مسئول أممي: العالم يسلك طريقا خطيرا سيلحق الضرر بالأجيال القادمة إذا لم نتحرك
قال رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة كولين فيكسين كيلابيل إن العالم يواجه استمرار اللامساواة في الحصول على اللقاحات، وارتفاع التضخم، واضطرابات كبيرة في سلسلة الإمداد، وحالات عدم اليقين، مؤكدا أن العالم "يسلك طريقا خطيرا سيلحق الضرر بالأجيال القادمة إذا لم نتحرك.. مازال بمقدورنا عكس الاتجاه".
جاء هذا في بيان وزعه المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة قبيل انطلاق منتدى الأمم المتحدة السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة، اليوم، والذي يستمر حتى 15 يوليو الجاري؛ لرسم الطريق الأفضل للمضي قدمًا من أجل إعادة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة إلى مساره الصحيح، في خضم التحديات التي يواجهها العالم بسبب التوترات الجيوسياسية، جائحة كوفيد 19 المستمرة، وأزمة المناخ المتزايدة والفقر المتفاقم، والذي سينعقد تحت إشراف المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
وشدد البيان على أن هناك حاجة إلى بذل جهود إنقاذ واتخاذ إجراءات جماعية عاجلة لتغيير المسار بسرعة ووضع العالم على المسار الصحيح نحو مستقبل مستدام يحكمه التزام متجدد بتعددية الأطراف والتعاون الدولي لا سيما وأن الأشد فقرا هم الأكثر تضررا.
ويجتمع الآلاف من المشاركين، بما في ذلك رؤساء الدول، وأكثر من 100 وزير، وقادة وممثلي منظومة الأمم المتحدة، وقطاع الأعمال والمجتمع المدني للاستجابة لآثار الوباء المستمر والحرب في أوكرانيا، بما في ذلك التضخم الاقتصادي العالمي وارتفاع مستويات اللامساواة والأزمات المترابطة بشكل وثيق في مجال الأمن الغذائي وإمدادات الطاقة والتمويل، كما تناقش الدول الأعضاء الإجراءات التي يجب اتخاذها لإعادة البناء بشكل أفضل لضمان التنفيذ السريع لخطة عام 2030 خلال عقد العمل من أجل التنمية المستدامة.
ويستعرض المنتدى هذا العام بتعمق الهدف 4 الخاص بالتعليم، والهدف 5 الخاص بالمساواة بين الجنسين، والهدف 14 الخاص بالحياة تحت الماء، والهدف 15 الخاص بالحياة في البر وكذلك الهدف 17 الخاص بعقد الشراكات لتحقيق الأهداف، والذي يتم النظر فيه كل عام.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في ملاحظاته في الإحاطة الثانية الأخيرة لمجموعة الاستجابة للأزمات العالمية: "نحتاج إلى إتاحة الموارد على الفور لمساعدة البلدان والمجتمعات الأشد فقرا"، داعيا النظام المالي العالمي إلى التعرف على الفرص المتاحة في التكنولوجيا الجديدة والطاقة المتجددة و"تجاوز أوجه القصور فيها واستخدام جميع الأدوات المتاحة، بمرونة وتفهم، لتقديم الدعم للبلدان والأفراد المعرضين للخطر".
وأفاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ليو زنمين بأن: "التأكيد على الحاجة الملحة للتضامن الدولي والتعاون متعدد الأطراف لا يتم بشكل كافٍ.. نحن بحاجة إلى تعجيل العمل لدفع التغيير التحويلي.. ويجب أن نظل ملتزمين بالمسار الذي يركز على الناس ويركز على الكوكب من أجل تحقيق الازدهار الذي حددناه في خطة عام 2030. لا يمكن أن يحدث هذا إلا إذا عملنا جميعًا معًا".
وتستعرض 44 دولة متقدمة ونامية تجاربها الوطنية الطوعية للتنفيذ الوطني لأهداف التنمية المستدامة، كما يشهد المنتدى الإطلاق الرسمي لتقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2022، والذي يقدم لمحة عامة عن التقدم المحرز نحو أهداف التنمية المستدامة بناءً على أحدث البيانات، ومن المتوقع أن يوضح تقرير عام 2022 الآثار المدمرة للأزمات العالمية المتعددة والمترابطة مثل جائحة كوفيد-19 وأزمة المناخ والصراعات في أوكرانيا وأماكن أخرى على أهداف التنمية المستدامة.
ويتم تنظيم سلسلة من الأحداث الخاصة بالتزامن مع المنتدى السياسي الرفيع المستوى، بالتعاون مع مختلف الشركاء، بهدف حشد أصحاب المصلحة الأكثر انخراطًا أو تأثرًا بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، كما سيتخلله ما يقرب من 350 حدثاً جانبيًا يضم الدول ومنظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني، وسيوفر أكثر من 15 مختبرًا للاستعراضات الوطنية الطوعية منصة غير رسمية لتبادل الخبرات والتفكير في عملية الاستعراض الوطني الطوعي.
ومن المقرر أن ينتهي المنتدى باعتماد إعلان وزاري، بالإضافة إلى انطلاق الاستعدادات لمؤتمر القمة المعني بأهداف التنمية المستدامة المقرر عقده في عام 2023.
يشار إلى أن المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة هو المنتدى العالمي المركزي لتوفير القيادة السياسية والتوجيه والتوصيات بشأن تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، والتي تم اعتمادها بالإجماع من قبل قادة العالم في سبتمبر 2015، كما يوفر المنتدى فرصة للدول والمجتمع المدني والشركات لتسليط الضوء على الجهود التي يبذلونها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمشاركة في التعلم المتبادل من خلال تبادل الأفكار وأفضل الممارسات.