حسناء فاروق تكتب .. ذكريات العيد تجدّد بهجة الماضـي
يأتي العيد وتبتهج القلوب بحضوره الذي يضيء الذكريات، وتزداد حركة الناس مهنئين ،كل أهلهم وجيرانهم وأصدقائهم، وينتظر الأطفال العيدية التي تزيدهم فرحاً، وهم يرتدون ملابسهم الجديدة.
لنا جميعاً ذكريات عن أيام وليالى العيد، لا يستطيع أحد نسيانها، فى بلدتى " عزبة النخل " التى تربيت فيها منذ الطفولة حتى صرت جدة ،هى أيام جميلة تفوح منها الذكريات البريئة فى مرحلة الطفولة ،وسط الحدائق وشجر الكافور، وأسوار الفل والياسمين التى كانت على جدران الفيلات التى كان يسكنها الاجانب قبل ثورة 23 يوليو المجيدة ، والتى صورت فيها فيما بعد أحلى أفلام السينما المصرية ومنها شيء من الخوف (1969) بطولة شادية ،محمود مرسي ، يحيى شاهين ،محمد توفيق ،أحمد توفيق ،آمال زايد والذى أشتهرت فية جملة " جواز عتريس من فؤادة باطل " ، وأيضا فيلم احلام هند وكاميليا بطولة الراحل أحمد ذكى ونجلاء فتحى وعايدة رياض والذى عرض فى السينما عام 1988، وغيرها من الافلام التى مازالت فى ذاكرة المصريين.
العيد بالنسبة لى هو مرحلة الطفولة التى كنا نعيشها غير متحملين أى مسئولية ولا نفكر إلا فى اللعب فقط، والذكريات الجميلة التى تخص العيد كثيرة ومبهجة بسبب الأشخاص الموجودين حولنا أمى وأبى رحمة الله عليهم وأعمامى رحمة الله عليهم ، وأيضاً عمى رغيب شلبى وعم أمام وأيوب العجيلى ، وعم عطا البقال ، وعم الحفناوى ، وعم فؤاد الدجوى وغيرهم الذين كانوا سبباً فى سعادتنا، ففى ليلة عيد الفطر زمان اعتدنا السهر إلى الصباح الباكر وبعد صلاة العيد مباشرة نذهب إلى الحدائق، ويجتمع الاقارب والجيران للتهنئة بالعيد
نعم للعيد فرحة وذكريات لا تمحى من الذاكرة، نتمنى عودتها مرة أخرى لنعيشها بكل تفاصيلها المبهجة، حيث كانت السعادة والضحكة التى تخرج من القلب، وذكريات العيد كانت رائعة حين كنا أطفالاً انا وأخواتى محمود ورفيق ومنال ،فقد كنا بعد صلاة العيد نجتمع فى الشارع ونذهب سويا الى أعمامى " عمى يحيى - عمى سمير - عمى يوسف - عمى أنور - عمى كامل ، وجيراننا " ونظل نلهو ونلعب فى سعادة غامرة
أما فى مرحلة الشباب فكان الاستمتاع بالعيد من نوع آخر، كنا نصلى العيد ، ثم نذهب للمقابرلقراءة الفاتحة لاعز ما قلوبنا ،وبعدها نذهب إلى منازلنا ونقوم بتهنئة جيراننا ،وبعد صلاة العصر نرتدى ملابس العيد ونقوم بجولة خارج " عزبة النخل " ونأكل فى أحد المطاعم الشهيرة ثم نعود لبيوتنا، وأحياناً كان الأقارب يتجمعون معنا ونقوم بشواء اللحوم والدجاج للغداء، وفى المساء نتابع الأفلام الكوميدية فى التلفزيون.
ومع عيد الفطر المبارك الذى مضى بالامس فقد إختلفت العادات والتقاليد ، عما كان يحدث فى الزمن الجميل السابق، حيث تقتصر الزيارات حالياً على الاخوات والابناء ، وبعض الاقارب ، وزيارة المقابر ، وتبقى فرحة الاطفال كما هى ،بالاعياد وهم ينتظرون ، شراء الملابس الجديدة للعيد ، وينتظرون العيدية والفسحة الى الملاهى والحدائق ، ومشاهدة التلفزيون، كما تبقى فرحتى بالعيد وسط أحفادى وأبنائى، فروعة العيد في وجود احفادي، و«لمة العائلة» حيث إن التجمع العائلى فى الأعياد مختلف عن أى تجمع آخر، فتحول البيت لمكان ملىء بالحب والدفء وتبادل الاحاديث والذكريات الجميلة