محمد العريان : «الاحتياطي الفيدرالي» فقد مصداقيته لدى الأسواق والشعب الأمريكي
قال الدكتور محمد العريان، رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج، والخبير الاقتصادي الدولي واستراتيجي سوق السندات الذي يتابعه الكثيرون عن كثب، إنَّ الاحتياطي الفيدرالي لديه مشكلة ثقة مع الأسواق المالية والأمة فيما يتعلق بالتضخم.
وأضاف العريان، كاتب عمود في رأي "بلومبرج": "من الضروري أن يستعيد الاحتياطي الفيدرالي مصداقيته، ولن يحدث ذلك حتى يقوم بما فعله البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي، ويخبرنا لماذا كانت توقُّعات التضخم خاطئة جداً لفترة طويلة، وكيفية تحسين منهجية التضخم"، حسبما أفادت الشرق بلومبرج.
في يوليو، توقَّع العريان أنَّ التضخم، الذي كان حينها يتحرك بوتيرة سنوية تبلغ 5.4%، لن يكون مؤقتاً كما توقَّع البنك المركزي، بلغ معدل التضخم الرئيسي في الولايات المتحدة وفقاً لمؤشر أسعار المستهلك 8.5%.
وتطرّق نقده يوم الجمعة أيضاً إلى باول، الذي قال يوم الأربعاء إنَّ رفع 75 نقطة أساس ليس موضع دراسة "نشطة". أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي منذ عام 2020 على معدلات منخفضة تصل إلى الصفر استجابةً لإغلاق الاقتصاد الذي حدث مع تفشي الوباء.
قال العريان: "لا يمكنك أن تظهر على شاشة التلفزيون وتتحدّث عن كل الشكوك، ثم تستبعد استجابة سياسة معينة - 75 نقطة أساس. نحن لا نعرف ما يكفي عن مسار التضخم لاستبعاد إجراءات سياسة معينة في هذه المرحلة".
تزايد اضطراب الأسواق المالية منذ اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي، مع تراجعات كبيرة في الأسهم، في حين بقيت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أعلى من 3%، وهو المستوى الذي تم تسجيله هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ عام 2018.
قال العريان: "تتعلّق الفوضى التي نراها في السوق بالسيولة. أنا مستعد للرهان بحياتي، والقول إنَّنا قمنا في الغالب بترجيح مخاطر أسعار الفائدة. لم نقم بترجيح مخاطر السيولة، ولم نرجح مخاطر الائتمان، ولم نرجح مخاطر أداء السوق. ما زلنا في طور ترجيحها. لقد ولّت أيام السيولة الوفيرة والمتوقَّعة".