الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب.. قمة بين الأستاذ والتلميذ..!
قمة اليوم بين قطبي الكرة المصرية لها مذاق خاص فهي تجمع بين أفضل ناديين في مصر بالموروث التاريخي الكبير الضارب بجذوره في عمق التاريخ، والإنجازات على كافة الأصعدة والشعبية التي تجتاز الحدود والفواصل وتصل لمختلف قارات العالم.
وفي عز المحن والأزمات السياسية والوطنية التي مرت بالوطن، بقى عطر الكرة المصرية ممثلا في القطبين شعاعاً يمنح القوة والعزيمة لعشاق ومحبي الناديين للقريب والبعيد ،داخل البلاد وخارجها ،مجتازًا كل الحواجز والمسافات مستنهضًا العزيمة ويبث الثقة والأمل في غدِ أفضل لبوابات أخرى سياسية واجتماعية بفعل سحر وأداء الفريقين على المستطيل الأخضر الذي كان ومازال- رغم بعض التحفظ- يخطف القلوب والأبصار.
وقمة اليوم قد تكون ضغوطها أكبر على الأهلي نظرا للكبوات المتتالية لفريق الكرة وخسارته بطولة دوري الأبطال الأفريقي في نهاية مايو الماضي أمام الوداد المغربي ،وضياع حلم كبير من بين أقدام لاعبيه كانت جماهيره تمنى النفس لتحقيقه، والتفريط في فرصة ذهبية كان اقتناصها قريب المنال والفوز بالكأس للمرة الثالثة على التوالي والاحتفاظ بها للأبد.
والأهلي تعرض لهزات في الدوري ،وخسر في مفاجأة أمام بيراميدز وغرد الأبيض بعيدًا بقمته التي يعتليها رافضًا التخلي عنها منذ فترة طويلة.
في وقت يعيش الزمالك أفضل فتراته من حيث الاستقرار الإداري والفني والمالي بعد أن وفرت الإدارة الأجواء للجهاز واللاعبين، وبقت يدها مغلولة في تدعيم صفوف الفريق في فترتي انتقال متتاليتين رغم الحاجة الملحة لترميم كل مركز.!
وهي محنة تؤرق أي فريق وتجذبه للتراجع، لولا الروح القتالية التي زرعها البرتغالي فيريرا وجهازه المعاون والمشرف على الفريق أمير مرتضى، ومسؤولية العناصر الشابة من لاعبين أكفاء " صغار السن" وكبار العقل والفكر وتنفيذهم التعليمات دون تعالِ بعد أن كانت الجماهيرالبيضاء - في بداية الموسم - تضع يدها على قلبها خوفا من احتلال مركز متأخر يبتعد عن المنافسة .
هذه العوامل قد تكون حافزًا للأبيض لتعميق جراح المنافس التقليدي وشرب "نخْب" الفرحة من كأس غالية تمنح الفريق دفعة معنوية في مشوار الدوري والاحتفاظ بالدرع للعام الثاني على التوالي، أو تحفز الأحمر لتقليل الفجوة والتمرد على مرارة الضربات الأخيرة.!
هذه المعطيات قد تشعل موقعة اليوم ويزيدها اشتعالا المدربان البرتغاليان، فهي مواجهة نارية خارج الخطوط ليس فقط لانتماء الإثنين لمدرسة واحدة "برتغالية "كسبت ثقة العالم الكروي وفرضت إسمها على مختلف الأصعدة وإنما لفكر الإثنين .
فيريرا الثعلب المخضرم أقنع كل متابعيه في المباريات الأخيرة بأنه قادرعلى قلب موازين القوى مهما كان حجم الأوراق التي بين يديه ، وسواريش لم يحقق أي بطولة كلاعب أو مدرب ويتحسس إثبات الذات والمجد في الأهلي ، واليوم فاصل في تاريخه فرغم نشوة الفوز الكبير على فيوتشر بالأربعة سقط سريعًا أمام بيراميدز وقد تلقى هذه الخسارة بظلالها على لقاء اليوم سلبًا أو إيجابًا.
فهل يتفوق الأستاذ " المخضرم" على التلميذ الباحث عن النجاح، أم يرفض" سواريش الواقع ويقلب" الطاولة"ويحقق أول بطولة في تاريخه.؟!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ