«الصحة العالمية» تحذر من تزايد انتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان في إفريقيا
قفزت نسبة الأمراض المنقولة من الحيوانات إلى البشر في أفريقيا بحوالي 63 في المائة في العقد الماضي، مقارنة بفترة السنوات العشر السابقة، وفقا لتحليل لمنظمة الصحة العالمية صدر يوم الخميس.
وقالت ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، للصحفيين في إحاطة إعلامية إن "أكثر من 75 في المائة من الأمراض المعدية الناشئة ناتجة عن مسببات الأمراض المشتركة مع الحيوانات البرية أو الأليفة، فهى تمثل عبئا كبيرا من الأمراض، مما يؤدي إلى حوالي مليار مريض وملايين الوفيات على مستوى العالم كل عام".
وجد التحليل أنه منذ عام 2001، تم تسجيل 1،843 حالة صحية عامة مثبتة في المنطقة الأفريقية - 30 في المائة منها كانت حالات تفشي حيوانية المصدر، كما هو معروف بانتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان.
وأشار إلي إنه بينما زادت الأرقام على مدار العقدين الماضيين، شهد عاما 2019 و 2020 ارتفاعا خاصا، حيث شكلت مسببات الأمراض حيوانية المصدر نصف جميع أحداث الصحة العامة.
وأوضح إنه علاوة على ذلك، فإن الإيبولا وأي حمى مماثلة تؤدي إلى فقدان الدم من الأوعية التالفة (النزفية) تشكل ما يقرب من 70 في المائة من هذه الفاشيات، بما في ذلك جدري القردة وحمى الضنك والجمرة الخبيثة والطاعون.
ولفت إلي إنه على الرغم من حدوث زيادة في مرض جدري القردة منذ أبريل، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، إلا أن الأرقام لا تزال أقل من ذروة عام 2020، عندما سجلت المنطقة أعلى حالاتها الشهرية على الإطلاق.
بعد الانخفاض المفاجئ في عام 2021، تم تسجيل 203 حالات مؤكدة من جدري القردة في المنطقة منذ بداية العام، حيث انتشر المرض الحيواني في جميع أنحاء العالم إلى العديد من البلدان حيث لم يكن متوطنا.
تشير البيانات المتاحة عن 175 حالة من الحالات هذا العام في أفريقيا، إلى أن أكثر من نصف المرضى بقليل، كانوا رجالا في سن 17 عاما.
قالت الدكتورة مويتي: "لا يمكن السماح لإفريقيا بأن تصبح بؤرة ساخنة للأمراض المعدية الناشئة."
ولفتت إنه من المحتمل أن يكون التحضر المتزايد، الذي يتعدى على الموائل الطبيعية، مسؤولاً عن هذه الزيادة في انتشار الأمراض من الحيوان إلى الإنسان، إلى جانب الطلب المتزايد على الغذاء، مما أدى إلى تسريع بناء الطرق والسكك الحديدية والجوية من المناطق النائية إلى المناطق المبنية.
وأوضحت الدكتورة مويتي أن "تفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا دليل على العدد المدمر للحالات والوفيات التي يمكن أن تنتج عند وصول الأمراض الحيوانية المنشأ إلى مدننا".
ووفقا للمسؤولة في منظمة الصحة العالمية، تحتاج أفريقيا إلى "استجابة متعددة القطاعات"، تضم خبراء في الصحة البشرية والحيوانية والبيئية، وتعمل بالتعاون مع المجتمعات المحلية.
وأضافت: "لا تقل أهمية عن آليات المراقبة الموثوقة وقدرات الاستجابة، للكشف السريع عن مسببات الأمراض والقيام باستجابات قوية لقمع أي انتشار محتمل".
منذ عام 2008، عملت منظمة الصحة العالمية مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان للتصدي لتفشي الأمراض الحيوانية المنشأ في جميع أنحاء القارة.