انتهاءً بـ«جدري القرود».. فيروسات هددت البشرية في القرن الـ21
يثير فيروس كورونا الجديد الذعر في العالم، حيث تتسارع حالات الوفاة بين المصابين به، كما تزداد أعداد المصابين به والدول التي تعلن عن تسجيل إصابات فيها، كما أبرز التفشي الأخير لحالات جدري القردة، إلى جانب جائحة "كوفيد -19"، التهديد المتزايد للفيروسات خلال القرن الحادي والعشرين.
وتنوع التهديد الفيروسي خلال الـ21، بين فيروسات ظهرت لأول مره، وأخرى قديمة، ولكنها عادت بمواصفات جديدة، مثل أن تصبح أكثر قابلية للانتقال أو أكثر خطورة أو تنتشر بسرعة عبر مناطق جديدة.
جدري القردة مرض فيروسي حيواني المنشأ (ينتقل من الحيوانات إلى البشر)، اكتٌشف لأول مرة في الحيوانات عام 1958، وكانت أول إصابة بشرية به عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استؤصل منها الجدري عام 1968.
ومنذ تم تسجيل أول إصابة بشرية به، حدثت عده فاشيات بهذا الفيروس، ففي عام 1970 اكتشاف أول إصابة بشرية، وتم الإبلاغ عن حالات إصابة بشرية في 11 بلدا إفريقيا، هي: بنين والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية والغابون وكوت ديفوار وليبيريا ونيجيريا وجمهورية الكونغو وسيراليون وجنوب السودان.
وفي الفترة من 1996 إلى 1997 تم الإبلاغ عن فاشية في جمهورية الكونغو الديمقراطية بنسبة إماتة أدنى ومعدل هجوم أعلى من المعتاد، وتشهد نيجيريا منذ عام 2017 تفشيا كبيرا للمرض، مع تسجيل أكثر من 500 حالة مشتبها بها وأكثر من 200 حالة مؤكدة ونسبة إماتة من الحالات تقارب 3 %، ويستمر الإبلاغ عن الحالات حتى اليوم.
وسُجل أول ظهور للمرض في عام 2003 خارج أفريقيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان مرتبطًا بالاختلاط بكلاب البراري الأليفة المصابة، وأغلب الظن أنها تقاسمت نفس المأوى مع جرذان وقوارض مستوردة من غانا، وأدى هذا التفشي إلى أكثر من 70 حالة إصابة بجدري القردة في الولايات المتحدة، كما تم الإبلاغ عن جدري القردة لدى مسافرين من نيجيريا إلى إسرائيل في سبتمبر 2018، وإلى المملكة المتحدة في سبتمبر 2018 وديسمبر 2019، ومايو 2021 ، وإلى سنغافورة في مايو 2019، وإلى الولايات المتحدة الأمريكية في يوليو ونوفمبر 2021.
وبدأ التفشي الحالي في 6 مايو 2022، وتسبب في أكثر من ألف إصابة في 31 دولة.
كوفيد -19 «فيروس كورونا المستجد»
ينجم مرض كوفيد -19، عن فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر في أواخر عام 2019 في الصين قبل أن ينتشر في جميع أنحاء العالم، ما أسفر عن مقتل أكثر من 6.2 مليون شخص وفقًا لإحصاء حتى نهاية مايو المقبل، من قبل جامعة جونز هوبكنز الأمريكية.
وأدى الوباء إلى تعبئة عالمية أدت إلى توفير سريع للعديد من اللقاحات الفعالة إلى حد كبير، لكن رغم ذلك، تقول منظمة الصحة العالمية، إن هناك 14.9 مليون حالة وفاة في العالم مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالمرض.
وذكرت المنظمة، الخميس، أنها لا تزال تحقق في أصول المرض، لكن "الاحتمال الأقرب أنه مرض حيواني المنشأ، ينتقل من الحيوانات إلى البشر.
متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"
تم اكتشاف متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) لأول مرة في عام 2012 في المملكة العربية السعودية، وهو مرض تنفسي فيروسي يسببه فيروس كورونا جديد ينتقل عن طريق الإبل.
وعلى الرغم من انخفاض معدل انتقاله بين البشر، إلا أنه يتسبب في وفاة ثلث الحالات المصابة بالمرض، وجاء في آخر إحصاء رسمي لمنظمة الصحة العالمية نُشر في سبتمبر 2019، أن أكثر من 850 شخصًا ماتوا بسبب متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
"سارس"ظهرت متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة "سارس"، وهي أيضا من فيروسات عائلة كورونا، في جنوب الصين في أواخر عام 2002.
ويُعتقد أنها انتقلت من الخفافيش إلى البشر عن طريق الزباد، وهو حيوان ثديي يُباع لحمه في الأسواق الصينية.
ويتسبب "سارس" في أشكال حادة من الالتهاب الرئوي ويبلغ معدل الوفيات 9.5%، وانتشر تفشي المرض قبل عقدين إلى حوالي 30 دولة، ما أسفر عن مقتل 774 شخصًا، معظمهم في الصين.إنفلونزا الطيور (H5N1)
إنفلونزا الطيور (H5N1) هي مرض يصيب الطيور في المقام الأول، وتسببه عدة أنواع من فيروسات الإنفلونزا، ومنذ أول ظهور له في فيتنام عام 2003، تّسبَّبَ هذا المرض في إحداث فاشيات ووفيات بشرية في 15 بلداً في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، نجم عنها 603 حالات بشرية، بما في ذلك 356 حالة وفاة.
إيبولاتم التعرف على الفيروس لأول مرة في عام 1976 في جمهورية الكونغو الديمقراطية (ثم زائير) ، وأدى الفيروس الذي كان مضيفه الطبيعي هو الخفافيش ، إلى سلسلة من الأوبئة في أفريقيا، ما أسفر عن مقتل حوالي 15000 شخص.
وقتل أسوأ وباء في غرب أفريقيا بين عامي 2013 و 2016 أكثر من 11300 شخص.ماربورغ
تم تحديد فيروس ماربورغ لأول مرة في عام 1967 في ألمانيا ويوغوسلافيا السابقة بعد إجراء بحث على القرود الخضراء الأفريقية المستوردة، وهو من نفس عائلة فيروس إيبولا ويؤدي إلى وفاة واحد من كل اثنين من المصابين. وقتل أسوأ تفشي للمرض 329 شخصا في أنجولا عام 2005.
فيروس زيكا
يسبب فيروس زيكا أعراضا شبيهة بأعراض الإنفلونزا وينتقل عن طريق لدغات البعوض، وتسبب الفيروس، الذي اكتشف لأول مرة في عام 1947 في قرد في أوغندا، في ظهور أول وباء له في ميكرونيزيا "مجموعة جزر في النصف الجنوبي من المحيط الهادي" في عام 2007، قبل أن ينفجر في أمريكا اللاتينية في عام 2015، لا سيما في البرازيل، والخطر الكبير للفيروس هو التشوهات الخطيرة التي تصيب أطفال الأمهات المصابات أثناء الحمل.فيروس شيكونغونيا
يسبب فيروس شيكونغونيا أعراضًا شبيهة بأعراض الإنفلونزا وينتقل أيضا عن طريق لدغات البعوض، وانتشر الفيروس في أفريقيا منذ عام 2004، ووصل إلى المحيط الهندي وكذلك آسيا قبل أن يصل إلى منطقة البحر الكاريبي عام 2013، ثم تفشي المرض عام 2015 في أمريكا اللاتينية، ويسبب الحمى وآلام المفاصل التي تهدأ بشكل عام بعد بضعة أيام أو أحيانا أسابيع.
حمى الضنك
ينتقل الفيروس المسبب لحمى الضنك عن طريق البعوض، وينبغي الاشتباه في إصابة الفرد به عندما يُصاب بحمى عالية (40 درجة مئوية، مصحوبة باثنين من 7 أعراض خلال مرحلة الحمى (يومان-7 أيام)، وهذه الأعراض هي الصداع الشديد، ألم وراء العينين، آلام العضلات والمفاصل، الغثيان، التقيؤ، تورم الغدد، والطفح الجلدي,
ويعود أقدم وصف لأعراض المرض لعام 1779، لكن لم تُكتشف أسبابه الفيروسية وانتقاله حتى أوائل القرن العشرين، وقد أصبح الضنك مشكلة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية.
وغالبًا ما تحدث حمى الضنك بشكل أساسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وتكون خفيفة ، ولكنها قد تكون قاتلة في حالات نادرة.
وارتفعت الحالات التي تم إخطار منظمة الصحة العالمية بها بمقدار 10 أضعاف بين عامي 2000 و2020 وأصبح المرض مستوطنًا في أكثر من 100 دولة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وشرق البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ.