بعد حديث الرئيس السيسي اليوم.. وظائف المستقبل في الجمهورية الجديدة تحتاج لهذه التخصصات؟
يعيش العالم ثورة تقنية لم تكن موجودة من قبل إلا في قصص الخيال العلمي ولكن بعد أن انتقلت إلى الواقع فأصبحنا نشاهدها ونلمسها في تعاملاتنا لاسيما وقد توجه العالم إلى الرقمنة وعلى إثره ومواكبة لتطورات العصر وجهت الدولة المصرية أنظارها نحو "مصر الرقمية" معلنة الحرب على التعاملات التقليدية داخل المصالح والمؤسسات الحكومية من أجل توطين التعاملات الالكترونية بدلًا منها فهي الأيسر في الأداء والأفضل في العلاقة بين المواطن والموظف والأكثر ملائمة للعصر الحديث ومتطلباته الجديدة ومتغيراته التي تفرض نفسها "وهو أمر طبيعي" مع كل تغيير حاصل بين الأجيال.
إن جيل الألفية والذي شهد اشتعال الثورة التكنولوجيا يمثل مستقبل التقنية في سوق العمل فهو المنوط به إشغال الوظائف المطلوبة في هذا المجال التكنولوجي ولذلك فإنه بحاجة إلى إلقاء نظرة على سوق العمل ومتطلباته الحالية بل والمستقبلية والتي ترتفع فيها وبشدة أسهم المهن التقنية. ولعل ما أشار إليه الرئيس السيسي اليوم في حديثه عن ضرورة ربط التعليم بسوق العمل وإشارته ودلل على ذلك بنتيجة مسابقة أعلنتها الدولة مؤخرا لتشغيل خريجي الحاسبات وكليات الهندسة للعمل في شركات دولية تقدم لها 300 ألف طالب إلا أن عدد من اجتاز الاختبارات لم يتجاوز 111 طالبا وهو ما يؤكد ضرورة تغيير ثقافة التشغيل والعمل في مصر خصوصا ونحن ندشن الجمهورية الجديدة التى تتطلب مهارات وكفاءات وليس مجرد شهادات..!
وقبل أن تبحث عن وظيفة هل تسأل نفسك أولًا ما هي بوصلتي في البحث؟
إن اتجاهات سوق العمل الآن تتدافع نحو المهن التقنية وإن كانت بنسبة ليست 100% ولكنها ستكون كذلك في المستقبل القريب، وكيف لا ولماذا التعجب وقد بات العالم كله متوجهًا نحو التطور التكنولوجي لمواكبة تلك الثورة الحديثة التي جعلت من التكنولوجيا قواعد أساسية ترتكز عليها المجتمعات في تعاملاتها وبالتالي الأشخاص ليتمكنوا من الحصول على هذه التعاملات وعلى أثر ذلك يميل المستثمرون إلى هذا المجال للاستثمار به في سوق العمل مما يجعل التوقعات بارتفاع الطلب على العاملين في مجال التكنولوجيا أمرًا طبيعيًا لأن التكنولوجيا هي مُحرك العصر الحديث.
وبناء على توجهات سوق العمل في المستقبل القريب الجديدة فإليك نماذج لبعض المهن التي ستكسب اهتمامًا كبيرًا وزيادة في الطلب عليها يمكنك التأهل لها حتى يتسنى لك الحصول على وظيفة بسهولة فضلًا عن الاستمتاع بعائد اقتصادي جيد إذ تصل هذه المهن في رواتبها آلاف الجنيهات بل قد تتجاوز بعضها 10 آلاف دولار إذ يمكنك العمل في شركة أجنبية من منزلك دون السفر إلى موطن الشركة وكل هذا بفضل التكنولوجيا.
تبدّل احتياجات سوق العمل
هذا ما أكده خبراء علم الاجتماع في حديثهم لبوابة الأهرام إذ يقول الدكتور مصطفى مرتضى عميد كلية آداب جامعة حلوان لقد تبدلت احتياجات سوق العمل بسبب الثورة التكنولوجيا التي يشهدها عصرنا الحالي وبناء على ذلك يجب أن تتبدل أيضًا اختيارات الكليات لدى الشباب.
ويضيف أن كليات القمة كالطب والهندسة والصيدلة رغم أهميتها لكل من المجتمع والمواطن إلا أن خريجيها – بسبب الثورة التكنولوجيا – لم يحظوا بفرص عمل بسهولة فما أكثرهم ولذا فمن الضروري أن ينتبه خريجو الثانوية العامة لهذا التغيير الحاصل في بوصلة سوق العمل حتى يتسنى لهم اختيار الكليات المناسبة والتي تمكنهم من دراسة العلوم الملائمة لمتطلبات سوق العمل المستقبلية.
ويناشد عميد كلية آداب أولياء الأمور من خلال "بوابة الأهرام" فيقول: عليهم التخلي عن عادة التدخل في اختيار رغبات الأبناء أثناء التقدم إلى الجامعة فنجدهم يتمسكون بحلمهم الاجتماعي في أن يلتحق أبناؤهم بكليات القمة ليتباهون بهم أمام أقاربهم وجيرانهم بقولهم "ابني دكتور" و"بنتي مهندسة"، ناصحًا بترك الحرية للأبناء في تحديد رغباتهم وفق ميولهم لأنهم سيصبحون أكثر نجاحًا وتميزًا في مجتمعهم عند العمل في مجال يتوافق مع ميولهم الشخصية لا ميول الأهل.
ويبرز عميد كلية آداب بعض التخصصات الحديثة التي يتطلبها سوق العمل فيقول: إن مصر الرقمية تتطلب تخصصات جديدة في مجالات نظم الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات واللغات بكل أنواعها ويجب تأهيل الشباب لها من بداية دراسته الجامعية بل إن على رجال الأعمال التواصل المستمر مع الجامعات لتلبية احتياجات سوق العمل وإلا ستصبح الجامعات مصدرًا لرفع معدل البطالة في المجتمع".
تخصصات جديدة
الأمر الذي تحدث فيه رئيس الجمهورية إلى الشباب مُشاركًا إياهم متطلبات سوق العمل المستقبلية للتيسير عليهم في البحث وتمكينهم من التأهل الدراسي لهذه الفرص فقال أثناء افتتاح مشروعات جديدة في الصعيد: عليكم الاهتمام بالصناعات التكنولوجيا المتقدمة لافتًا إلى أن عائدها المادي يتجاوز 10 آلاف جنيه.
وأكد عليه الرئيس اليوم خلال فعالية إطلاق المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية قائلًا:"إن الدولة تسعى وتعمل على تغيير أسباب التدهور وبناء مستقبل أفضل لأبنائنا، مشيرا إلى أن هناك 700 ألف خريج جامعي سنويا وهو أمر مقلق بخاصة أن سوق العمل لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة من الخريجين".
وهنا تبرز الحاجة الفعلية لضرورة وجود تواصل مباشر بين الاقتصاديين من رجال الأعمال المستثمرين وبين الجامعات لتوضيح الاختصاصات المطلوبة لديهم حتى يتسنى تأهيل الشباب لها أثناء الدراسة الجامعية مما يضمن لهم فرص العمل فور التخرج، فهل يحدث التواصل بين رجال الأعمال والجامعات؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد أن قضية مصر قضية مشتركة وأن المسئولية مشتركة وليست مسئولية سلطة فقط، وطالب بضرورة ربط سوق العمل بالتعليم متسائلًا: هل الهدف هو تعليم أبنائنا فقط أم تأهيلهم لسوق العمل؟ مشيرا إلى أن مستقبل الأجيال القادمة أمانة في أعناقنا.
المهن التقنية
بحسب الواقع وسوق العمل الحالي بل والمستقبلي من خلال حديث المتخصصين مع "بوابة الأهرام" فإن التطورات التكنولوجيا المتزايدة جعلت من أكثر قطاعات العمل المستقبلية هو القطاع التكنولوجي.
بيانات وأرقام
ووفقًا لإحدى الشركات التكنولوجيا قامت بتحليل 6 ملايين وظيفة شاغرة في 2019 في الولايات المتحدة باستخدام قاعدة بيانات جمعت البيانات من مواقع أصحاب العمل ومجالس العمل ووكالات التوظيف وبعد التصفية للحصول على وظائف تكنولوجيا المعلومات، وجدت الشركة أن 12٪ من جميع قوائم الوظائف التقنية في 2019 سعت إلى مطوري البرمجيات، مما أبقى تلك المهنة التقنية في المقام الأول، جاء مهندس الشبكات في المرتبة الثانية، يليه مهندس النظم.
متطلبات سوق العمل
وإليك نماذج أخرى لتخصصات العصر التي يتطلبها سوق العمل فإذا كنت في بداية مسيرتك الدراسية عليك التوجه للدراسات التي تؤهلك لهذه التخصصات وإن كنت ممن تخرجوا بالفعل في الجامعة فلا تزال أمامك فرصة التعلم لاسيما وقد أتاحت الثورة التكنولوجيا فرص التعلم عن بعد من خلال الإنترنت.
مجال البرمجيات
مطورو البرامج سيحظون بتقدير عالٍ جدًا في سوق العمل لأنهم من المجموعة التي تعمل على إنشاء أنظمة جديدة ومتطورة للعمل ويتقنون لغات البرمجة التي يحتاجها أي بيزنس مواكب للثورة التكنولوجيا.
صناع المحتوى Creators
هؤلاء يطلبهم سوق العمل حاليًا وسوف يتزايد الطلب عليهم مستقبلًا ويتميزون بأنهم يجيدون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ويطلق عليهم "المؤثرون الرقميون" Digital Influencers ويتمثل عملهم في إنتاج المحتوى على الإنترنت لذلك فهم يرتبطون بالمواطنين مباشرة وليس بشركة أو موقع محدد لكن الماركات التجارية تعلم ذلك وتستثمر بشكل متزايد شراكات مع هؤلاء المؤثرين، وهو ما يمثل فرصة مهنية كبيرة.
علوم البيانات
يعمل هذا الاختصاصي على تحليل المعلومات المتأتية من نظام ما يعمل على الانترنت، ويمكنه التأثير على بزنس معين أو شركة من الشركات، يتقن هذا العامل مجال علوم البيانات أو Data Science
أمان المعلومات
هذا الأخصائي يعتبر مسؤولاً عن ضمان عدم تفشي المعلومات الرقمية التي تعود لشركة من الشركات أو مؤسسة معينة.
أخصائي في الطاقات البديلة أو الطاقات المتجددة
الاتجاه الحالي يتمثل في تزايد التفكير في الموارد والطاقات البديلة والتي لا تولد أي تأثير على الوسط المحيط لهذا السبب، فإن هذا الأخصائي له أهمية كبيرة في الأعوام القادمة.
مهندس بيئي
يكون دوره التوفيق ما بين التكنولوجيا والوسط المحيط لإيجاد أنظمة جديدة للإدارة البيئية ووضع الحلول المناسبة لمواجهة التغيرات الكبيرة التي طرأت على الكوكب.
مهندس العمارة والمهندس ثلاثي الأبعاد
في مجال الهندسة، العمارة والتمدن سيكون ممكناً في المستقبل القريب إقامة مشاريع بيئية 3d ولهذا السبب، يتوجب على العاملين الاختصاص في هذا المجال لتقديم أفضل تجربة ممكنة للزبائن.
مطور المعدات قابلة الارتداء
وهذه المعدات كتطوير النظارات، العدسات، الساعات وغيرها من الأجهزة والمعدات التي تنتمي إلى هذا النوع من التكنولوجيا.
أخصائي في مجال التجارة الإلكترونية
مع وجود الكثير من المحلات الافتراضية التي تتنافس فيما بينها على الانترنت، سيكون البقاء لهذه المحلات للأكثر قدرة على المنافسة ولن يفعل ذلك إلا المتخصص في مجال التجارة الإلكترونية.
أخصائي سوشيال ميديا
العاملون في مجال وسائل التواصل الاجتماعي Social Media يقومون بالتخطيط وإعداد المنشورات على وسائل التواصل، وكذلك تحليلها للتعرف على الجوانب التي تلقى إقبالًا كبيرًا وتحتاج الشركات بشكل متزايد لوجود مثل هذا الأخصائي يعمل لديها.
أخصائي في مجال UX Design
إن المصطلح UX يشير إلى خبرة المستخدم User Experience، إن العامل في هذا المجال مسؤول عن ضمان أن يكون التصميم الموضوع على مشروع من المشاريع يلبي حاجات المستخدم من خلال الحلول الابتكارية والجذابة.
ويضاف لما سبق التخصصات التالية:
- مدير أعمال صناع المحتوى.
- العامل في مجال التسويق الرقمي.
- المدرس على الانترنت.
- التدريب والإرشاد coaching
- المدرب الرياضي.
- محلل البيانات.
إن الدراسات التي ترتبط بالثورة التكنولوجية ستشهد طلبًا كبيرًا عليها في السنوات القادمة والتأهل لها من الآن هو الاستثمار الحقيقي للوقت والجهد.
