مدارس 30 يونيو تجني ثمار ”التعليم قبل الاستثمار”
أظهرت نتيجة امتحانات الثانوية العامة، لأي درجة أصبحت مدارس 30 يونيو، التي كانت تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، وتديرها حاليا وزارة التربية والتعليم، مصدرا لتخريج عناصر طلابية متميزة، بحكم أن الوزارة نجحت في تخليص هذه المدارس من الفساد المالي والإداري، واستغلالها في أهداف مشبوهة، لتجعل منها كيانات تعليمية بامتياز.
وحصل عدد من طلاب مدارس 30 يونيو، على مراكز متقدمة في قوائم الأوائل بالثانوية العامة على مستوى الجمهورية، ومن هؤلاء الطالب أنس إبراهيم محمد في المركز الأول دمج أدبي من مدرسة المصرية الإنجليزية بالشرقية، والطالب عمر السيد محمود على المركز الثانى مكرر الشعبة العلمي علوم من مدرسة الفردوس الإسلامية بإدارة قطور في محافظة الغربية.
كما شملت القائمة الطالب أحمد هشام بدوى في المركز الرابع بشعبة العلمي علوم من مدرسة دار حراء الإسلامية بمحافظة أسيوط، والطالبة ندى محمود عبدالمولى الرابع مكرر الشعبة العلمية بمدرسة فضل الحديثة التابعة لمحافظة الجيزة، والطالبة لبنى أحمد فؤاد في المركز السادس مكرر الشعبة الأدبية من مدرسة فضل الحديثة بالجيزة.
هذا ليس بجديد، ويحدث كل عام، ولم يأت ذلك التفوق العلمي من فراغ، لكنه نتاج جهود كبيرة قامت بها وزارة التربية والتعليم، لتعيد مدارس 30 يونيو إلى مسارها الطبيعي.. بأن تصبح مؤسسات تعليمية، مهمتها الأولى التركيز على الجوانب التربوية والتعليمية والنواحي النفسية والاجتماعية، وتوفير بيئة خصبة تنمي قدرات طلابها وتجعل منهم قامات علمية، وليس كما كان يخطط لهم الإخوان وأنصارهم.
وعلى أثر هذ التفوق، قرر الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، تقديم جملة من الخصومات في المصروفات الدراسية للطلاب المتفوقين في مدارس 30 يونيو، لتشجيعهم على التفوق والتميز العلمي، وحثهم على بذل الجهد ليكونوا في مكانة استثنائية.
وتبدأ الخصومات من الإعفاء من المصروفات بنسبة 25% وحتى 100%، ويتطلب ذلك أن يكون الطالب من العشرة الأوائل، على مستوى الإدارة والمديرية والجمهورية.
ووفق قرار الوزير، فإن الطلاب الذين حصلوا على مراكز متقدمة في قوائم أوائل الجمهورية بالثانوية العامة، سيتم رد المصروفات الدراسية إليهم مرة أخرى، أي أنهم سيحصلون على المصروفات التي دفعوها في الصف الثالث الثانوي، كمكافأة من الوزارة على هذا التفوق الاستثنائي.
ويفترض أن الطالب إذا كان من العشرة الأوائل على الجمهورية سوف تتحمل الوزارة مصروفاته كاملة بنسبة 100% خلال نفس السنة، ولو كان من العشرة الأوائل على مستوى المحافظة يتم إعفاءه من 50% من المصروفات، وإذا كان من بين العشرة الأوائل على مستوى الإدارة يُعفى من 25% من المصروفات مهما كانت قيمتها.
ومعروف أن مدارس 30 يونيو، يصل عددها إلى مائة مدرسة موزعة على مستوى الجمهورية، ومستواها التعليمي متميز، وفيها الخاص واللغات والدولي، ومصروفاتها مرتفعة وقد تصل في بعض المدارس لعشرات الآلاف من الجنيهات، لكن وزارة التعليم قررت تطبيق سياسة الإعفاء للأوائل بغض النظر عن القيمة المادية التي سوف تتحملها.
واستحوذت الدولة على مدارس 30 يونيو، بأحكام قضائية نهائية، بعدما كانت تابعة لعناصر من جماعة الإخوان الإرهابية، وتوظيفها ماليا وتعليميا في أغراض مشبوهة، لكن الوزارة رصدت ميزانية ضخمة لترميم وتجديد جميع هذه المدارس، وعددها 122 مدرسة، ومدها بكل احتياجاتها لتكون معاصرة ومتحضرة وراقية، على أن يتم تغييرها بشكل كامل، وجعلها أكثر جذبا وراحة للطلاب والمعلمين.
وشملت عمليات الترميم والتجديد والتحديث في المدارس واجهات المدارس وقاعاتها الدراسية وملاعبها وزيادة خدماتها التعليمية، ومدها بشبكة الإنترنت، وجعلها مدارس ذكية على أحدث الطرز والمعايير التربوية، والاستعانة بخيرة المعلمين والمديرين لأداء المهمة.