مخرجات وباحثات يناقشن تحديات المرأة فى الإخراج المسرحي بأيام الشارقة
ضمن فعاليات أيام الشارقة المسرحية التي يديرها الفنان أحمد أبو رحيمة أقيمت ندوة بعنوان " المرأة العربية وتحديات مهنة الإخراج المسرحي" وأدارتها الفنانة والمخرجة الإماراتية إلهام محمد، وشارك فيها كلا من المخرجة وفاء الطبوبي من تونس، والدكتوره هادية عبد الفتاح من مصر، والفنانة دلال فياض من الأردن، وبحضور عدد كبير من المسرحين والمخرجات والناقدات.
وقالت المخرجة والفنانة التونسية وفاء الطبوبي: المسرح عامل إبداعي لذلك يجب ان ننحاز لاختيار مساري جيد واختيار ماهو جميل ومميز، فهناك عدة عقوبات تقابل المخرجات المسرحية فحتي في المهرجانات المسرحية سواء العربية أو في وطن كل مخرجة تضيق عليهم الحصار في اختيار عروضهم في تلك المهرجانات وبالرغم من وجود مهرجانات تدعم العمل النسائي إلا أنها مازالت تقابل العديد من العقوبات، وفي الحقيقة إذا قمنا بعمل حصر للأعمال المسرحية التي تخرجها النساء سنتفاجأ بوجود العديد والعديد من الأعمال ولكن للأسف لا يوجد توثيق لتلك الأعمال سواء بنشر العمل أو بالكتابة النقدية عنه فالنقد ضروري في العملية الإبداعية لذا يجب أن تدعم المهرجانات العربية تلك المخرجات وتوثق أعمالهم .
ومن جانبها قالت الدكتورة والباحثة المصرية هادية عبد الفتاح : سأقوم بعرض سريع لوضع المرأة المصرية في الإخراج في مصر ففي القرن العشرين وخاصة في النصف الأول منه مع ظهور مؤسسين الحركة المسرحية في مصر ظهرت المرأة كمخرجة وكممثلة ولكن دون دراسة أكاديمية وأستعاضت عن الدراسة بالخبرة مثل فاطمة رشدي وزوزو نبيل، أما في النصف الثاني من القرن العشرين بدأت المرأة المخرجة تدرس وقد شهد هذا الجيل مبعوثين من الأجيال المسرحية مثل سعد أردش وأحمد زكي وأحمد عبد الحليم وغيرهم وفي تلك الفترة ظهرت ليلي نسيم أبو سيف، وليلي سعد وكان لهم كم كبير من الأعمال ودرسوا في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد النكسة انتشرت ظاهرة الفرق المسرحية التي ترعاها المراكز الثقافية الأجنبية مثل المركز الثقافي الفرنسي والروسي وغيرهم.
وتابعت: وفي التسعينات بدأ وضع المخرجة في مصر يتطور وأصبح هناك العديد من الأماكن التي تحتضنهم ويستطيعون تقديم العروض فيها مثل الجيزويت والهناجر، وأصبحت المخرجات تستفاد من الورش والتجارب الموجودة وأصبح هناك العديد من النماذج الناجحة مثل ريم حجاب ونورا أمين ويسرا الشرقاوي ومروة رضوان ومنار زين كما أصبحت تلك المخرجات يحصدن جوائز مهمة في المهرجان كما حصلت منار زين علي أفضل مخرجة في الدورة السابقة من المهرجان القومي بعرض التغريبة، وحتي الان لازالت تدعمهم المراكز الثقافية الأجنبية وكذلك مركز الإيداع الفني الذي يديره المخرج خالد جلال .
وأكدت الفنانة والمخرجة الأردنية دلال فياض خلال كلمتها علي أنها بدأت كممثلة وأرادت أن تكتسب الخبرة والعلم الكافي فدرست المسرح وكانت أول ورطة تصادفها فكرة إخراج عرض مسرحي كي تستطيع التخرج وكانت بالنسبة لها من أحلي الورطات.
وتابعت: هناك خلطاً قائماً بين البعدين البيولوجي والاجتماعي في فهم المرأة وسلوك المجتمع تجاهها؛ وبناء على هذا الخلط انطلق المنهج النسوي، وهذا يعني أن ثمة من يصنع من الأنثى امرأة من خلال الحضارة والثقافة، ويصنع من الذكر رجلاً من خلال نفس الحضارة والثقافة، عند الحديث عن عمل المرأة، وخصوصاُ في العالم العربي فإننا غالباً ما نصطدم بأرقام متدنية لتمثيلها في سوق العمل، فما زالت الثقافة المجتمعية السائدة لا تولي الأهمية الكافية لعمل المرأة بقدر الرجل.
فكيف لو كانت هذه المرأة العاملة مخرجة، و تحديداً مخرجة مسرحية مسؤولة بالكامل عن كافة عناصر العرض المسرحي وعن رصانة وتماسك وجودة ما سيقدم على خشبة المسرح للجمهور، فالأمر ليس سهلا علي الاطلاق فالإخراج فتلك مسألة أخرى تتطلب الكثير من المهارات وأهمها تقبل الآخر لها، ليس الآخر من الجنس الآخر فقط بل الآخر من نفس الجنس، وهذه إشكالية يمكن رصدها في كافة المجالات العلمية والعملية، ولا تقتصر على الإخراج المسرحي فقط.