رئيس وزراء فلسطين يطالب الصليب الأحمر بفتح أرشيفه لكشف انتهاكات الاحتلال منذ النكبة
طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الأحد، الصليب الأحمر بفتح أرشيفه للرأي العام العالمي وللباحثين وعائلات ضحايا الاحتلال الإسرائيلي، ليتم كشف انتهاكات إسرائيل المتواصلة لحقوق الإنسان في فلسطين منذ النكبة وحتى اليوم، من أجل محاسبتها على جرائمها.
جاء ذلك خلال لقائه في مكتبه برام الله، اليوم، رئيسة بعثة الصليب الأحمر في القدس إليس دوبوف التي تشارف مهمتها على الانتهاء برفقة المدير الجديد أولا أولمو.
كما طالب رئيس الوزراء الفلسطيني الصليب الأحمر ببذل مجهود أكبر في الإفراج عن جثامين الشهداء الذين تحتجزهم إسرائيل، وتعميم قضيتهم عالميا، كون إسرائيل بذلك ترتكب سابقة إجرامية تنتهك أبسط المعايير الإنسانية، بأن يدفن الأهل أبناءهم.
كما دعا رئيس الوزراء الصليب الأحمر إلى تسليط الضوء على قصص الأسرى الشخصية وما مروا فيه، وكذلك كتاباتهم ومذكراتهم ونشرها وترجمتها إلى مختلف اللغات لتعريف العالم على ما يختبره الإنسان الفلسطيني في سجون الاحتلال.
وشكر اشتية الصليب الأحمر على جهوده في مراقبة وتحسين الظروف الإنسانية التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، وكذلك ترتيب زيارات الأهالي لهم.
وأشاد رئيس الوزراء الفلسطيني بالدور المهم الذي أدته دوبوف وحسن أدائها خلال سنوات خدمتها بفلسطين، متمنيا لها التوفيق في حياتها الشخصية، ولخليفتها أولمو التوفيق في مهامه بفلسطين، وأن يكون على قدر المسؤولية التي يتطلبها الموقع المهم الذي يشغله.
وفي سياق متصل، أحيا عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، اليوم الأحد، الذكرى الـ74 للنكبة، في مهرجان حاشد، نظم وسط رام الله.
وشارك في الوقفة أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، وممثلين عن المؤسسات الرسمية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني وفصائل العمل الوطني.
ودوت صفارات الحداد لمدة 74 ثانية، بعدد سنوات النكبة، تلتها كلمات أكدت على ضرورة مواصلة النضال، كما تخلل المهرجان مجموعة من الفقرات الفنية من التراث الفلسطيني، إضافة إلى قصائد وطنية، قدمها عدد من أطفال فلسطين، في رسالة للعالم أجمع أن الصغار لا ينسون حتى لو مات الكبار.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن سياسة الكيل بمكيالين يجب أن ينتهي من السياسة الدولية، مشيرا إلى أنه لا يعقل أن يكون هناك لاجئ ينال اهتماما من العالم، ولاجئ يهمل في العالم، مشددا على أن هذا الأمر غير مقبول.
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني، الأمم المتحدة اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تنفذ قراراتها المتعلقة بالشعب الفلسطيني بحق العودة، وبالقدس عاصمة دولة فلسطين، وبإنهاء الاحتلال والتمييز العنصري، هذه مسؤولية الأمم المتحدة.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني يزداد إصرارًا على حقه بالعودة وتقرير المصير وإقامة دولته وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين، مشددا على أن الشعب سيظل متمسكا بهذه الثوابت وسيبقى وفيا لها، وسيقاتل من اجلها الى ان يتم إنجازها جميعا.
واستدرك اشتية "القضية الفلسطينية تزداد صلابة واهتماما على صعيد العالم، رغم الصعود والهبوط الذي يجري على الساحة الدولية، شعبنا بقي صامدا على ارضه، والفلسطيني في الشتات يقاتل من أجل حق العودة، وسنبقى أوفياء لذكرى لاجئينا وابنائنا في الأسر وشهدائنا وأطفالنا وشيوخنا الذين أصبحوا بين يدي الرحمن".
وأشار اشتية إلى أنه في عام 1948، تم تهجير 920 ألف لاجئ فلسطيني، وسويت 481 قرية وبلدة بالجرافات، واليوم أصبح هناك 6.4 مليون لاجئ ينتظرون حق العودة، ولن يكون هناك لا سلام ولا استقرار دون احقاق الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني".
من جانبه قال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول "إن 74 عاما مرت من التشرد واللجوء والألم والمعاناة، ولكنها أيضا كانت سنوات من الصمود، والمقاومة، والإصرار على العودة والتمسك بالحقوق لاستعادة وطننا، والثقة بالانتصار، رغم كل المراهنات على موت الكبار ونسيان الصغار".
وأضاف أن المعارك ما زالت محتدمة في القدس وفي كل مكان من فلسطين والشتات، وأن هذا هو وضع الشعب الفلسطيني، وبعد مرور هذه السنوات
الطويلة، فلن تتوقف التضحيات أبدا من الشهداء والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال الذين يواصلون نضالهم لنيل الحرية.
وأكد العالول على أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية، وحتما سيرفع علم فلسطين على مآذن المسجد الأقصى وكنائس القدس.
من جانبها قالت مُحافظة رام الله والبيرة ليلى غنام إن هذا اليوم هو يوم العهد والوعد، وإنه كلما زادت الظلمة اقترب الفجر، موجهة التحية للشهداء والجرحى والأسرى واللاجئين والشتات، مؤكدة تمسك شعبنا بحقوقه، وصموده في وجه الاحتلال، مهما بلغت التضحيات.
ودعت غنام أبناء الشعب الفلسطيني بمكوناته وفئاته المختلفة كافة إلى التوحد خلف القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مواجهات التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.