المستشار أسامة الصعيدي يكتب.. بعد الإطلاع.. احذروا اللعب مع الوطن بالرياضة
دعونا نعيش في دهاليز هزيمة المنتخب الوطني لكرة القدم من نظيره الإثيوبي وحالة الغضب الجماهيري فى الشارع الرياضي بعد أداء باهت وصفه قطاع كبير من الجماهير بأنها النسخه الأسوأ للمنتخب منذ سنوات طويلة.
وفى ذات السياق وعقب أي إخفاق كما هو معتاد نجد ردود الأفعال الغاضبة والتي تجد طريقها من خلال المنابر الإعلامية والكل يسبح فى اتجاه تيار التغيير والإقالة دون الوقوف على الأسباب الحقيقية لذلك، والوصول لحلول نسعى من خلالها إلى النهوض بالرياضة لخدمة مصرنا الحبيبة، باعتبار أن الرياضة الآن أصبحت صناعة وتُعد من أهم الأبواب الاستثمارية التي قد تساهم فى حل المشكلات الاقتصادية، وإذا تأملنا سر التسابق المحموم لاستضافة البطولات الدولية مثل تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم أو الألعاب الأوليمبية وغيرها من البطولات الدولية سنجد الدافع والمحرك الأساسي لهذه العملية هو الاقتصاد بخلاف الجانب التسويقي لاسم الدولة المنظمة لتلك البطولات.
وفى ذات الإطار المشار إليه دعونا نطرح العديد من الأسئلة أولها وأهمها هل ما يحدث فى المنظومة الرياضية الآن من حالة لا وعي يحقق ما نصبوا إليه من غرس القيم وتعزيز الانتماء للوطن؟ وشاهدنا فى الإجابة على هذا السؤال عزوف الجماهير عن حضور مبارة غينيا يوم 5 يونيو الحالي والسابقة على مباراة إثيوبيا المشار إليها، ليس ذلك فقط بل أيضاً حالة الشماته من البعض لهزيمة المنتخب والتي يستغلها البعض الأخر فى بث الروح التشاؤمية فى المجتمع، وتعدى ذلك إلى حد الهجوم على محمد صلاح الذي يمثل حالة النجاح الفريدة فى مجال الرياضة والتي نفخر بها أمام العالم ولم نستغلها حتى الآن، ثم يأتي السؤال الثاني لماذا الانتماء للأندية فى مجال الرياضة يطغى على الانتماء للمنتخب الوطني؟
ثم نأتي لسؤال آخر أين التخطيط الاستراتيجي كأداة لتحسين جودة الأداء الإداري بالمؤسسات الرياضية؟ وما الذي تم بشأن قانون الرياضة الحالي؟ والذي أوضحنا فى مقال سابق أنه يحتاج لقانون حتى يستقيم العمل الرياضي كمنظومة متكاملة نحو تحقيق الغرض منه، وهناك العديد من الأسئلة الأخرى التي لا يتسع هذا المقال لسردها.
وفى النهاية »يجب التأكيد دائماً وأبداً على أهمية الانتماء للوطن والسعي نحو نهضته وتقدمه والمحافظة عليه والحذر كل الحذر من استغلال الرياضة فى اللعب مع الوطن«.
كاتب المقال المستشار أساامة الصعيدي