«تطبيب ختان الإناث».. جريمة مخالفة لآداب وأخلاقيات وقواعد مهنة الطب بدون فائدة وأضرارها كثيرة
تحتل مصر المرتبة الأولى عالميا في ظاهرة "تطبيب ختان الإناث"، وذلك بنسبة 82 %، ويرجع ذلك لآخر مسح سكاني في مصر "DHS 2014".
وتأتي ظاهرة "تطبيب الختان"، كما عرفتها منظمة الصحة العالمية، هي ممارسة بتر أو تشويه الأعضاء التناسلية للإناث على يد مقدمي الرعاية الصحية بكل فئاتهم، سواء في العيادات العامة أو الخاصة أو في المنزل أو في أي مكان آخر.
في غضون ذلك، يري الدكتور عمرو حسن، أستاذ مساعد النساء والتوليد بقصر العيني، ومقرر المجلس القومي للسكان السابق، أن "ختان الإناث" جريمة، فهي مخالفة لآداب وأخلاقيات وقواعد مهنة الطب المعروفة والمتفق عليها.
وتابع الدكتور عمرو اعتبرت منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي لأطباء النساء والتوليد الأطباء الذين يمارسون "الختان" مخالفين لآداب وأخلاقيات مهنة الطب.
وقال: "لم يستطع أي باحث أن يثبت أن هناك ضرورة أو فائدة صحية لإجراء ختان الإناث، أي أنه تعذيب بلا فائدة ويحمل بكل أنواعه أضرارًا كثيرة.. ولا توجد في أي مرجع طبي معترف به جراحة تسمى ختان الإناث".
وأكد أنه لا يوجد على الإطلاق أي احتياج لعملية ختان الإناث، وأن الدعوة للقيام بفحص الفتاة بواسطة طبيب لمعرفة ما إذا كانت تحتاج إلى ختان الإناث أم لا هي دعوة خاطئة، تفتقد إلى المصداقية، وإذا كان بعض الناس يحتجون بوجود بعض الأمراض التي تؤدي إلى كبر هذه الأعضاء والاحتياج إلى جراحة فهو خطأ جسيم، فمثل هذه الأشياء هي أمراض نادرة الحدوث لها أعراض أخرى تظهر في سن الطفولة وتشخص مبكرًا، ويتم العلاج عن طريق الأدوية والتدخل الطبي.
وقال: إننا في حرب إعادة تشكيل وعى المواطن المصري، فالمعتقدات والموروثات الثقافية تؤثر بشكل قوى فى استمرار ممارسة جريمة الختان، سواء من جانب الأمهات أو مقدمي الخدمة، وتسهم بشكل رئيسي فى تطبيب الختان، وهناك اعتقاد خاطئ لدى معظم الأمهات بأن هناك حالات تحتاج للختان وأخرى لا تحتاج، وأن الفيصل - من وجهة نظرهن الخاطئة - هو اللجوء إلى الطبيب لتحديد ذلك، وهذا ما نحذر منه، ونقوم على توعية الأمهات ونؤكد عليه، بأنه لا يوجد لختان الإناث أي فوائد صحية على الإطلاق، بل على العكس فإنه يحمل، بكل أنواعه، أضراراً كثيرة،
ودعا الزملاء الأطباء إلى عدم الخضوع لرغبة الآباء أو الأمهات فى إجراء جريمة الختان، والالتزام بالأخلاقيات الطبية، وعدم القيام بمثل هذه الجريمة لما لها من أضرار على المدى القريب والبعيد وكونها مجرّمة طبياً وقانونياً، فالفتاة الصغيرة غير مدركة فى هذه السن لخطورة إجراء قد يؤثر على حياتها المستقبلية كلها.
وتابع: هناك مسئولية نفسية وأخلاقية وقانونية على عاتق من يوافق على هذا الفعل وهو مسئول عن طفلة قاصر، وعلى الطبيب أن يقدم المشورة الصحيحة لأهل الفتاة، وأن يوضح لهم مساوئ ختان الإناث وأنه مجرّم وضد ميثاق شرف الأطباء.
يأتي ذلك في الوقت الذي نظم فيه الاتحاد الدولي لجمعيات طلاب الطب في مصر IFMSA، قمة مناهضة ختان الإناث، وذلك بالتعاون مع مؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة، منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وقام أعضاء من الاتحاد الدولي لجمعيات طلاب الطب في مصر بتقديم مسرح تفاعلي عن الختان، وذلك خلال "قمة مناهضة ختان الإناث".
وشارك في القمة ٢٠٠ طالب، من أعضاء في الاتحاد الدولي لجمعيات طلاب الطب في مصر من جميع المحافظات المصرية.
كما شاركت ريم الشربيني مدير برنامج حماية الطفل باليونيسيف، والدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب السابق، والدكتور عمرو حسن أستاذ مساعد النساء و التوليد بجامعة القاهرة ومقرر المجلس القومي للسكان السابق، ود. منة زهني رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات طلاب الطب في مصر، والدكتورة رندا فخر الدين، المدير التنفيذي للاتحاد النوعي لمناهضة الممارسات الضارة ضد المرأة والطفل وأمين صندوق مؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة، والدكتور مصطفى سليم أستاذ النساء والتوليد بقصر العيني، وخالد عمران، أمين الفتاوى بدار الإفتاء المصرية، والدكتور خالد أمين، عضو لجنة أداب المهنة في النقابة العامة للأطباء، والمستشار محمد سمير، المتحدث الرسمي ونائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، د.خالد العطيفي، استشاري النساء والتوليد والصحة الإنجابية، د. ياسمين مدكور، د. ريهام عواض، ومارينا سمير من ميسيرين منتدى النقاش في الحب ثقافة.