قرأت لك.. ”أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكى” هل انفتح الطريق للتطرف مرة أخرى؟
نلقى الضوء على كتاب "أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي: حصاد التطرفات" الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث، ويناقش الانسحاب الأميركي من أفغانستان، الذي نتج عنه: تمدد حركة طالبان ودخولها إلى العاصمة الأفغانية كابل، ويعالج ثوران الأسئلة حول جدوى الحرب على الإرهاب، وقيمها، ويقيّد محاولات تقييم الاستراتيجية الأميركية في مكافحته، فيرصد محاولة المتفائلين المنافحة عنها بتفهّم إعادة ترتيب سُلّم الأخطار؛ والتهوين من الإرهاب فيه، بينما تواطأ المتشائمون على اتهامها بالفشل الفكري، وتأكيد أنّ المفاهيم الخاطئة، والأسئلة المضللة، أدت إلى الأفعال الناقصة والاستراتيجية الغامضة التي أورثت المنطقة حصادًا مرًا، وساهمت في نشوء تطرفات متعددة الاستخدامات.
وصمت أولى دراسات الكتاب الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان بالفشل، وشخّصت مكافحة الإرهاب على أنه "خلل بُني على خلل"، معتمدة على أخطاء في فهم ماهية الإرهاب، واصفةً الاستراتيجية بأنها "خفيفة الوزن"، وأنّ أهدافها مسيَّسة تتبدل بتبدل الإدارات الأميركية لا الواقع. تجاوزت الدراسة نجاحات تحييد أسامة بن لادن، وحصار القاعدة وشبكة تمويلها، إلى السلبيات التي يختصرها سؤال: هل زاد عدد التنظيمات الإرهابية أم تناقص؟ وحاولت أن تخلص من التجربة لفشل التغيير الاجتماعي القسري، قبل أن تؤكد حقيقة أن الرهان على التزام طالبان بالتعهدات؛ لا يعدو أن يكون محاولة لتبرير الانسحاب المتعجل.
حللت الدراسة الثانية، الاستراتيجية الأميركية في مواجهة طالبان خلال عشرين عاماً، وفصّلت في الضلع الثالث منها، فكرة احتواء طالبان، مؤكدةً –للمتفاجئين- أنها ليست جديدة، وبدأت بعد عام 2010 إثر اندحار القاعدة، فتحولت الاستراتيجية إلى استقطاب قادة طالبان، وصولاً إلى التفاوض مع طالبان. مؤكدةً أنّ الانسحاب جاء بعد تعهد من طالبان بعدم تهديد أمن الولايات المتحدة. أما الاستقرار في أفغانستان أو جوارها، فلا يستند الحديث عن ضمانه إلى شيء ملموس. ولم تشر القراءة إذا كان هذا الاحتواء المثير للجدل يقتصر على طالبان، أم إنه قد يتكرر!.