بتلر ييتس اديب الاشباح ..الحاصل على نوبل..ومقاتل من أجل حرية الفنان.
بتلر ييتس، شاعر وكاتب مسرحى أيرلندى، ولد فى مثل هذا اليوم 13 يونيو من عام 1865م، وسط عائلة كبيرة، وكان والده يعمل محاميًا ويرسم اللوحات يحب القراءة، حيث قرأ على أطفاله الشعر والقصص من أعمال جوسر وشكسبير والسير والتر سكوت، وغيرهم الكثير.
اقترب ييتس من العوالم الروحانية وما وراء الطبيعة، فأسس وهو فى سن الـ 20 عاما "جمعية دبلن لعلوم السحر", حيث رغب مجموعة من الطلبة دراسة الفلسفة الهندية والروحانيات، وقد تحولت هذه الجمعية فيما بعد إلى اسم جمعية دبلن لتشارك الحكمة، وقد حضر ييتس المشاهد الروحية الأولى لهذه الجمعية، كما انضم إلى "نظام البزوغ الذهبى" وهو جمعية سرية طورت تدريس السحر وتجاربه العملية.
ولكن من أين جاءت قناعات ييتس بتلك العوالم الخفية؟، تعود القصة عندما كان طفلا ويقطن فى بيت جدة الذى كان يملك قافلة من السفن التجارية، فكان ييتس يرقبها فى النهر حين تبحر من وإلى إنجلترا، ادعى وهو فى سن صغيرة أنه شاهد أول شبح فى حياته، ومن تلك اللحظة اقتنع بالأشباح والجنيات.
وعن تلك التجربة كتب ييتس قصيدته الطفل المسروق المستندة إلى أسطورة شعبية تقول أن الجنيات من الممكن أن يختطفن الناس ويجبروهم على البقاء معهم.
ييتس كان له مسيرة طويلة فى عالم المسرح، فقد أسس المسرح الأدبى الإيرلندى، فى عام 1889م، وكان يهدف تقديم مسرحيات مواضيعها أيرلندية، كتب ييتس لهذا المسرح مسرحية الكونتيسة كاثلين وكانت مسرحية وطنية، كما أنه أسس مسرح آبى الشهير فى دبلن والذى لم يزل موجودا لحد اليوم.
وكان ييتس كعضو مجلس شيوخ فى أول حكومة أيرلندية من عام "1922/1928" وعمل جاهدا لإحياء التراث الثقافى الأيرلندى الغنى، وفنونه المعمارية وآثاره القديمة ومخطوطاته، كما كان يقاتل من أجل حرية الفنان.
حصل ييتس على جائزة نوبل فى الأدب عام 1923م، وظل يكتب حتى بلغ من العمر 73 عاما، ورحل عن عالمنا فى 28 يناير من عام 1939م، كان وقتها يعيش بجنوب فرنسا،وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية نقل جثمانه إلى أيرلندا، وضمت شااهد قبره أبيات من قصيدته "تحت بين بيلبو":
" عين باردة تحدق
فى الحياة
وبالموت
وفارس يعبر بينهما "