أسامة الأزهرى: الوزير بن الفرات كان كريماً حتى فى وقت ضيقه
قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، إنه حريص بشكل دائم على حث الناس على الكرم، وعلى أن يستعرض نماذج لا تنتهي من جود العرب وأهل الله من علماء الإسلام وتمكن الكرم من نفوسهم بطريقة مدهشة ومحيرة للعقول.
وأضاف خلال لقائه ببرنامج "يحب الجمال" الذي يذاع على قناة "dmc: "مشهد اليوم عن شخص تقلد بالوزارة في عصر الدولة العباسية، فلما كنت أطالع سيرة هذا الوزير الكريم من عدة مصادر، قلت لابد أن ندخر قصته، لأنه شخصية جديرة بأن تُدرس، وهذه الشخصية اسمه علي بن محمد بن موسى بن الحسن، وعرف بابن الفرات".
وقال: "أحد أعوان الوزير قال كنت أخدم الوزير علي بن الفرات، فغضب عليه السلطان وأمر بحبسه بعد عزله، وهو قبل ذلك كان صاحب جود ومكارم ونثر الخير والعطاء على الناس، ومساعده كان يملك 500 دينار، وقال لنفسه أن هذا الشخص أثره بعطائه، وجاء الوقت ليرد له شيء في وقت أزمته".
وأضاف: "هذا المساعد كان يجلس مع زوجته، يقول لها إن الـ 500 دينار التي يملكها يرغب في أن يزور الوزير بن الفرات في محبسه في وقت ضيقه، ويقدمها له، وهي لا شيء أمام كرمه، وكانت امرأته ذات عقل، قالت له (ويحك إن بن الفرات لا يحمل إليه 500 دينار، فإنه يستحقرها ويستحقر صاحبها)، قال فغضبت زوجتي وحملت الدنانير".
وتابع: "المساعد قال إنه تلطف بحارس السجن ليسمح له بمقابلة الوزير، فلما شاهده الوزير نده عليه باسمه، فقال له نعم (أكرم الله سيدنا)، وفي ذلك المشهد، حاول بن الفرات أن يساعده ظنا منه إنه يرغب في الحصول على خدمة، هكذا هو الشخص الكريم يساعد حتى في وقت الشدة".
وقال: "يقول المساعد، أخرجت كيس النقود، وأعطاه النقود وقال له عسى أن تعطيه لحارس السجن، فكان رد الوزير (كلا اجعل هذه النقود وديعة لي عندك) وبعد فترة، أفرج السلطان عن الوزير وأعاده لوزارته، فدخل عليه الخادم في وقت عزه، وعندما أبصره الوزير، طأطأ رأسه، ولم ينظر إليه".