مؤلفة ”خادمات المقام”: خصوصية المكان والحكايات دفعتنى لكتابتها
كشفت الكاتبة الكويتية منى الشمرى، التى وصلت رواياتها "خادمات المقام" إلى القائمة الطويلة، فى جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، فى دورتها لعام 2022، أنها اعتمدت فى بناء فكرة الرواية على القصص الساحرة والحكايات المثيرة حول وجود مقام الخضر فى الجزيرة التى تدور فيها أحداث الرواية.
وقالت الكاتبة الكويتية منى الشمرى، خلال تصريحات صحفية لموقع جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، أنه بعد صدور رواية "لا موسيقى فى الأحمدى" التى كانت تدور أحداثها فى مدينة بناها الإنجليز فى الكويت بعد اكتشاف النفط، وهى الأحمدى فى الصحراء، ومقابلها "الفحيحيل" على البحر، فكرت كثيرا فى الحفر من جديد فى جغرافيا الهوية الكويتية.
وأضافت منى الشمرى: فكرت فى الانفتاح على الآخر، باب جديد لاستعراض التراث وفلسفة المكان وثمة أماكن ومدن مهملة فى الأدب الروائى الكويتى، ووقع اختيارى على الجزيرة الوحيدة التى كانت مأهولة بالسكان، وقررت أن تكون جزيرة "فيلكا" هى اللوكيشن الروائى الجديد الذى سأعمل عليه فكان المكان بطبيعته هو المحرض الأول على الكتابة لخصوصيته التاريخية الشديدة وعوالمه الإنسانية المتشابكة بهويات مختلفة تتصارع دراميا مع كينونية وهوية المكان فى ذات الوقت، خصوصا وأننى احتفظ بكثير من القصص الساحرة والحكايات المثيرة بوجود مقام الخضر فى الجزيرة وبالفعل بدأت فى العام 2019 أضع الهيكل العام لرواية "خادمات المقام" وكتابة ملخصات عن المكان والشخصيات وأحيك بهدوء وروية الرواية الجديدة.
رواية خادمات المقام
وأشارت منى الشمرى إلى أن كتابة رواية "خادمات المقام" استغرقت منها عامين كامليين، العام الأول فى البحث التاريخى وتجميع المعلومات والالتقاء بالباحثين والعارفين فى المكان وأصدقاء لهم ذكريات طفولية دافئة وقديمة فى الجزيرة، وقراءة مراجع تاريخية عن "فيلكا" وعلاقتها كجزيرة بما حولها.
وتابعت منى الشمرى: أما العام الثانى فتفرغت فيه للكتابة والاشتغال على المسودات، وإطلاق خيول المخيلة لتركض على الورق والكيبورد وهى رواية "خادمات المقام" بعد معايشة الشخوص ومكنتنى فترة الحجر المنزلى فى شهور انتشار وباء كورونا التفرغ لقراءة ومراجعة الرواية أكثر من مرة، حتى قررت دفعها لدار النشر والحياة فى الخارج متوقفة ومعطلة فى عزلة الخوف من كورونا بينما تضج برأسى حياة بطلات رواية "خادمات المقام" بصخب لم ينقطع ولم يهدأ.
أما عن مشروعها الأدبى بعد رواية "خادمات المقام"، فقالت منى الشمرى: لدى ثلاثة مشاريع روائية تلح على وتأسرنى أفكارها، لكن ما يؤخر الاسترسال فى الكتابة أن فيها جوانب تحتاج تفرغا للبحث فى التاريخ، والعودة لعدة وثائق ومراجع وكتب لحقب زمنية معينة، كما هى عادتى فى الكتابة الروائية والدرامية، فلا أكتب من فراغ أو لا أعتمد على ما تجود به المخيلة وحدها لأغرق فى السرد، ولهذا تجدنى كاتبة متأنية تحتاج وقتا طويلا لهندسة أعمالها وبناء هيكلها الدرامى لأخرج بعمل مشرف يجد حضورا وقبولا لدى القراء. أما الحرص على كتابة رواية كل عام فالنشر السنوى لا يعنينى ولا يشغل بالي.
منى الشمرى روائية وقاصة وسيناريست كويتية، من مواليد 1966. درست المسرح والدراما فى جامعة الكويت. حازت جوائز عدة، منها: جائزة الدولة التشجيعية عن القصة القصيرة 2017، جائزة المجلس الوطنى للثقافة والآداب 2017، وجائزة الدولة التشجيعية للرواية 2018