مصر بتتكلم حرفي"!
على ضفاف نهر النيل الخالد ومن الجنوب من مدينة أسوان؛ تقع النوبة أو أرض الذهب الجميلة (النوبة من النوب وهو الذهب)، والجمال في النوبة يقدم نفسه على المداخل والبيوت المزخرفة بألوان الشمس وبرائحة السعادة، الرسوم التي تزدان بها البيوت هي مستوحاة من الفن النوبي والفرعوني والقبطي والإسلامي، وهو ما يعكس ثقافات مصر الممزوجة في بوتقة واحدة تغني في حب مصر. ويؤكد المؤرخون أن الزخارف النوبية ذات الطابع الشعبي تحمل دلالات رمزية وهي محملة بالقيم الاجتماعية والثقافة البيئية، حتى يصبح الشكل المرسوم قريبا من الحياة اليومية للمواطن النوبي، وكثير من الرسوم قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، إلا أنها تحمل عمق التاريخ وأصالته، وثراء المجتمع وعاداته.. مزيج من النخيل والأعلام.. الهلال والصليب والنجوم والمثلثات.. الزهور والفاكهة، المراكب والسمك وأصداف البحر، الحيوانات الأليفة والقوية... عالم يحوي وراءه كثير من الأسرار العميقة حتى وإن يبدو بسيطاً طيباً.
يمتد الجمال من المنازل لأهل النوبة الكرام، ذوي الحس الرهيف والفطرة الذكية... فالمواطن النوبي يعشق الفن بطبعه، سواء كان رسماً أو نسجاً وعزفاً.. ويعد الفن النوبي من الفنون التي نجحت في إثراء الثقافة الفنية المصرية بفن مميز دون أن يذوب في الفنون الأخرى، كما استطاعت الدفوف ذات الهوية المصرية الأفريقية أن تدق مكاناً لنفسها وسط كثير من الآلات الحديثة. وجاء صوت النيل الرقراق والريتم الافريقي الجريء ليغزلان لوحات أدبية تمثلت في صوت الفنانين عبده ميرغني وحسن جزولي وحمزة علاء الدين وأحمد منيب ومحمد منير، والفنانات يحبوجية وشالوية، وشعر الأديب محي الدين شريف، وجسارة الجندي أحمد إدريس. أما سيدات النوبة العزيزات، فنتعلم منهن الصلابة والرفق، وسبل الحفاظ على كيان الأسرة المصرية، هذا بالإضافة إلى دورهم المجتمعي القوي في وحدة الصفوف وفي أصول التكافل الاجتماعي.
اخترنا لمعرض "ديارنا" في دورته الثالثة هذا العام أن تكون النوبة ضيف شرف، لنبرز جماله ونعلمه للأجيال، ولنساهم في أبواب رزق لأيادي شريفة تغزل بيدها الخوص، والكليم، والإكسسوار والمشغولات اليدوية، وأعمال الخرز والرسم، والمأكولات النوبية.. إبداعات للمرأة النوبية والرجل أيضاً يبدع فناً يدوياً، ويعملان معاً للحفاظ على تلك الثقافة وعلى زيادة العائد المادي للأسرة.
يُقام معرض ديارنا على مساحة أرض 3500 متر من أصل 5000 متر أمام كايروفاستيفال مول، ويستضيف 355 منتجاً وعارضاً من كافة أنحاء الجمهورية ليثروا يثري المعرض بمنتجاتهم وهي نتاج تعبهم على فترات هم وأسر منتجة تعمل معهم تركوها في ديارهم ولكن حملوا معهم منتجاتهم سعياً للرزق ومشاركة للجمال.
شاركوا معنا مجموعة من الجمعيات والمنتجين بمنتجات صديقة للبيئة ومجموعة أخرى من اولادنا من ذوي الاعاقة ومجموعة من اللاجئين على ارض مصر الحبيبة. نورتوا المعرض.
وعلى هامش المعرض؛ تقيم وزارة التضامن عدة فعاليات نوبية بديعة نعلن عنها لاحقا، سنرتدي الملابس النوبية وسنتحدث أيضا للغة النوبية الجميلة وهي لغة نيلية صحراوية، يتحدث بها أهالي النوبة، ويصل عدد الناطقين بها نحو مليون نسمة.
رسالة حب من القلب لجميع أهالي النوبة في الجزر المختلفة : جزيرة أسوان وسهيل وهيسا وعواض والغابة وبجا وفيلة، وتحية لبيوتها التي تنبض بالحياة والروح، ولأهاليها وفنانيها الملهمين والمبدعين.
الاحتفاء بالنوبة وإبداعاتها يأتي ضمن اهتمام الدولة المصرية التي تجمع شمل جميع المصريين، وتسعى لبحث وحل أي مشكلات تراكمت خلال العقود الماضية، وفي جهود مكثفة وجدية لتعويض المضارين من بناء السد العالي وتعلية خزان أسوان، كما تعمل بعزم على سرعة الانتهاء من تنفيذ مشروعات التنمية الاقتصادية والعمرانية في النوبة وبمشاركة أهلها الكرام الهمام.
أشكر زميلي وصديقي العزيز الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة على تلبيته الدعوة وحضور الافتتاح.. سعدت جدا بمشاركتك ولنبقى دائما زملاء أحباء في الخير والعمل التنموي.
تحية كبيرة وعظيمة لشركائنا الأعزاء الذين يؤمنون بالفن والتراث، والذين يدفعون أبواب الرزق في الأسواق المصرية أيا كان نوعها أو مكانها، والذين نفخر بشراكتهم معنا ونقدر حسهم الوطني والنبيل بالمسئولية المجتمعية... تحية لكم بنك الإسكندرية، ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، وشركة We للإتصالات.. وأشكرهم بالاسم الدكتور زياد بهاء الدين رئيس مجلس إدارة بنك الإسكندرية لتشريفه لنا لأول مرة في معرض "ديارنا"، ودانتى كامبيوني الرئيس التنفيدي لبنك الإسكندرية.. وشركاء النجاح الرائعات (مع حفظ الألقاب).. ليلى حسني ونورا سليم ونجلاء نصير.
وتحية شكر وتقدير لزملائي بوزارة التضامن الاجتماعي عادل بكساوي مستشار التسويق والمعارض، و صبري عبد الحميد رئيس الإدارة المركزية للتنمية الاجتماعية، والمهندسة ابتسام مدير الإدارة العامة للتسويق والمعارض وجميع فريق عملها.
معرض ديارنا في نسخته الجديدة يقوم على الرقم ٧ أيضا، وهو الرقم النوبي المميز لارتباطه بالعديد من العادات النوبية؛ حيث ينزل المولود لمياه النوبة في اليوم السابع من الولادة، وتمر المرأة عقب الإنجاب الأسبوع، ويستمر لأسبوعين.
وأسعد بإنهاء كلمتي بجملتين نوبيين: "فضلوس.. أدرجيج جور رابور"، ومعناها "أهلا وسهلاً.. نحن سعداء بوجودكم".