” فرينا” ....أول ممرضة مصرية صعيدية...علمت أوروبا النظافة
ولدت " فرينا" فى مدينة جراجوس، عام 280 م، بمركز قوص جنوب محافظة قنا فى صعيد مصر، وتسمى باللغة القبطية" الثمرة الطيبة"، وقد التحقت كممرضة فى الفريق الطبى بوحدة الجيش التابع للأمبراطور الرومانى " دقايانوس" الذى توجه لإخماد ثورة بلاد الغال فى جنوب فرنسا، وكانت تسمى " الكتيبة الطيبية" نسبة إلى مدينة طيبة بالاقصر، وكانت تتكون من 6600 جندى مسيحى، بقيادة ضابط يسمى " موريس" وعند وصولهم الحدود بين فرنسا وبليجيكا وسويسرا، وطلب منهم الأمبراطور " ماكسيميان هيركليوس" تقديم ذبائح شكر للألهة لنجاح مهمتهم، وعندما رفضوا تم قتلهم جميعا، فهربت " فيرينا" مع بقية الممرضات، وعندما وصلت " فيرينا" إلى جبال الألب السويسرية، اختبأت هى والممرضات فى أحد الكهوف، وبدأت فى خدمة السكان بالمنطقة مع المرضى والفقراء الذين كانوا يعانون من الجهل والمرض فى تلك الايام، وتتجه مهاراتها فى التمريض والعلاج بالأعشاب، ساعدت الفتيات فى العناية بالصحة الجسدية وعلمتهن كيفية الأغتسال كيفية الأغتسال، وتمشيط الشعر باستخدام" الفلاية" المصرية، حتى أطلقوا عليها " صاحبة الفلاية الفرعونية"، والقضاء على حشرات فى الشعر، وكيفية العلاج بالاعشاب، وكانت تقدم كل الخدمات مجانا، وعندما ذاع صيتها فى المنطقة أمر الحاكم الرومانى بسجنها، وعندما خرجت من السجن عادت إلى الكهف الذى عاشت فيه وبقية الممرضات لخدمة الأهالى الفقراء بسويسرا، وتعليمهم النظافة الشخصية والعلاج بالاعشاب، وظلت هكذا حتى وفاتها فى 14 سبتمبر أيلول 344م، عن عمر يناهز 64 عاما .
وفى عام 1986 زار مصر وفد من سويسرا حاملا جزءا من رفات القديسة " فيرينا" وتم وضعه فى كنسية وتم بناؤها عام 1994 تحمل أسم القديسة " فيرينا" داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية .
وفى عام 1989م، بدأت بأسمها خدمة الفقراء والمرضى تقليدا لدورها فى علاج المرضى ومساعدة الفقراء .
وفى أيلول عام 2012 تم إحضار باقى رفات القديسة فرينا من سويسرا، ومازالت الكنسية المصرية تحتفل بها كل عام فى الرابع من شهر توت الموافق 14 سبتمبر ايلول، كقديسة مصرية رفضت عبادة الأوثان ، وعلمت فتيات أوروبا النظافة الجسدية والشخصية، وسخرت حياتها لخدمة الفقراء والمرضى .
ويذكر أن سويسرا تحتفل سنويا بذكرى وفاة القديسة فيرينا الصعيدية المصرية اعترافا بفضلها ودورها فى تعليم النظافة الجسدية والتمريض، حيث تقام المعارض والحفلات الموسيقية منذ عام 1700، حيث بنيت باسمها أكثر من 70 كنيسة واقيمت لها التماثيل وهى تحمل مشطا وجرة ماء فى يديها، وفى ألمانيا بنيت لها اكثر من 30 كنسية وهى تحمل أسمها وأطلق عليها فى أوروبا " أم الرهبات"
وقال " يوسف بخيت"، أحد سكان جراجوس أننا نحتفل فى 28-29 نوفمبر و1 ديسمبر من كل عام بعيد القديسة " فيرينا" تبركا له واعترافا بفضلها .
وأشار " سمير فرح اسطانوس" أننا مازلنا نسير على نهج القديسة فيرينا فى النظافة والطهارة ولها كتب كثيرة تثبت ذلك وتدرس فى الكنسية .
ويضيف " ميشيل نصيف عبدالله، أننا مازلنا نستخدم الاعشاب الطبية التى كانت تستخدمها فى فيرينا فى العلاج، وايضا مازالت بعض سيدات جراجوس تستخدم " الفلاية" فى تمشيط الشعر ونحتفل بذكرها كل عام .