مرصد الأزهر يحذر من تفاقم أوضاع اللاجئين خلال 2022
قال مرصد الأزهر في تقرير له حول أوضاع اللاجئين إن الإحصائيات المرعبة لأعداد الضحايا تمثل صفعة قوية على جبين عصر التكنولوجيا وحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن البحر المتوسط نال في العقد الأخير شهرة إعلامية واسعة، وصار اسمه يتردد بقوة وبصورة شبه يومية في الصحف والقنوات الإعلامية، وحصل على الكثير من الألقاب، أبرزها "مقبرة اللاجئين" في العام 2016م، الذي نال بدوره هو الآخر لقب "عام الموت"، والذي شهد غرق (5000) شخص، بمعدل يزيد عن (13) غريقًا في اليوم.
وتابع المرصد أنه، وبحلول عام 2022م ساهمت النزاعات الجديدة في تدفق موجات لجوء جديدة، انضمت بسببها دول جديدة إلى خريطة الدول المُصدرة للاجئين. وبحسب تصريحات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: ”من المتوقع تضاعف عدد الموتى والمفقودين في صفوف اللاجئين في عام 2022م مقارنة بعام 2021م. فقد أدت الحروب والصراعات بدول سوريا وأفغانستان واليمن وليبيا والسودان ودول إفريقية أخرى، إضافة إلى الحرب الأوكرانية - إلى زيادة أعداد اللاجئين حول العالم، مما يُنذر بكارثة إنسانية كبيرة. وقدّرت المفوضية أعداد النازحين بسبب الحرب الأوكرانية الروسية، بأكثر من (٧) ملايين و (700) ألف أوكراني، كما أفادت الأنباء أن ما لا يقل عن (2899) مدنيًّا أوكرانيًّا لقوا مصرعهم، وأصيب (3235) آخرون حتى الآن. وكانت المفوضية قد سجلت أعداد وفيات اللاجئين في عام 2020م بنحو (1776) حالة. وارتفعت الأعداد إلى (1924) حالة في العام 2021م. وحذرت المفوضية من أن وفيات وخسائر اللاجئين قد تزداد أضعافًا مضاعفة مقارنة بالأعوام السابقة.
أعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن أسفه الشديد لتلك الإحصائيات، ومعاناة اللاجئين، مُطالبًا المجتمع الدولي بضرورة البحث عن حلول عاجلة من أجل تجفيف منابع اللجوء والمرتبطة ارتباطًا وثيقًا بشيوع العنف والحروب والعنصرية.... في الوقت نفسه، يناشد الدول المضيفة دعم اللاجئين ومساعدتهم على الاندماج.
كما يهيب المرصد بجميع الدول المطلة على البحر المتوسط ضرورة التأهب ورفع درجة الاستعداد القصوى لأي حادث غرق قد يقع، مطالبًا الأمم المتحدة سن تشريعات توجب على الدول إنقاذ الغرقى أولًا ثم التفاوض حول مصيرهم بعد ذلك.
كما يتأسف المرصد على الخطر الداهم الذي يهدد مبادئ اللجوء وقواعده التي أقرتها الإنسانية قبل أن تقرها مواثيق الأمم المتحدة، وذلك أمام موجات اللجوء الكبيرة التي لم يُر لها مثيلٌ من قبل في التاريخ الحديث؛ إذ أصبحنا نرى السياج والأسلاك الشائكة والأسوار العالية تحيط بحدود بعض الدول، أصبحنا نرى لاجئين يعيشون في حاويات كالبضائع والسلع، أصبحنا نرى أطفالًا ينفصلون عن آبائهم وأمهاتهم، أصبحنا نسمع عبارات العرقية والكراهية من أفواه بعض المسؤولين في بعض الدول.
وهنا لا تفوتنا الإشادة بتجربة مصر التي فتحت أبوابها للاجئين من مختلف الجنسيات، وللأشقاء السوريين على وجه الخصوص منذ اللحظة الأولى للأزمة، مُقدرًا دور الشعب المصري العظيم الذي فتح قلوبه وبيوته ومدارسه وجامعاته ومستشفياته لأشقائه.
الجدير بالذكر أن مصر سجلت أعلى معدلات التحاق لأطفال اللاجئين السوريين بالمدارس المصرية، في تجربة أثنى عليها المفوض السامي لشؤون اللاجئين عندما قام بزيارة إلى القاهرة في 2019م.