فتحى ندا الخبير الاقتصادى والمالى يكتب.. أزمة غذاء الأخلاق
الأخلاق مثلها مثل الشجرة تبدأ بالبذرة فى تربة خصبة ثم تروى ويتم رعايتها وتغذيتها بالاسمدة ووقايتها بالمبيدات وخلافه حتى تستمر مورقة وتظلل اهلها، قد يحدث أن يتعذر توفير المياه او السماد او تتغير الأحوال الجوية مما يؤثر على بقاء الشجرة على حالها او وفرة ظلها او ربما على حياتها وبقائها تماما،
أزمة جائحة كورونا ثم أزمة الحرب الروسية الأوكرانية قد نتج عنهما مايهدد بفناء مابقى من الأخلاق والمبادئ الإنسانية خصوصا فى المجتمعات المسلمة وبخاصة الفقيرة منها، ففى ظل نقص الموارد وتعطل سلاسل الامداد وارتفاع معدلات التضخم وارتفاع معدلات البطالة مما ينذر بدخول أغلب اقتصادات الدول الكبرى فى ركود تضخمي والذى اذا استمر قد يؤدى الى كساد عالمي، فأثناء تلك المراحل الاقتصادية والتى بدأت بالفعل توجد خشية حقيقية من التأثير السلبى على الأخلاق العامة والمبادئ الإنسانية التى غالبا ما يعصف بها مركب الفقر والبطالة والجهل ناهيك عن شبح الجوع الذى بدأ يخيم على بعض الأسر والشعوب،
يُذكر أنه فى عهد عمر بن الخطاب أمر هو بتعطيل حد السرقة عندما حدثت المجاعة فى عهده رضى الله عنه،
ما نخشاه أن تتعطل كل الحدود التى تفرضها الاخلاق والمبادئ الإنسانية نتيجة الازمتين اللتان نصارع آثارهما الاقتصادية والانسانية.
فى ظل هذه الظروف يجب ان يتطلع أهل الذكر من كافة التخصصات الدينية و العلمية والانسانية بدورهم فى التوعية المجتمعية وتحصين الأفراد والشعوب ودعمهم فى مواجهة آثار تلك النوائب عل وعسى أن يكون اتطلاع أهل الذكر بدورهم بمثابة الماء والغذاء لشجرة الاخلاق.
كاتب المقال الخبير الاقتصادى والمالى فتحي ندا