الركاب في مطارات أوروبا يواجهون رحلات فوضوية بسبب تعطل الأنظمة ونقص الموظفين
رصدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت بودار أزمة جديدة ظهرت في العديد من المطارات الأوروبية؛ حيث واجه الركاب في الأسابيع الأخيرة فوضى في إلغاء وتأخير الرحلات وتعطلها بالتزامن مع موسم العطلات الصيفية.
وقالت الصحيفة (في مستهل تقرير لها نشرته عبر موقعها الرسمي في هذا الشأن) إن ملايين الركاب في أوروبا يعانون حاليًا من إجازة صيفية فوضوية؛ حيث اجتاحت عمليات إلغاء الرحلات وتعطلها معظم أنحاء أوروبا.
واعتبرت أن سبب هذه المشاكل ينبع من النقص المزمن في الموظفين داخل العديد من أجزاء صناعة الطيران، بما في ذلك شركات الطيران والمطارات وشركات المناولة الأرضية، والتي يتم التعاقد معها من الباطن لتقديم الخدمات بما في ذلك تسجيل الوصول ومناولة الأمتعة. ومع رفع قيود السفر المرتبطة بمكافحة جائحة كورونا وتخطيط العديد من المواطنين للقيام برحلاتهم الأولى في غضون عامين، انتعش الطلب بشكل أسرع فاق قدرات الصناعة في تعيين موظفين جدد.
وأضافت الصحيفة: أن كثرة الإضرابات الصناعية التي تعاني منها أوروبا حاليًا تسبب في زيادة المشاكل، بما في ذلك إضراب للطيارين العاملين في شركة الخطوط الجوية الاسكندنافية " اس ايه اس"ما دفع الشركة إلى إعلان إفلاسها هذا الشهر.
تعليقًا على ذلك، قال أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية - في تصريحات خاصة للصحيفة:" هناك مشاكل عبر المطارات في أوروبا ونحن نواجه نفس المشاكل في فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا، حتى أصبح الأمر مشابه للوباء".
وعانى الركاب أيضًا من تأخيرات غير مبررة وقوائم انتظار وفقدان أمتعة لأن الصناعة لم تكن قادرة على التعامل مع العدد الهائل من الركاب، بحسب قول الصحيفة، التي استشهدت في ذلك بقصة نيكولاس سيريميس، الذي أمضى 12 ساعة داخل مطار "سخيبول" بأمستردام هذا الأسبوع، بما في ذلك ساعتان ونصف الساعة في طوابير "طويلة بجنون"، بعد إلغاء رحلته على متن طائرة تابعة لشركة "إيزي جيت" البريطانية بسبب تلف مدرج مطار لندن لوتون نتيجة لارتفاع درجات الحرارة.
وأبرزت "فاينانشيال تايمز" أيضا أن شركات الطيران والمطارات الأمريكية عانت أيضًا من موجات الاضطراب على مدار العام الماضي، لكن أوروبا كان لها نصيب الأسد في مشاكل اضطراب السفر هذا الصيف. وحتى عندما لا تتعطل العمليات، فقد أصبح الانتظار لساعات طويلة للتنقل عبر المطارات الأوروبية أمرًا شائعًا.
ويوم أمس الجمعة، انتشرت طوابير طويلة خارج مطار "مانشستر" وعبر موقف السيارات، حيث عبر الركاب الذين ينتظرون المغادرة عن غضبهم إزاء "الفوضى المنظمة" بالإضافة إلى الدهشة من الوقوف في الخارج تحت المطر!. فيما أجبرت مطارات رئيسية، بما في ذلك لندن هيثرو وفرانكفورت، شركات الطيران على تقليص جداولها للحد من الاكتظاظ، وطلبت شركة النقل الهولندية KLM يوم أمس الأول من الركاب عدم محاولة تسجيل الأمتعة بعد تعطل أنظمة الأمتعة.
وتابعت الصحيفة: انه رغم تمكن الغالبية العظمى من الركاب في النهاية من الوصول إلى وجهتهم، إلا أن المطارات المزدحمة ذات العمليات المعقدة والمهلة الضئيلة لإعادة جدولة الرحلات المتأخرة عانت من بعض أكبر الاضطرابات. وكان مطار "بروكسل" هو الأسوأ في أوروبا من حيث التأخير، حيث تأخرت لديه 73 في المائة من الرحلات الجوية هذا الشهر، وفقًا لبيانات جمعتها شركة هوبر للحجز عبر الإنترنت. وكان مطار لندن هيثرو وشارل ديجول في باريس وفرانكفورت من بين أسوأ 10 مطارات؛ حيث تأخرت لديها أكثر من نصف الرحلات.
مع ذلك، كانت المطارات الأوروبية الأصغر أكثر مرونة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى البساطة النسبية لعملياتها، فكانت مطارات "غران كناريا" و "أليكانتي" و "مالقة" في إسبانيا من بين أفضل 10 مطارات أداءً؛ حيث سجلت نسبة تأخير بنسبة أقل من خمس عدد الرحلات.