استطلاع يكشف انفتاح الأفغان على قيم مخالفة لطالبان ما يهدد احتفاظها بالسلطة
توصل استطلاع رأي نشرته دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية عن خريطة الرأي العام في أفغانستان انفتاح المواطنين على قيم مخالفة لطالبان ما يهدد احتفاظها بالسلطة.
ونشرت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية المتخصصة في الشئون الآسيوية خلاصة الاستطلاع الذي أجرته "منظمة البحث والتحليل الاجتماعي" للباحثة مريم باريالاي، حول خريطة الرأي العام في أفغانستان بشأن نظام الحكم والأمن والمرأة والإعلام.
تقول الباحثة مريم باريالاي في تقرير نشرته دورية "ذا ديبلومات" إن الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية أقل وضوحًا ما كان متصورًا وأن الآراء الأفغانية حول مكانة المرأة في المجتمع أكثر تقدمية ما هو معروف في كثير من الأحيان.
وأرجعت باريالاي تقارب الآراء بين الريف والمدن في البلاد إلى ارتفاع مشتركي الهاتف المحمول إلى 23 مليون، وسط تغلغل قطاع الاتصالات وشبكة الألياف الضوئية على نطاق واسع، فضلاً عن النمو في عدد القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية، التي تم تمكينها إلى حد كبير من قبل الغرب وغيرها من الجهات المانحة، حيث تقلصت الفجوة بين سكان الريف والحضر من حيث الإدراك والتفكير وتقييم الأحداث.
وأشارت إلى أن ما حدث من انفتاح الآراء في المدن الكبرى مثل كابول أو هرات، سواء كان ذلك في الأزياء والموسيقى أو الفكر والنقد السياسي، يمكن تكراره في الوقت الفعلي في البلدات والقرى الصغيرة، حيث تتوافر معلومات عن الفظائع والتمييز المنهجي من جانب طالبان، وهذا أمر غير مسبوق بالنسبة لأفغانستان.
واعتبرت أنه من الأهمية بمكان -وفق الاستطلاع- ألا يقع صانعو السياسات وأصحاب المصلحة الإقليميون في افتراض أن المناطق الريفية في أفغانستان (73.9 في المائة من السكان) تستمر بطريقة ما في دعم القوى المتطرفة، بينما يظل سكان الحضر (26.1 في المائة من إجمالي السكان) هم دعاة النزعة الحديثة والتقدمية.
سلطت الضوء على انخفاض الدعم الشعبي لرئيس أفغانستان السابق أشرف غني والذي انخفض بين عامي 2020 و 2021 من 71 في المائة إلى 46.9 في المائة بسبب تدهور الوضع الأمني إلى جانب الفساد المستشري، وسط تبديد المساعدات الدولية.
وأكدت باريالاي أن سياسات طالبان فيما يتعلق بالمرأة تعد واحدة من أصعب النقاط العالقة عندما يتعلق الأمر بالمشاركة الدولية، ومن المثير للاهتمام أنه بينما وجد الاستطلاع دعمًا شعبياً للفصل بين الجنسين في التعليم العالي، فإنه يكشف أيضًا عن تقدير لدور المرأة ووجودها في مجالي السياسة وقوات الأمن.
واعتبرت أن الفجوة الواسعة بين مبادئ وقيم طالبان والغالبية العظمى من سكان أفغانستان، سواء في المناطق الريفية أو الحضرية أمراً محورياً حيث يُظهر تاريخ أفغانستان مرارًا وتكرارًا أنه عندما تنحرف الطبقة الحاكمة في مبادئها ومعاييرها وقيمها عن الغالبية العظمى من السكان، فإن الشعب في النهاية ينهض ضدها ويضمن سقوطها، وأن هذا أمر حدث عدة مرات في القرن العشرين، والنتيجة صراعات مستمرة وموت الأبرياء وعدم استقرار وفرص قليلة بعيدة عن التطور، كما يجد المرء ارتباطًا بين نوع المبادئ التي تحكم مركز السلطة في كابول ومدة كل نظام جاء ورحل في أفغانستان.