تشييع جثامين ضحايا المريوطية.. مسن في السبعين وأم تنفق على أسرتها وطالبة
فى جنازة واحدة شعيت جثامين ضحايا حادث أتوبيس المريوطية إلى مثواهم الأخير بعدما صرحت النيابة بدفنهم، وكأنهم يودعون الدنيا معا كما خرجوا بحثاً عن رزقهم معا وجميعهم من قرية سقارة اضطرتهم ظروف المعيشة على الخروج للعمل وبينهم طفلة في عقدها الثانى خرجت إلى العمل لتتحمل نفقات تعليمها وتساعد أسرتها ومسن في العقد السابع من عمره إلا أن كبر سنه لم يمنعه من البحث عن لقمة عيش حلال ضارباً مثلاً لشباب يتمنعون ليلقى مصرعه شهيدا للقمة عيشه.
والأم تركت أطفالها وخرجت لتعود لهم بلقيمات يقمن صلبهم بعد يوم يبدأ فجراً قبل طلوع الشمس وتعود لهم بعد غروبها إلا أنهم لا زالوا ينتظرونها و لكنها لن تعود.
وأمام مشرحة مستشفى البدرشين اتشح أهالى الضحايا بالسواد فى انتظار تسلم جثث ذويهم ضحايا حادث انقلاب سيارة ميني باص في ترعة المريوطية ومن بينهم الطالبة ميادة والتى تبلغ من العمر (13 عاما) والتى رغم صغر سنها إلا أنها كانت تسعى لطلب الرزق في إجازة العام الدراسي لتتكفل بمطالب دراستها وتساعد أسرتها.
أما الضحية الثانية رجب والذى يبلغ من العمر (65 عاما) فعلى الرغم من كبر سنه إلا أن ذلك لم يمنعه من العمل بحثا عن رزق أولاده الذين ما زال بعضهم في مراحل التعليم و كانوا ينتظرونه كل يوم فلا يستطيعون تناول العشاء إلا في وجوده فعلى الرغم من بساطة الحال إلا أن الرضا والقناعة كانت دائما كنزهم الذى لا يفنى ويوم أمس انتظروه كثيرا إلا أنه لن يحضر بل هم من ذهبوا ليتسلموا جثمانه.
ونور عبد النبى تبلغ من العمر (37 عاما)، وخرجت من منزلها بحثا عن الرزق الحلال لضيق ذات اليد لتساعد فى الإنفاق على أسرتها فتخرج فجراً وتعود إليهم بعد غروب الشمس تحمل جنيهات هى بالنسبة لهم رأس مالهم.
ومن خلال تحريات اللواء مصطفى البكري مساعد مدير أمن الجيزة لقطاع الجنوب تبين أن الأتوبيس كان يقل عمال وعاملات نظافة وأن انفجار إطار الاتوبيس وراء سقوطه في الترعة بعدما اصطدم بعامود إنارة.
وأمرت النيابة بدفن جثث الضحايا وتشكيل لجنة فنية من مهندسى المرور لإعداد تقرير عن حالة الأتوبيس وطلبت تحريات المباحث حول الحادث كما استمعت لأقوال المصابين.