بعد كورونا وجدري القرود وحمى لاسا.. الجائحة ”X” تثير الرعب في بريطانيا
لم يهدأ العالم من من الحديث عن جائحة كورونا وفيروس جدري القرود الذي بدأ يتفشى في بعض الدول الأوروبية، وإلا وأن حذر خبراء في بريطانيا من احتمال ظهور جائحة جديدة رمزوا إليهم بالحرف "X"، داعين إلى تعزيز الاستعدادات لمواجهة هذه الإمكانية.
وبعد العثور على بقايا فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف في مناطق متفرقة في العاصمة البريطانية للمرة الأولى منذ 40 عاما، حذر خبير في الأمراض من احتمال حدوث شيء في الأفق، وفق صحيفة "تلجراف".
حمى لاسا
وخلال الأشهر الماضية، اكتشفت سلسلة من إنفلونزا الطيور ينتشر بين البشر في يناير الماضي، وعادت في فبراير العام الجاري عدوى حمى لاسا، التي تنتج عن ملامسة الأغذية والأدوات المنزلية الملوثة ببرازها، وكانت هذه العدوى منتشرة في بريطانيا عام 2009.
وفي مارس، اكتشفت حمى القرم الكونغو النزفية في بريطانيا بعدما حملتها امرأة عادة من آسيا الوسطى.
ويضاف إلى هذه الفيروسات، جدري القرود الذي ظهر في مايو الماضي، حيث سجلت عشرات الإصابات من هذا الفيروس في البلاد.
وقبلها، كان فيروس كورونا قد اجتاح بريطانيا، كما بقية دول العالم، وقتل نحو أكثر من 180 ألفا.
وقال الأكاديمي في جامعة إيست أنجليا، بول هانتر، لصحيفة التلجراف: "من المحتمل أن يكون الأشخاص الذين ينتقلون من هذا البلد إلى بلدان أخرى ويعودون هم المحرك الأكبر لنقل هذه الأمراض".
وأضاف هانتر: "نحن بحاجة إلى الانتباه، لتعزيز الاستعدادات، والحفاظ على أنظمة المراقبة لدينا، لأن كوفيد-19 لم يكن خطيرا كما بدا في الخطط الكبيرة".
وتابع: "عندما يتعلق الأمر بالمرض، فنحن لسنا جزيرة وسيكون من الخطأ اعتبار أنفسنا كذلك".
وفي ضوء تفشي الفيروسات الحالية، حذر عالم الأوبئة، مارك وولهاوس: "هناك اسم لما نراه في الوقت الحالي في المملكة المتحدة وفي أي مكان آخر، وهو chatter".
وقال إن الاسم يستخدم في مكافحة الإرهاب لوصف الأحداث الصغيرة التي تشير إلى أحداث أخرى أكبر أهمية تلوح في الأفق، وهذا ينطبق على طريقة الأمراض المعدية.
الطاعون الأسود
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت، العام الماضي، من احتمال، ظهور جائحة جديدة على غرار الطاعون الأسود، الفيروس الذي انتشر في القرن الرابع عشر وأودى بحياة 75 مليونا.
شلل الأطفال
وقبل أيام أعلنت وكالة الصحة العامة البريطانية (UKHSA) حالة الطوارئ الوطنية بعد العثور على فيروس شلل الأطفال في مجاري لندن.
ويقول التقرير أنه تم اكتشاف العديد من فيروسات شلل الأطفال المترابطة بين فبراير ومايو، في محطة معالجة مياه الصرف الصحي في ضاحية بيكتون في لندن. وقد تمت الإشارة إلى آثار الفيروس هذه باسم فيروس شلل الأطفال "اللقاحي" من النوع 2 (VDPV2).
ونقلت "سكاي نيوز" عن عالمة الأوبئة بالوكالة فانيسا صليبا قولها: "فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح يمكن أن ينتشر، خاصة في المناطق التي تقل فيها معدلات التطعيم. وفي حالات نادرة، يمكن أن يسبب شللا لدى الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم بالكامل".
وكما أشارت القناة، يمكن أن يصل الفيروس إلى المجاري من شخص تم تطعيمه مؤخرا ضد شلل الأطفال في بلد لم يتم فيه القضاء على هذا المرض بعد، على سبيل المثال، في باكستان أو أفغانستان أو نيجيريا.
وقال التقرير إنه إذا تم اكتشاف المزيد من عينات هذا الفيروس في المستقبل، فقد يتم الإعلان عن المستوى التالي من الطوارئ، حيث سيتم تلقيح مجموعات معينة من الأشخاص وسيتم جمع الاختبارات من المناطق التي تم العثور فيها على فيروس شلل الأطفال.
وهذه هي الحالة الثانية من فيروس شلل الأطفال التي يتم اكتشافها في المملكة المتحدة في الأشهر الماضية، وآخر حالة تم الإبلاغ عنها في عام 1984.
وشلل الأطفال هو شلل في العمود الفقري، وهو مرض معدي حاد ينجم عن تلف المادة الرمادية في الحبل الشوكي بفعل فيروس شلل الأطفال، ويتميز بشكل أساسي بأمراض الجهاز العصبي.
ولا يوجد حاليا علاج لشلل الأطفال، ولكن يمكن الوقاية من المرض من خلال التطعيم.