بسبب ارتباك السوق العالمي.. انفلات في أسعار اللحوم

شهدت الأسواق في الفترة الأخيرة حالة من الانفلات في الأسعار خاصة في اللحوم والأسماك والدواجن وسط مناشدة من المواطنين بتدخل سريع وحاسم من الأجهزة المسئولة خاصة مع قرب حلول شهر رمضان الذي يتزايد فيه معدل استهلاك اللحوم حتي تكون في مقدور المواطنين. وأصبح المطلب الأساسي هو العمل علي تهدئة الأسعار.

أكد الدكتور عبدالعزيز صقر مدير محطات بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني أن أسعار اللحوم الحمراء شهدت ارتفاعاً كبيراً في الفترة الأخيرة ولابد من تدخل الدولة لإحداث التوازن المطلوب في الأسعار فكيلو لحم الجاموسي الحي ارتفع من 45 جنيهاً إلي 55 جنيهاً وارتفع سعر اللحم البقري الحي من 55 جنيهاً إلي 65 جنيهاً حالياً. متوقعاً ارتفاع أسعار اللحوم ليصل ارتفاعاً كبيراً إذا لم تتدخل الدولة بإحداث التوازن المطلوب واستيراد الكميات المناسبة لسد الفجوة الكبيرة ما بين إنتاج اللحوم واستهلاكها حيث وصل سعر الكيلو 140 و170 عند الجزارين.

تراجع الاستيراد

ويرجع السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار اللحوم الحية إلي تراجع استيراد اللحوم من الخارج في ظل ارتباك عمليات استيراد وتصدير اللحوم في معظم دول العالم جراء ظهور بعض الأمراض الوبائية الخطيرة وذلك حدث بالفعل بحظر استيراد اللحوم من ولاية كيرالا الهندية بعد ظهور فيروس نيباه الخطير بها واقتصر الاستيراد من البرازيل علي المواشي صغيرة السن بحيث يكون البقر المستورد منها بعمر أقل من 4 سنوات بعد ظهور مرض جنون البقر بها الذي يصيب الأبقار كبيرة السن.

أشار د.صقر إلي أن ارتفاع أسعار الأعلاف في الفترة الأخيرة وتقليص الزراعات العلفية أجبر الكثيرين من صغار المربين علي الخروج من السوق مما قلل المعروض من اللحوم الحية في الأسواق وأسهم في ارتفاع أسعارها. ونحذر من أن الأيام المقبلة قد تشهد ارتفاعاً في أسعار اللحوم بسبب العجز الكبير في اللحوم داخلياً الذي يصل إلي أكثر من 40% في ظل الزيادة السكانية وزيادة الطلب علي اللحوم في فصل الشتاء وشهر رمضان ونقص المعروض وارتفاع الأسعار محلياً وصعود اللحم البلدي لأرقام ليست في مقدور المواطنين.

تابع: وشهدنا ارتفاع أسعار اللحوم بنحو 10 جنيهات للكيلو خلال الأسبوع الماضي حيث يتراوح سعر الكندوز من 140 إلي 170 جنيهاً للكيلو. وكيلو اللحوم الضاني بين 150 و170 جنيهاً للكيلو.

عوامل رئيسية

أشار الدكتور حمدي النجار ـ معهد بحوث الإنتاج الحيواني ـ أن هناك عوامل رئيسية وراء الارتفاع الأخير في أسعار المنتجين. يتمثل الأول في أن الطلب علي المواد الغذائية الأساسية للاستهلاك البشري وعلف الحيوانات ظل مرتفعاً. لاسيما من الصين. إذ قامت الدول بتخزين احتياطيات غذائية بسبب المخاوف المتعلقة بالوباء بشأن الأمن الغذائي.. ويتعلق السبب الثاني في أن أزمة المناخ تسببت في وجود طقس جاف في البلدان الرئيسية المصدرة للأغذية. بما في ذلك الأرجنتين والبرازيل وروسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة. وقد أدي ذلك. في بعض الحالات. إلي عدم تلبية المحاصيل وتجاوز الطلب للعرض وفي مصر أو السوق المحلي فإن ارتفاع أسعار الأعلاف الذي وصل سعر الطن منه إلي 8500 جنيه وهذا أحد أهم الأسباب وراء تراجع الإنتاج مع عدم وجود نظم تسويقية تحمي مصالح المنتج والتاجر والمستهلك ودخول الوسطاء من تجار للتحكم في الأسعار ومحدودية الأراضي المخصصة لزراعة الأعلاف وإهدار اللحوم بسبب ذبح عجول البتلو الصغيرة.

خطة تطوير

من جانبه أكد د.وائل رفا ـ معهد البحوث الحيوانية ـ أن هناك خطة لتطوير مشروع البتلو وزيادة طاقته إلي 350 ألف رأس يصل وزنها إلي 450 كيلو جراماً سنوياً. إلي جانب البدء في دراسة إدخال جين إنتاج اللحوم الحمراء عن طريق خلط السلالات المحلية بالسلالات القياسية لإنتاج اللحوم لرفع الإنتاجية بحوالي 30% والتوسع في استخدام أعواد الذرة خاصة من الهجن التي تنتج حوالي 18 مليون طن مادة خضراء مهدرة. وفي تيسير خطوط الائتمان المتاحة بأسعار فائدة بسيطة لمساعدة صغار المنتجين علي مواجهة مشكلة التمويل. وعدم الالتزام بتطبيق التشريعات بعدم ذبح الإناث خاصة في القري التي لا توجد بها مجازر ونقص المعروض وتراجع الاستيراد وراء ارتفاع أسعار اللحوم.

ونذكر أن السوقين البرازيلية والهندية تستحوذان علي تلبية أكثر من 60% من وارداتها من اللحوم سنوياً. كما تستهلك مصر سنوياً نحو 900 ألف طن من اللحوم. منها 470 ألف طن لحوم منتجة محلياً. و430 ألف طن مستوردة وأن الأسعار حالياً غير مستقرة علي مستوي السوق العالمية للحوم.

قال حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين إن أسعار اللحوم الحمراء ارتفعت 10 جنيهات للكيلو دفعة واحدة وخلال أيام قليلة وأن سعر كيلو اللحوم الحمراء الكندوز ارتفع في القري من 120 جنيها إلي 130 جنيها وارتفع في معظم المدن من 140 جنيها إلي 150 جنيها ووصل الكندوز في بعض المناطق إلي 170 جنيهاً للكيلو.

وأكد أبوصدام علي ضرورة الاهتمام بدعم مزارعي المحاصيل العلفية كالذرة الصفراء وفول الصويا والقطن والبونيكام والبرسيم للحد من ارتفاع تكلفة تربية المواشي مع تكثيف الحملات لمنع ذبح إناث المواشي والحد من ذبح عجول البتلو بالإضافة إلي تسهيل عمليات استيراد مستلزمات العلف وتخفيض الجمارك عليها.

توفير الأعلاف

أشار الحاج شعبان السالمي ـ أحد المربين ـ إلي ضرورة توفير الأعلاف والأدوية للمربين بأسعار مناسبة وكميات كافية. موضحاً أن ارتفاع أسعار اللحوم يأتي لقلة توافر البرسيم نظراً لبرودة الجو وإقبال المواطنين علي شراء اللحوم البلدي وعدم رغبتهم في شراء اللحوم الحمراء المستوردة.

وطالب بزيادة قروض البتلو لدعم المربين وزيادة أعداد الأطباء البيطريين في الوحدات البيطرية.

أضاف باسم عبدالباسط ـ من مربي المواشي بمحافظة المنيا ـ أنه لابد من تقليل تكلفة التربية. مطالباً الحكومة بتوفير الردة للمربين بأسعار مناسبة وتغيير السلالات القديمة بأخري محسنة وتوفير الأمصال والأدوية المناسبة في الوحدات البيطرية بأسعار معقولة.

يري الحاج ربيع البرطباطي ضرورة تفعيل قانون الزراعات التعاقدية علي المحاصيل الزراعية العلفية لتشجيع الفلاحين علي زراعتها.