غداً 25 مارس ذكرى رحيل الموسيقار الكبير محمد القصبجى .. الملحن الأول للست ومُعلم محمد عبدالوهاب
الحان القصبجى فى الذاكرة ما زالت تردد.. أنا قلبي دليلي للنجمة ليلى مراد.. أمتى حتعرف لاسمهان .. رق الحبيب- وما دام تحب بتنكر ليه لكوكب الشرق أام كلثوم
تحل غداً الجمعة، ذكرى رحيل الموسيقار الكبير محمد القصبجى، الذى رحل عن عالمنا في 26 مارس 1966 بألحانه المميزة تربع على عرش الموسيقى لسنوات الملحن الأول لكوكب الشرق أم كلثوم وصاحب الفضل في تعليم الموسيقار محمد عبدالوهاب أصول الموسيقى.
وأضاف للموسيقى الشرقية ألوانا من الإيقاعات الجديدة والألحان السريعة والجمل اللحنية المنضبطة والبعيدة عن الارتجال، كما أضاف بعض الآلات الغربية إلى التخت الشرقي التقليدي.
قدّم القصبجي للست في بدايتها أغنية "قال حلف مايكلمنيش"، وأسس لها أول "تخت شرقي" يصاحبها في حفلاتها، وكان ذلك تمهيدا لانطلاقتها الكبرى بتلحينه لها أغنية "رق الحبيب"، وتبعها بأعمال ناجحة أخرى مع أم كلثوم ومنها "أوبرا عايدة" و"يا صباح الخير" و"ما دام تحب" و"إن كنت أسامح وأنسى الآسية".
وقد لحن القصبجي لأم كلثوم من تأليف أحمد رامي حوالي 67 أغنية وهي “قال إيه حلف، أحبك وأنت مش داري، أيها الفلك، خيالك في المنام، طالت ليالي البعاد، هايم في بحر الحياة، أخذت صوتك من روحي، إن حالي في هواها، أيقظت في عواطفي، البعد طال، تراعي غيري وتتبسّم، تشوف أموري، زارني طيفك، سكتّ والدمع تكلّم، صحيح غرامك، صدق حبك مين يقول، قلبك غدر بي، ما تروق دمك، ولحد إمتى ح تدراي، إن يغب عن مصر سعد، حبيت ولا بانش على، خلي الدموع دي لعيني، إن كنت أسامح، بعدت عنك بخاطري، الشك يحيى الغرام، يا روحي بلا كتر أسية، ياللي وفالك قلبي، يصعب عليّ، إنت فاكراني، خاصمتني”.
تتلمذ على يديه في العزف على العود كل من رياض السنباطي، ومحمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، ولحن للعديد من العمالقة مثل نجاة علي، وليلى مراد، وأسمهان، لكنه فضل أم كلثوم عن الجميع فلحن لها العديد من الأعمال التي حققت نجاحا كبيرا .
لم يستمر ذلك طويلا، وبمرور السنوات ومع صعود أم كلثوم عانى "القصبجي" تجاهلا من الست التي بدأت تفضل ألحان رياض السنباطي ومحمد الموجي، وقرر الانسحاب من حياتها كملحن على أن يبقى جالسا خلفها على كرسي خشبي ويحمل في يده العود عازفا في فرقتها لآخر يوم في عمره.
عندما مات في نهاية الستينات الموسيقارمحمد القصبجي ..ظلت أم كلثوم محتفظة بمقعده خاليا خلفها على المسرح تقديرا لدوره ومشواره معها.
وقدم القصبجي ألحاناعديدة للسينما وكان من أكثر الملحنين إنتاجا طوال 50 عاما وقدم للمسرح الغنائي الكثير، فقد قدم لمنيرة المهدية عدة مسرحيات هي: "المظلومة " و"كيد النسا" و"حياة النفوس" و"حرم المفتش" كما قدم لنجيب الريحاني ثلاثة ألحان في أوبريت "نجمة الصباح".
وظل القصبجي رغم تجاهل أم كلثوم لحبه لها حريصا عليها، فقد ضحى بمستقبله كموسيقار له بصماته الواضحة في الموسيقى العربية، مفضلا البقاء بجوارها عازفا في فرقتها حتى توفي في 26 مارس 1966 عن عمر 74 عاما تاركا وراءه أفضل الألحان.
نشأ القصبجي في عائلة موسيقية، حيث كان والده أحمد القصبجي مدرسًا لآلة العود وملحنًا لعدة فنانين، لذلك نما لدى القصبجي حبه للموسيقى منذ صغره وتعلق بها، لكنه لم يحد عن طريق العلم فالتحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم وانتقل إلى الأزهر الشريف حيث درس اللغة العربية والمنطق والفقه والتوحيد، ثم التحق بعد ذلك بدار المعلمين التي تخرج منها معلمًا.
كان على القصبجي أن يلتحق بالسلك التعليمي ووالده أراد له احتراف العمل الديني، لكن هواه للموسيقى لم يبرد في صدره، اشتغل بعد تخرجه في مجال التعليم ولكنه لم ينقطع عن الموسيقى، حيث تمكن من إتقان أصول العزف والتلحين وساعدت ثقافته العامة في خوض غمار هذا المجال باقتدار وبدأ يعمل في مجال فن، ثم ترك مهنة التدريس وتفرغ تماما للعمل الفني، وكانت أول أغنية له من نظمه وتلحينه ومطلعها "ما ليش مليك في القلب غيرك" وتم تسجيل هذه الأغنية بصوت المطرب زكي مراد والد الفنانة ليلى مراد، وكان أحد مشاهير المطربين في ذلك الوقت، وهنا بدأت رحلة القصبجي الاحترافية في عالم الفن.
في 1927 كون القصبجى فرقته الموسيقية التي ضمت أبرع العازفين أمثال محمد العقاد للقانون وسامى الشوا الملقب بأمير الكمان وكان هو عازف العود في الفرقة، ولم يتوقف عند الشكل التقليدى للفرقة الموسيقية العربية فأضاف إلى فرقته آلة التشيلو وآلة الكونترباص وهما آلتان غربيتان.