تعرف على المخاطر التى تتعرض لها السيارات الكهربائية
لا شك أن انتشار السيارات الكهربائية وما يترتب عليه من اختلاف في محددات وطبيعة الخطر ، يجعل من الضروري أن تقوم شركات التأمين بمراجعة أسلوب تقييم المخاطر والتسعير، أوضح الاتحاد المصرى للتأمين أنه وبالمقارنة مع السيارات التي تعمل بالغاز يمكن أن يكون خطر الإصابة أعلى أو أن تكون الإصلاحات وقطع الغيار أكثر تكلفة، لذلك تحتاج شركات التأمين إلى النظر والبحث في البيانات المتوفرة للسيارات الكهربائية ودراسة المخاطر المحتملة والنفقات ذات الطبيعة الخاصة للتأمين على السيارات الكهربائية.
وتشمل المخاطر التى تتعرض لها للسيارات الكهربائية الحرائق مثل انفجار البطارية إذ تُستخدم بطاريات الليثيوم أيون في السيارات الكهربائية، لأنها توفر مسافة أطول في القيادة عند الشحن الكامل مقارنة بخيارات البطاريات الأخرى القابلة لإعادة الشحن. وتتميز تلك البطارية بأنها عالية الكفاءة من حيث الطاقة المخزنة بالنسبة لوزنها، ولكن من مساوئها أيضًا أنها شديدة الانفجار.
ففي حالة تعرض البطارية للحرارة الشديدة أو الشحن الزائد، يمكن أن تتعرض للتمزق والفشل المسمى ب “الهروب الحراري Thermal Runway “- وهي حالة تبدأ فيها درجات الحرارة المتزايدة في البطارية في إطلاق الطاقة، والتي تولد بعد ذلك الحرارة وتستمر في زيادة درجة حرارة البطارية.
وتؤدي هذه العملية غير المنضبطة في بعض الأحيان إلى الاحتراق، حيث كان هناك ما لا يقل عن أربع حالات موثقة للحريق في أعقاب التأثيرات المرتبطة ببطاريات الليثيوم أيون في السيارات الكهربائية خلال السنوات القليلة الماضية.
ولفت الاتحاد المصرى للتأمين إلى أن تلك المخاطر تضم أيضا عدم التوقف الكامل لتشغيل السيارة الكهربائية إذ لا يتم فصل الطاقة عن السيارة الكهربائية في حالة توقفها أو شحنها بشكل دائم، فهي دائماً قيد التشغيل، على عكس السيارات التي تعمل بالبنزين، والتي يتم توقفها بشكل كامل في غضون بضع ثواني من إيقاف تشغيلها. مما يؤدي إلى سهولة تعرض السيارات الكهربائية للحريق بمعدلات تكرار أكبر من السيارات التقليدية.
وهناك الأخطار المرتبطة بصعوبة الصيانة والتى يمكن أن يؤدي عدم كفاية عزل الكابلات والتصادم والتخريب والسرقة إلى إتلاف كابلات وأجهزة الشحن والتي يمكن أن تؤدي الي حدوث ماس كهربائي، كما تشكل محطات الشحن في المنزل خطراً إذا لم يتم تركيبها بشكل آمن وصحيح، لذلك يتم اتخاذ بعض الاحتياطات لجعل محطات الشحن أكثر أمانًا.
وعلى سبيل المثال تعمل شركة تسلا Tesla Motors على تطوير شاحن بذراع آلي يقوم بتوصيل نفسه بالسيارة، وذلك منعاً لتفاعل المالكين والسائقين والركاب مع الكابلات وأجهزة الشحن، مما يقلل من احتمالية وقوع حوادث متعلقة بالمستخدم، ومما لا شك فيه أن معاينة محطات الشحن المنزلية وتقييم الأخطار المرتبطة بها من قبل شركات التأمين قبل الاكتتاب.
وتتعرض تلك السيارات كذلك لأخطار الاصطدام والحوادث الشخصية وذلك نظراً لخفة وزن المركبة الكهربائية، يؤدي ذلك لزيادة خطر الإصابة بالنسبة للسائقين والركاب في حالة التصادم، حيث تم تصميم السيارات الكهربائية لتكون خفيفة قدر الإمكان من أجل إطالة مسافة القيادة وعمر البطارية، مما يجعل خطر الإصابات الشخصية سبب التصادم أكثر جسامة.
أما بالنسبة للخطر المتعلق بالمسئولية المدنية (قبل الطرف الثالث) فمن من مميزات السيارات الكهربائية أنها هادئة للغاية، ولكن الجانب السلبي لهذه الميزة أنها قد تعرض المشاة لخطر التصادم لأن السيارة الكهربائية لا تصدر صوتاً حتى أثناء الحركة، وفي ظل نقص الإشارات الصوتية التي قد تصدرها السيارة الكهربائية، قد لا يدرك المشاة مدى قربها منهم، مما يؤدي الي زيادة هذا الخطر في شوارع المدن المكدسة بالأطفال وراكبي الدراجات.
وهذا مما دعى الإدارة الوطنية للسلامة على الطرقات السريعة في الولايات المتحدة أن تدرس إدخال أجهزة إلزامية على جميع السيارات الكهربائية تصدر ضوضاء، في محاولة منها لتقليل الحوادث والإصابات التي يتعرض لها راكبو الدراجات والمشاة.
وهناك أيضا أخطار القيادة المتهورة وقد صممت السيارات الكهربائية لتكون أخف وزنًا وأسرع مع إمكانية وجود محرك ينتج قوة أسرع بكثير من المحرك القياسي الذي يعمل بالغاز، و يجب أن تأخذ شركات التأمين في الاعتبار إمكانية الوصول إلى مثل هذه السرعات في وقت قليل عند تقييم أخطار حوادث التصادم وما يترتب عليها من حوادث شخصية بسبب القيادة المتهورة.
أما المتطلبات الخاصة للصيانة فيعد عمر البطارية وأداؤها من الأمور المهمة بالنسبة للسيارات الكهربائية حيث يتراوح عمر البطارية بين ثماني إلى عشر سنوات، اعتماداً على عدة عوامل مثل كيفية شحنها وتفريغها ودرجة حرارة التشغيل.
ففي حالة لتصادم سيارة كهربائية تعمل بالبطارية ، يجب إزالة البطارية وتفريغها وتجميدها ثم إتلافها، لذلك تعد سلامة البطاريات واحدة من أكثر المشكلات صعوبة التي تواجه شركات التأمين في التعامل مع المطالبات بالإضافة إلى نقص البيانات المتوفرة حول السرعة التي تنخفض بها سعة البطارية.
ووتعرض السيارات الكهربائية لهجمات الكترونية وذلك مع تطور السيارات الكهربائية من المحتمل أن تزداد قدرتها على الاتصال بالانترنت واعتمادها على البيانات وأجهزة الاستشعار والبرامج بما في ذلك الذكاء الاصطناعي لإدارة أنظمة السيارات.
وتشير بعض التقديرات إلى أنه من المتوقع أن يصل تحكم البرامج في السيارة الكهربائية إلى نسبة 30٪ في المستقبل القريب مقارنة بحوالي 10٪ في الوقت الحالي، كما أنه من المحتمل أن تتعرض السيارة لهجمات الكترونية تؤدي الي توقف النظام والتعرض لخلل بشكل عام أو اثناء تحديث البرامج مما يؤدي إلى تغييرات كبيرة في المخاطر التي تتعرض لها السيارة أثناء عملها.
لذلك تشعر شركات التأمين بالقلق حيال الكيفية التي قد يؤدي بها الفشل في تثبيت التحديثات، أو كيف يمكن أن يؤدي التحديث الخاطئ إلى تعريض سلامة الأفراد للخطر أو إتلاف الأجهزة.
أما التأثير البيئي إذ تمثل بطاريات الجهد العالي المجال الرئيسي للقلق حيث لا توجد حاليًا عملية موحدة لإعادة تدوير البطاريات القائمة على الليثيوم، على الرغم من وجود مبادرات جارية لتحويل بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة إلى وحدات تخزين طاقة لتزويد المنازل بالطاقة.
ويستهلك إنتاج البطاريات طاقة كبيرة ويتطلب بعض المواد الخام – مثل الليثيوم والكوبالت – التي تتطلب عمليات استخراج مكلفة . لذلك يمكن أن تمثل البطاريات عالية الجهد أيضًا أحد المخاطر على البيئة إذا لم يتم التخلص منها بشكل صحيح ،مما يتعارض مع الهدف الأساسي من إنتاجها وهو التقليل من الانبعاثات الكربونية.