علماء الهند يشكرون الرئيس السيسى بعد تدريبهم بالأوقاف ويدعون لمصر بمزيد من التقدم
اختتمت وزارة الأوقاف، اليوم الإثنين، فعاليات دورة كبار علماء دولة الهند وعمداء كلياتها، وأساتذة جامعاتها، ورؤساء مؤسساتها الدينية والثقافية وعدد من الأئمة المصريين، والتي عقدت في الفترة من 16/ 7/ 2022م حتى 26/ 7/ 2022م بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر.
وفي كلمته أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن من إعجاز القرآن الكريم أنه لا شيء في الدنيا يعدل سماع القرآن الكريم ومعايشة معانيه، فكلما استمعت إليه وتأملت فيه ازدت حبًا له وشوقًا إليه وتمنيت أن لا تنقطع عن هذا السماع، لا سيما لمن فهم العربية وأدرك أسرارها، مؤكدًا أنه مهما تحدث المتحدثون فلا شيء أكثر تأثيرًا في النفس من سماع القرآن الكريم مهما كانت منزلة ومكانة وفصاحة وبيان المتحدث، فلا أعظم ولا أشرف ولا أجمل ولا أعذب ولا أبلغ ولا أكبر تأثيرًا في النفوس من كلام الله (عز وجل).
وأكد جمعة، أنه في هذا الصدد اعتنت وزارة الأوقاف عناية بالغة بالمقارئ القرآنية سواء مقارئ الأئمة أم مقارئ الجمهور، كما أطلقت الوزارة ما يسمى بالمقارئ النموذجية وهي التي يجتمع فيها نخبة من أعضاء المقارئ والحفظة المتقنين وأصحاب الصوت الحسن وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، كما أننا بصدد عقد مقارئ شهرية لكبار القراء، وستكون في السبت الأول من كل شهر وسنعمل على تسجيلها ونشرها على نطاق واسع.
كما أكد وزير الأوقاف، أهمية طلب العلم والاستزادة منه من مظانه، فالقرآن يؤخذ بالتلقي، وعن قوله سبحانه: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ"، أشار وزير الأوقاف أن البيع جانب من جوانب التجارة، فالتجارة بيع وشراء، لكن فائدة ذكر الخاص (البيع) بعد العام (التجارة) لحكمة وغاية ومقصد، وهي التعزيز والتأكيد، حيث إن التجارة بيع وشراء، والربح عند الشراء مظنون أو متوقع، وعند البيع متحقق، فمن ترك الربح المتيقن مرضاة لله سبحانه كان تركه للربح المظنون أكثر سهولة كان من الصعب عليه أن يقبل الحرام.
كما أشار إلى أنه بجانب الاهتمام والعناية بالقرآن الكريم، فقد اهتمت الوزارة بالابتهال والمبتهلين كأحد أهم الأمور التي يمكن أن تسهم في تعزيز الجانب الروحي والإيماني ولا سيما إذا انضبط المبتهل بالشرع، مؤكدًا أن هذه الدورات الهامة التي يتم عقدها لكل العاملين بالأوقاف من أئمة وواعظات وإداريين ولأشقائنا من مختلف دول العالم والتي تأتي هذه الدورة في نطاقها، تسهم في بنائهم العلمي والمهني وترسيخ أسس الوسطية في حياتهم، وأن العلماء من دولة الهند على الرغم من أنهم الأعلى دعويًّا في بلادهم إلا أنهم على يقين أن حياتهم العلمية بعد هذه الدورة ستكون غير حياتهم العلمية قبل هذه الدورة بما لمسوه في العلماء الكبار الذين حاضروا في هذه الدورة، حيث ستكون هذه الدورة نقطة تحول تاريخية في حياتهم العلمية والثقافية والدعوية، وهو ما أكد عليه كبار علماء الهند المشاركون في هذه الدورة بأكاديمية الأوقاف الدولية.
وتابع جمعة: "حيث تتوقف يسبقك الزمن ويسبقك الآخرون، والجانب الآخر بعد الانتهاء من فترة التدريب يجب أن تشرعوا في تعليم الناس ما تعلمتموه فترسيخ العلم بكثرة تعليمه للناس، ولذلك انطلقنا في هذا الطريق سواء بالدروس المنهجية أم بالبرامج الصيفية، وسنواصل عقد المزيد من هذه الدورات الدولية لنشر الفكر الوسطي المستنير في ربوع الدنيا".
وفي كلمتهم قدم علماء الهند الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على هذه الدورة المتميزة سائلين الله (عز وجل) أن ينعم على مصر بمزيد من الأمن والتقدم والازدهار، مقدمين جميعًا الشكر لمصر وأهلها على حسن احتضانهم خلال فترة الدورة بأكاديمية الأوقاف الدولية.
كما أكد علماء الهند، أن هذه الدورة مرحلة فاصلة في حياتهم وأنها ستضيئ مستقبلهم العلمي، وسيعملون على نشر إصدارات وزارة الأوقاف المصرية على أوسع نطاق وإدراجها في مناهجهم التعليمية، مؤكدين أن مصر لها مكانة عظيمة في نفوس المسلمين جميعًا، وأنها بلد طيب ذات حضارة عظيمة.
وفي ختام اللقاء، تم تكريم كبار علماء دولة الهند وعمداء كلياتها، وأساتذة جامعاتها، ورؤساء مؤسساتها الدينية والثقافية، كما تم تكريم الأئمة والواعظات المشاركين في بعثة الحج لهذا العام 1443هــ.