ريال مدريد وآينتراخت فرانكفورت على موعد غدًا بنهائي كأس السوبر الأوروبي
سيكون آينتراخت فرانكفورت على موعد غدا الأربعاء مع ريال مدريد في نهائي كأس السوبر الأوروبي في هلسنكي عاصمة فنلندا، بعد ستة عقود من نهائي كأس أوروبا أمام الريال والذي انتهى بفوز كاسح للميرينجي 7-3.
حدث الكثير منذ ذلك الحين، وذاق الفريق الألماني مرارة الهبوط لدوري الدرجة الثانية من البوندسليجا، ثم نجح في الصعود مجددا للقسم الأول، وصولا إلى منصات التتويج الأوروبية.
ويعد الفوز بالدوري الأوروبي في الموسم الماضي، خلافا لكل التوقعات، أضخم إنجاز يحققه آينتراخت الذي سبق له الفوز بالدوري الألماني في 1959، ما أهله لخوض كأس أوروبا في ذلك العام قبل أن يخسر في النهائي أمام ريال مدريد.
كانت كرة القدم الألمانية في تلك الفترة لا تتمتع بقدر عال من الاحترافية، وانعكس ذلك في تصريحات مهاجم الفريق السابق إرفين شتاين "كانوا بالنسبة لنا آلهة بملابس بيضاء، وإذا طلب أحدهم إلى أن أحمل حقيبته فلم أكن لأتردد في فعل ذلك".
ويتذكر اللاعب السابق ديتر شتينكا "كانت مباراة بين محترفين ضد لاعبين يتدربون مساء عقب انتهاء مناوبة عملهم"، حسبما أوردت صحيفة (فرانكفورتر ألجماينه).
ما زال متحف آينتراخت يحتفظ بالكرة التي لعب بها ذلك النهائي وعليها توقيع لاعبي ريال مدريد والتي استأثر بها ريتشارد كريس عقب صافرة نهاية اللقاء، ثم انتقلت الكرة إلى متحف آينتراخت في 2006 بعد 10 أعوام من رحيل كريس عن الحياة.
وبعد تلك الليلة التاريخية في جلاسجو، حفل تاريخ آينتراخت بالكثير من اللحظات المجيدة والمأساوية كذلك.
ففي 1963، كان أحد الأندية المؤسسة للبوندسليجا وهي الخطوة التي كانت إيذانا ببدء عملية تحديث شامل لكرة القدم الألمانية، وفي 1974 انضم يورجن جرابوفسكي وبيرند هولتسنباين لاعبا آينتراخت إلى منتخب ألمانيا المتوج بكأس العالم.
كما حصد الفريق عام 1989 كأس الاتحاد الأوروبي، وكان آينتراخت أحد أقوى فرق ألمانيا مطلع حقبة التسعينات. وتعد المجموعة التي لعبت موسم 1991/1992 والتي فازت مرتين بالمونديال في وجود أندرياس مولر وأوفه باين، النسخة الأفضل في تاريخ آينتراخت على مر العصور. لكن لقب البوندسليجا ضاع في الجولة الأخيرة بعد الخسارة من هانزا روستوك الهابط، ليذهب اللقب إلى شتوتجارت.
ومع انتهاء الدور الأول من موسم 1993/1994، كان الفارق بين آينتراخت ووصيفه بايرن ميونخ خمس نقاط، لكنه تراجع في الدور الثاني وأنهى الموسم خامسا بفارق 14 نقطة لتبدأ فترة عصيبة. وجاء الهبوط لدوري الدرجة الثانية في 1996، قبل أن ينجح الفريق في الصعود مجددا بعدها بعامين في 1998.
وعانى آينتراخت مجددا في 2001 مرارة الهبوط مرة أخرى وصارع من أجل النجاة وسط تل من المخالفات، ليصبح الفريق على حافة الهبوط لكن للدرجة الثالث هذه المرة.
وفي 2003 وبعد أن كان الفريق قريبا من الهبوط في 2002، نجح آينتراخت في الترقي للدرجة الأولى، ثم هبط مجددا في 2004 ليعتاد الصعود والهبوط.
لكن بداية من 2012، عرف الفريق معنى الاستقرار وتمكن من الاستمرار بلا انقطاع في الدرجة الأولى، وكانت نتيجة هذا الاستقرار الفوز بكأس ألمانيا في 2018 وهي البطولة التي سبق له الفوز بها أربع مرات.
أما الإنجاز الأهم فكان الفوز بالدوري الأوروبي في 2022، على الرغم من تراجع مستوى الفريق في البوندسليجا.
على أي حال، يتزامن لقاء ريال مدريد بعد فترة حافلة استمرت أعواما وربما لعقود.
يملك ريال مدريد قصة مختلفة، وربما ما زال لاعبو آينتراخت ينظرون إلى لاعبي الميرينجي بوصفهم آلهة ترتدي لباسا أبيضا، رغم أن لا أحد يبدو مستعدا لحمل حقائبهم هذه المرة.