الكاتبة هبه عز الدين تكتب.. ايتيكيت اللغة
كثير منا لا يدرك كيف مهمًا أن نتعلم ايتيكيت اللغة والتحدث مع الآخرين بلباقة وكم مهمًا أن يكون المتحدث متحليًا بصفات اللغة اللبقة، دائما ما ينصح علماء الُلغة باتباع أساليب وقواعد اللغة وهي ما دائما نلحظها من الصفات الُمكتسبة لدى الدبلوماسيين وأصحاب المناصب القيادية من حكام دول وقياديين ووزراء، فما هي صفات دبلوماسية اللغة أو ايتيكيت اللغة.
إن أحد أول ركائز ايتيكيت اللغة هو وضوحية الحديث، أي أن المتحدث لابد عليه وأن ينتقي التعبيرات الواضحة وأن يختار المصطلحات الأوضح وليس الغامضة، حيث أن الألفاظ الواضحة هي بحد ذاتها مفسرة ومعانيها مفسرة لبعضها البعض، أما التعبيرات الغامضة قد تحتمل تفسيرات مختلفة أو ضمنية وهذا يضع المتحدث في موضع الفهم الخاطئ.
أما ثاني عناصر دبلوماسية اللغة هو البساطة اللغوية. إن استخدام التعبيرات البسيطة ليست المركبة او المعقدة هي أحد أهم ملامح ايتيكيت اللغة اللتي يتعلمها أصحاب المناصب المرموقة. إذا تأملنا المتحدثين النخبة سنجد أن لغتهم تمتاز بالبساطة في الاسلوب وتجنب المصطلحات الفلسفية والمعقدة لغويا.
أما ثالث هذه الأساسيات هي التركيز على ترابط الأفكار وتجنب التطريق إلى أكتر من محور حديث، حيث أن تشتيت المستمعين والجماهير يجعل صورة المتحدث غير مهنية وغير لائقة. فلابد للمتحدث أن يقوم بتحضير كلمته جيدا والتي لا تتطرق الى أي محاور بعيدة عن موضوع الحديث اللذي يكون المتحدث منوطًا به.
وأخرهم هو عدم الإطالة في الحديث، إذا أطال المتحدث في حديثه فهذا يجعل المستمعين يملون من هذا الحديث وبالتالي يفقده ذلك ملامح المهنية والاحترافية اللتي تجذب الجماهير له. خاصة ان بعض الأحاديث يتم استكمالها لاحقا، فإذا أطال المتحدث حديثه يكون بهذا الشكل قد ألغى كل أشكال الحماس اللذي قد يكون لدى المتحدثين فيما بعد.
وفي ختام هذا المقال، لابد أن نكون قد تعلمنا ما يُطلق عليه بدبلوماسية الحديث أو ايتيكيت الحديث الذي يجعل من المتحدث سمات الحديث اللبق والجذاب والممتع وفي نفسي الوقت تضفي عليه طابعًا من المهنية والاحترافية، إذا أردنا أن نطبق هذه الركائز بشكل عملي فالنشاهد النخبة وهم يتحدثون في الفضائيات أو أمام الجماهير، ولا يسعني الا أن أقول أن ما تطرقنا اليه في هذا المقال هو علم يُدرس ونظريات علمية تطبق من قبل علماء اللغة يطلق عليه علم اللغويات النظرية اللذي يتم فيه العديد من النظريات العلمية والعملية على ما يعرف بايتيكيت اللغة.
كاتب المقال الكاتبة هبه عز الدين