له شارع باسمه.. يحيى إبراهيم أفرج عن سعد زغلول بعد توليه رئاسة الوزراء
ضمن مشروع "حكاية شارع" وضع الجهاز القومى للتنسيق الحضارى لافتة باسم شارع يحيى إبراهيم باشا، وهو رئيس وزراء مصر "من 15 مارس 1923 - إلى 27 يناير 1924"، وخلال السطور المقبلة نستعرض السيرة الذاتية لـ يحيى إبراهيم باشا.
ولد يحيى إبراهيم فى عام 1861 ببلدة بهبشين بمحافظة بنى سويف، وانتقل إلى القاهرة، حيث تلقى العلم بمدرسة الأقباط الكبرى بالقاهرة. التحق بمدرسة الحقوق وتخرج فيها عام 1880.
عقب تخرجه من مدرسة عين مدرسًا بمدرسة الألسن (1880-1881)، وكان سنه وقتئذ تسع عشرة سنة فقام بتدريس ما عهد إليه خير قيام، وأبدى من الكفاءة النادرة وحسن الإفادة ما دل على علم وافر وتبحر عميق، حتى لهجت بذكره الألسن، ثم مدرسًا بمدرسة الإدارة (الحقوق)، علاوة على وظيفته السابقة (1881-1882)، وقام بتدريس القوانين والترجمة، ثم أصبح وكيلاً لمدرسة الحقوق عام (1884-1888)، وكانت الفروع التى يدرسها هى القوانين الرومانية وقانون التجارة فضلًا عن تدريس القوانين الأخرى، فأظهر همة عالية ونبوغًا فائقًا دل على مقدرته الكبيرة، وبراعته العظيمة، واستمر بالمدرسة إلى أن صدر أمر عال بتعيينه فى المحاكم الأهلية.
وعندما صدر الأمر العالى بتعيينه فى المحاكم الأهلية، تقلد منصب نائب قاضى بمحكمة الإسكندرية الأهلية (1888-1889)، ورقى قاضيًا عام 1889، وانتقل للمنصورة، وأصبح رئيسًا لمحكمة بنى سويف (1889-1891)، فوكيلاً لمحكمة المنصورة (1891-1892)، ثم انتقل إلى محكمة الاستئناف الأهلية عام 1893
وتدرج فى وظائف القضاء فكان مثالًا عاليا للنزاهة والاستقامة، وعنوانًا كاملًا للعدل والإنصاف، واستمر كذلك فى دائرة القضاء إلى أن تعين نائب مستشار بمحكمة الاستئناف سنة ١٨٩٢، ثم مستشارًا بها فقام بما عرف عنه من الكفاءة والخبرة، ونال احترام زملائه المستشارين فى هذه المحكمة.
ولما وجدت محاكم الجنايات رأس دائرة محكمة جنايات طنطا، وذلك فى سنة ١٩٠٥، وكان يرأس بعض الدوائر المدنية إلى أن خلت وظيفة رئاسة محكمة الاستئناف، فتعين رئيسًا لها فى ١٠ فبراير سنة ١٩٠٧، ومكث بها مدة ١٣ سنة أظهر فيها من حسن الكياسة، ومكث بها حتى عام 1919.
يحيى إبراهيم وزيرًا
عندما قام يوسف وهبة باشا بتشكيل وزارته الأولى (20 نوفمبر 1919-21 مايو 1920)، اختار يحيى إبراهيم باشا وزيرًا للمعارف، ثم عين فى نفس المنصب فى وزارة محمد توفيق نسيم باشا الثانية (30 نوفمبر 1922-9 فبراير 1923)، وقد اهتم أثناء عمله بوزارة المعارف بمحو أمية العمال، ونشر الثقافة بينهم، وافتتح فى عهده (22) قسمًا ليليًا لتعليم العمال فى مناطق مختلفة من البلاد.
اضطلع بمهام منصب وزير المالية فى وزارة أحمد زيور باشا” الثانية (13 مارس 1925-7 يونية 1926)، وتولى الرئاسة والخارجية بالنيابة فى هذه الوزارة (3 مايو 1925). كما تولى رئاسة مجلس الشيوخ خلال الفترة (15 يونية 1931-30 نوفمبر 1934).
له كتاب باسم "القطع المنتخبة"، طبع منه جزآن فى مطبعة بولاق عام 1893م جمع فيه ما يختص بأمور القضاء وتاريخه، ورحل فى عام 1936، رحمه الله رحمة واسعة حيث كان من خيرة الرجال الذين أنجبتهم مصر من حيث النزاهة والعفة والنقاء.
يحيى إبراهيم رئيسًا للوزراء
عقب تقديم حكومة محمد توفيق نسيم استقالتها ظلت البلاد بدون وزارة لمدة شهر، إلى تم إسناد تشكيل الوزارة إلى يحيى إبراهيم باشا، فتولى رئاسة الوزارة بالإضافة إلى منصب وزير الداخلية فى الوزارة التى قام بتشكيلها فى (15 مارس 1923-27 يناير 1924)، وتولى فيها أيضا وزارة العدل بالنيابة (18 نوفمبر 1923)، ونظرًا لحنكته القانونية أطلق عليه لقب "شيخ القضاة"، وأطلق على وزارته اسم وزارة القوانين لكثرة ما أصدرته من قوانين.
فكان من أهم أعمال وزارته، الإفراج عن الزعيم سعد زغلول بعد أقل من أسبوعين من توليه الوزارة، وكذلك المعتقلين فى مصر، ثم المحكوم عليهم من أعضاء الوفد والمعتقلين منهم فى سيشل، كما ألغيت الأحكام العرفية، ويعتبر إصدار الدستور فى 19 من أبريل عام 1923، أهم أعمال وزارته، هذا بالإضافة إلى أنه سن قانون الانتخابات وأجريت الانتخابات فى نزاهة.