الهجمات الإسرائيلية على مطار دمشق الدولى.. الأهداف والتداعيات
قصفت إسرائيل الأسبوع الماضي مدارج مطار دمشق الدولي مما أدى إلى تعطيله بالكامل في سابقة هى الأولى من نوعها، فيما بررت التقارير الإسرائيلية الهجوم أنه من أجل الضغط على الأسد لاتخاذ موقف أكثر نشاطا وحزما ضد استخدام إيران لسوريا وبنيتها التحتية، وتهريب الأسلحة إلى حزب الله.
كما أفادت التقارير بأن الغارة استهدفت شحنات أسلحة إيرانية متطورة نقلها الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا في طائرات مدنية.
أفادت تقارير سورية أنه تم في الهجوم قصف المدرج الشمالي وأضواء الملاحة على المدرج وبرج الاتصالات وصالات الركاب وثلاث حظائر ومخازن، وأظهرت الصور التي نشرها الإعلام السوري الدمار الهائل الذي لحق بهذه القاعات التي تستخدم أيضاً لتخزين موقت للأسلحة القادمة من إيران.
حسب التقارير الأخيرة من دمشق، أطلقت إسرائيل صلية صواريخ موجهة من هضبة الجولان، الأمر الذي أدى إلى إصابة مواطن سوري، وبحسب مصادر أُخرى أصيب أكثر من مواطن سوري إلى جانب عسكريين إيرانيين، بالإضافة إلى الأضرار في الأملاك.
ردود الفعل
لم توجه سوريا اتهاماً مباشراً في البداية إلى إسرائيل، إذ صرحت أن تعليق الرحلات الجوية إلى مطار دمشق الدولي لأسباب فنية، لكن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت أن الهجوم المنسوب إلى إسرائيل أدى إلى الإغلاق الكامل للمسارات المدنية والعسكرية، لاحقاً اتهم الرئيس السوري بشار الأسد إسرائيل بشكل مباشر، في مقابلة تليفزيونية مع قناة روسيا اليوم.
فيما حذرت إسرائيل لاحقاً الرئيس السوري بشار الأسد من أن أحد قصوره سيصبح هدفا لقوات الجيش الإسرائيلي في غارته القادمة على سوريا، إذا استمر في السماح لمحاولات إيران نقل أسلحة عالية الجودة إلى بلاده.
من جانبها، قدمت روسيا قدمت اعتراضا شديد اللهجة للقيادة الإسرائيلية في أعقاب تعطيل المطار، وهددت بتغيير قواعد اللعبة في سوريا، والتخلي عن أسس الاتفاق بين البلدين بشأن العمل في الأجواء السورية. كما أصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانا استنكرت فيه ضرب المدرجات المدنية وطالبت إسرائيل بالكف عن هذه التصرفات.
تداعيات الهجوم
حتى اللحظة، من غير الواضع كم من الوقت سيُغلق المطار المدني في دمشق، وكم سيحتاجون من الوقت للترميم.
إذ أعلنت وزارة المواصلات السورية السبت الماضي، أنه لا يوجد تاريخ محدد لعودة الطيران إلى دمشق، وأن الأضرار الكبيرة تحتاج إلى وقت أطول لترميمها. وقد تم التقاط صور من الأقمار الصناعية تدلّل على حجم الضرر، من ناحية أخرى فإن الهجمات كما يبدو ستزيد التوتر (القائم فعلاً) بين الجانبين الإسرائيلي والروسي، وسيسبب نوعاً من تغيير قواعد اللعب بما يتضمنه من إمكانية تغيير السياسة الروسية في سوريا حيال الهجمات الإسرائيلية والتي كانت تسمح بها لمدى محدود استناداً على تنسيق مسبق بينهما.
أهداف إسرائيلية
أفادت القناة الإسرائيلية N12 أن الجهاز الأمني الإسرائيلي رصد أنه خلال الفترة الأخيرة ضاعف الإيرانيون جهودهم لإدخال أسلحة "تكسر التعادل" في سوريا، مخصصة لمشروع الصواريخ الدقيقة عبر الخطوط الجوية المدنية، وذلك في إثر سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل وتمكنت بواسطتها من الحد بشكل كبير من قدرة إيران على نقل شحنات الأسلحة إلى سورية براً أو بحراً.
الحديث يدور بشكل أساسي عن أنظمة تتيح تحويل الصواريخ الدقيقة، وبحسب تقارير أجنبية قالت إن إسرائيل هاجمت جميع هذه المواقع التي يحاول الايرانيون داخلها العمل على التقدم بمشروع الصواريخ الدقيقة- 15 مرة فقط خلال الشهر الأخير.
وقال التقرير إنه عندما رصدوا في إسرائيل بأن هذه الهجمات لم تحقق الهدف المطلوب، اتخذ قرار بتصعيد الهجمات- ومهاجمة مطار دمشق الدولي- وبحسب التقديرات تم وقف تهريب 70% من الوسائل القتالية الايرانية فقط، وهناك أمر مفهوم أنه أيضا دخول 30% من شحنات الأسلحة يشكل خطرا على إسرائيل حسب التقرير.
أما الهدف الرئيسي لهذه الهجمات فكان تمرير رسالة لإيران وسوريا، بأن تل أبيب على استعداد أن توقف التغلغل الإيراني بأي ثمن حتى لو بضرب مطار دمشق.