المستودعات المؤتمتة الواقع والمستقبل ... تقرير بحثي فى ظل تطور التجارة الإلكترونية
صدر تقرير بحثي، بعنوان "المستودعات المؤتمتة الواقع والمستقبل، موضحة أن المستودعات تعتبر أحد أهم القطاعات التي ظهرت أهميتها بشكل متزايد مع تطور التجارة الإلكترونية وزيادة حجم التسوق الإلكتروني والذي شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات العشر الماضية وأخذت معدلات التجارة الإلكترونية في الارتفاع في ظل جائحة كوفيد- 19.
وأكد التقرير الصادر عن مؤسسة جي وورلد للإدارة، أن المستودعات المؤتمتة والتي تعني عملية أتمتة حركة المخزون إلى المستودعات داخلها وخارجها للعملاء مع الحد الأدنى من المساعدة البشرية، وهي التي ظهرت الحاجة إليها مع التوسع الكبير في استخدام التقنية في مجالات عديدة ومنها قطاع الخدمات اللوجستية، مضيفا أنه لم يكن الطلب على أنظمة إدارة المستودعات مرتفعاً مثل ما يحدث الآن عالمياً، حيث أصبح حجم السوق ضخماً وجاذباً للاستثمار مع تزايد حجم الطلب والاعتماد بشكل كبير على المتاجر الإلكترونية والتي تعتبر أحد العملاء الرئيسين لنشاط التخزين والحلول اللوجستية.
وأشار التقرير، إلى أنه اليوم نري أنظمة إدارة المستودعات تدعم فريق التحكم في العمليات اللوجستية بالشركات، حيث تجعل أنظمة إدارة المستودعات العمليات اللوجستية شفافة مما يسمح للمستخدمين بتحليلها وتحسينها والعمل على تطويرها، موضحا أن تبنى المستودعات المؤتمتة على مراحل تبدأ من استلام البضائع وتخزينها وانتقاءها وإرسالها حيث يمكن بناء المستودعات المؤتمتة بناءً على سلسلة من الوحدات البسيطة مع ميزتها المتأصلة في قابلية التوسع وإعادة التكوين ويمكن أن تأتي هذه الأنظمة بأشكال مختلفة جدًا وبوظائف مختلفة أيضاً.
وأوضح التقرير، أن المستودعات المؤتمتة تعمل الآن في ظل حالة من التحديات التي تقابل القطاع اللوجستي من حيث سلاسل الإمداد المهددة بشكل دائم من حيث الأزمات الصحية والحروب وارتفاع في أسعار النفط وغيرها من المتغيرات التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على القطاع، ومع ذلك تلعب المستودعات المؤتمتة دوراً هاماً في سرعة استلام وتسليم البضائع واستخدام التقنيات الحديثة مثل البلوكتشين والروبوتات والذكاء الاصطناعي والطيارات بدون طيار والحوسبة السحابية والواقع المعزز لتسهيل إدارة تلك المستودعات.
وذكر التقرير، أنه حجم سوق أتمتة المستودعات في الشرق الأوسط من 2014 إلى 2018 حوالي 500 مليون دولار أمريكي في عام 2018. ومن المتوقع أن يتضاعف حجمه أكثر من ثلاثة أضعاف في عام 2025 بقيمة 1.6 مليار دولار أمريكي. هناك زيادة مستمرة في استثمارات المستودعات بسبب زيادة مستويات الأتمتة وتكامل سلسلة التوريد، مضيفا أنه يمر قطاع الخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتحولات كبيرة من حيث معدلات الطلب وتوسع عملاقة التجارة الإلكترونية في الأسواق العربية بشكل عام، والخليجية بشكل خاص، فمع دخول أمازون وتوسعها في المنطقة العربية " الإمارات، السعودية، مصر" ومع ظهور منصة نون والتي تخدم أسواق كبيرة وعملاقة مثل " السعودية ومصر وكذلك الإمارات" ومع ظهور المتاجر الإلكترونية والتي دفعت العديد من رواد الأعمال إلى بناء منصاتهم والاعتماد على المستودعات في تقديم خدمات متعددة منها " التخزين والتعبئة والتغليف والشحن" مما يسهل عمليات البيع والتوصيل، فكان على المستودعات إدراك حجم الطلب والعمل على أتمتة عملياتها لتقديم الخدمات سواء بشكل مباشر لعملائها أو لعملاء الطرف الأول.
وأشار التقرير إلى أنه على مدى العقدين الماضيين، شهد القطاع اللوجيستي دخولًا متزايدًا في مجال الروبوتات المستقلة ومقدمي الحلول المستقلة جنبًا إلى جنب مع الشركات المصنعة للمكونات المستقلة الجديدة، وساهم هذا في تعزيز فكرة استخدام حلول الأتمتة، ومع استحواذ شركات التجارة الإلكترونية على الشركات التي تقدم حلول أتمتة للمستودعات؛ مثل استحواذ شركة أمازون على شركة Kiva Systems في عام 2012 بقيمة 775 مليون دولار ، والتي كانت متخصصة في تصميم حزم وبرامج انتقاء منتجات التجارة الإلكترونية وتعبئتها وشحنها للتسليم، وتمتلك المئات من الروبوتات المتنقلة المستقلة وبرامج تحكم متطورة لتوفير نظام الوفاء والتحقيق- fulfillment- لتجار التجزئة، أصبح هذا القطاع واحداً من القطاعات الجاذبة للاستثمار سواء للشركات المالكة والمطورة لأنظمة البرامج والأجهزة، أو للشركات المالكة للمستودعات المؤتمتة التي تسهل على عملائها العمليات وتحقيق السرعة في تنفيذ احتياجاتهم أو احتياجات عملائهم.
واختمم إن قطاع المستودعات المؤتمتة سوف يشهد ارتفاعًا كبيراً خلال الفترة القادمة مع ظهور المدن اللوجستية في الدول العربية وخصوصاً دول الخليج والتي سوف تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على سلاسل الإمداد اللوجستية والتي تعاني بشكل كبير خلال هذه الفترة.